مقالات سياسية

من عشوائية الذهب الى أبحاث القرض

أسامة ضي النعيم

البحث عشوائيا عن الذهب أو صناعة (الدهابة) كانت هي السلاح السري للإنقاذ، صرف وتشجيع الشباب الي التعدين العشوائي مثل بندا خارج الموازنة لاستيعاب العطالي، تفريغ العاصمة والمدن من الشباب بعد فشل المشروع الحضاري في تجييش المزيد من الشباب للقتال في أطراف السودان المختلفة، التخفيف من ضغط الشارع في المطالبة بحق توظيف الشباب ونصيبهم في العيش الكريم أسوة بما تحظي به عناصر تنظيم حركة الاخوان من فرص تنسج وتفصل لهم.

رحلات البحث عن الذهب حولت الثروة القومية الي حيازات خاصة، جبال بأكملها تحت تصرف جماعات لها جيش خاص تتربح من استثمارات الذهب، انتزعت تلك الجهات الحق السيادي للدولة في امتلاك الثروات الوطنية، استخراج الذهب أصبح حصريا وعشوائيا لتلك الجهات في التنقيب وطرائق الاعداد للسوق والتهريب الي الخارج ثم حجز حصائل صادر الذهب بعيدا عن السودان، (الدهابة) عمالة كانت تسد حاجة البلاد من العمالة الزراعية وفي مجال الرعي ، باتجاه تلك القوي العاملة الى التنقيب عن الذهب فقدت مناطق الزراعة والرعي كثيراً.

العشوائية ليست وصفا يلحق بالمشتغلين من العمال، بل هو سمة تعامل الدولة مع الثروات القومية التي يعود الحق في الانتفاع من ريعها لأجيال قادمة ، الدول التي تتوافر في باطنها الثروات المعدنية توقف حق الملكية  للمناجم ومواعين تخزين تلك الثروات حصريا للدولة ، تسند حق استخراج البترول والذهب والماس لشركات تتأكد الدولة من جاهزيتها للقيام بأعمال التنقيب والاستخراج وإعداد المنتج للأسواق بأدوات حديثه وتقنيات عالية توفر عنصر الامان والمحافظة علي البيئة، ضبط كميات المعروض عالميا من الذهب يتم عبر اتفاقات دولية تدرس حاجة السوق لضمان سعر عادل ، يختلف الوضع في السودان اذ ضربت العشوائية قطاع التنقيب عن الذهب ، فقدت الدولة الاحترافية في مجال الاشتغال في مناجم الذهب كما فقدت مساحات كبيرة من الاراضي الزراعية بسبب هجرة العمالة الي مناطق التعدين العشوائي. 

جائحة (الكورونا) كانت اختبارا للعالم، نهضت دول العالم من الصين الي أوربا وأمريكا في البحث والتنقيب عن علاج، صرفت الدول ملايين الدولارات لأغراض البحث والتجريب، يذخر السودان بثروة نباتية طبيعية عرفها انسان السودان من قديم الزمان في التداوي والمعالجة، نبات القرض يستخدمه السودانيون لمعالجة كثير من امراض الجهاز التنفسي، في صناعة الجلود يدخل القرض كمعالج لإتمام عملية دباغة الجلود، لمفارقتنا لروح البحث والتجريب ظلت تلك الممارسات بدائية لم تهتم الدولة بإسناد البحث فيها لمتخصصين، حتى والعالم في أعلي منحني الجائحة لم تحرك الدولة السودانية مراكز أبحاثها لتدلي بدلوها لإنقاذ االعالم.

اذا صحت الاخبارأو لم تصح عن القرض وقدرته في الوقاية من فيروس (الكورونا)، يبقي الجهد المبذول من مراكز الابحاث خارج السودان لتقديم القرض كعلاج أو وقاية من الفيروس مقدراً، يسجل ذلك كمصدر فخر للعالم وعنوان عشوائية وتقصير يلحق بأمة السودان، العشوائية في انتظار العلاج واللقاح ليأتينا من الخارج وتعجز مساهمتنا في بحث ما لدينا من اشارات في نباتات السودان العلاجية، التحجج بالعجز المالي يمكن في ظروف الجائحة العالمية التغلب عليه بتشجيع وتمكين مراكز الابحاث السودانية لتقديم منتجاتنا الي مراكز البحوث العالمية لإجراء الابحاث عليها ولربما  ساهم ذلك في تسريع الوصول الي وقاية وعلاج لتخفيف اثار الجائحة علي العالم، عشبة أو محصول القرض لم نسع الي تقديمه أيضا للعالم لاستخراج المادة التي تستعمل في دبغ الجلود أيضاً.

باختصار تضرب العشوائية أركان الدولة ولا نضع ثرواتنا القومية ومنتجاتنا الزراعية في موضعها الصحيح تحت مجهر أدوات البحث والاستكشاف لتقديمها للعالم كجهد سوداني يساهم في انقاذ العالم.

وتقبلوا أطيب تحياتي
[email protected]

تعليق واحد

  1. اخي اسامه حقيقه طرحت موضوع في غاية الاهميه الكثير من المزارعين وجدو في التعدين الاهلي الملازم الأمن من بعد الزراعه ومدخلات الإنتاج الزراعي من تقاوي واسمده وغيرها أصبحت عبء علي المزارع وقف الدعم الزراعي من قبل الدوله نحن مقبلون علي موسم البصل في ولاية كسلا وتجواز شوال السماد حاجز ٢٠الف جنيه مقارن الموسم الماضي ٧الف جنيه ٠

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..