الرئيس مبارك ..أضاعوني وأي فتىً أضاعوا ليوم كريهةٍ وسداد ثغر

الرئيس مبارك ..أضاعوني وأي فتىً أضاعوا ليوم كريهةٍ وسداد ثغر

سارة عيسي
[email protected]

لم أكن من الذين أفرحهم خبر تنحى الرئيس المصري محمد حسني مبارك عن السلطة ، فقد كنت أمنى أن يرحل بالصندوق الإنتخابي وليس بالضغط والتهديد ، كما لم أكن من الذين وصفوا ما يجري في ميدان التحرير بأنه ثورة ، فالناس في هوجة العواطف الجياشة يخالفون طريق العقل والحكمة ، فقد كان الناس يعتقدون أن ما جرى في إيران عام 1979 هو أيضاً ثورة ضد شاه إيران ، كانوا يروجون بأنها ثورة ضد الظلم والفساد والمحسوبية ، لكن الخوف يأتي مما هو آت وليس من ما مضى ، فلنسأل الآن اين هم تلاميذ الثورة في إيران ؟؟ أين هو السفيرالدكتور صادق قطب زادة والذي وصل مع الخميني في طائرة واحدة عام 79 ، فلقد أعدمه الثوار عام 1983 بتهمة العمالة لأمريكا ، وقد فرّ أبو الحسن الصدر من إيران بعد أن ترأس أول حكومة تكونت بعد مجئ الثورة ، ثم راينا عام 2009 كيف فتكت إيران الثورية بالمعارضين واقامت المشانق والسجون .
فليس الخوف هو من الثورة أو من البيان رقم 1 ، هذا هو الجزء الاسهل من المعادلة الصعبة ، لكن الخوف هو من المصير المجهول ، فأمريكا تقدم للعالم العربي ديمقراطية الطوائف كما حدث في لبنان والعراق ، فالمحتشدون في ميدان التحرير لا يمثلون كل الشعب المصري ، أنهم فصيل مثل وحدة في الجيش تستطيع أن تنفذ إنقلاباً على الجميع ، هم أستطاعوا خنق حركة الحياة الإقتصادية وشلها بالكامل ، كما خضعت حركتهم للدعاية والإعلام المكثف وإملاءت واشنطن ، حرص المحتجون على عدم الهتاف ضد أمريكا أو المطالبة برمي إسرائيل في البحر أو حتى فتح الحدود مع غزة ، فهذه هي مسلمات أبطال القنوات الفضائية وأصحاب الحناجر ، لا يستطيع أحد أن يقف في وجه هذا الطوفان ويقول الحقيقة بسبب الإرهاب الفكري ضد كل صوت يعلو فوق صوت المعركة . فضّل العديد من المثقفين المصريين السباحة مع التيار ،كاسامة الباز بطل كامب ديفيد وعمر موسى خريج مدرسة عهد حسني مبارك ، كل من هؤلاء يبحث عن دور قادم يقيه شر سياسة الإستئصال القادمة التي سوف تستهدف كل من هو مرتبط بعهد حسني مبارك .
فرح القطريون لسقوط مبارك ،فهم يستطيعون الآن دعوة الفرقاء المصريين للحضور للدوحة لتقرير تقاسم الحكم ، وأطلقت حركة حماس الرصاص في الهواء وهي مبتهجة بهذا اليوم ، وسوف يقوم الشيخ القرضاوي بصلاة الشكر في الجمعة القادمة ، وربما يذبح الثيران كما فعل تلامذته في السودان عندما فصلوا الجنوب ، لكن سوف يعرف الجميع أن موارد مصر القليلة لن تتغير حتى لو وصل إلى حكمها يوسف عليه السلام ، صحيح كانت هناك عوامل مثل الفساد والمحسوبية نخرت في نظام مبارك ، لكن هذين العاملين لا يقارنان بالإستقرار الذي صنعه الرئيس مبارك ، ولن يحافظ الثوار الجدد على كل ما حققه من سلام وتطلعات ، سوف يرحل مبارك عن الحكم أو الحياة ، هذه هي سنة الحياة ، لكن على المصريين أن يتمعنوا هذه الثلاثين عاماً ببصيرة وإدراك ، ليست كلها جوراً وفساداً ، سمع الحسن البصري بعض الناس وهم يشتمون الحجاج فرد عليهم : ( لا تسبوا الحجاج فقد مضى إلى ربه ، فسوف يقتص منه الله للذين ظلمهم كما سيقتص له من الذين ظلموه ).
سارة عيسي الرسالة

تعليق واحد

  1. كيف يكون يا ظالمة رحيل مبارك عن طريقالصندوق الانتحابى؟؟؟ كل صندوق فى عهد الديكتاتوريات انتى عارفة ان مصيره سيكون الخج والتزوير ..ارحمينا من فلسفتك الفارغة ولا تفسدى فرحة الناس

  2. صباح الله بخيرو معاكم
    ده ماوقت الكلام ده يااخت الناس لقت اهم شئ وهو الحرية والانفكاك من عهد ظالم قاهر دعيهم يفتخرو بما انجزوه ويسعدو والمستقبل اكيد كويس لانو الشعب حيكون مصدر السلطات بديمقراطية شفافه خاليه من الفساد والطغاه
    وعقبالنا نحن كمان حتى لو كان الخيار زي كلامك الفوق ده والله ارحم اى نظام الا اللوبي بتاع الكيزان ده
    تصبحوا على وطن

  3. الاخت سارة؟ فاليذهب حسني مبارك الى مذبلة التاريخ بكل ماتدعي انه حققه لمصر من امن ورغد في العيش الايكفي ان هذا الطاغية هو من كان يقفل معبر رفح طيلة السنين الفائتة واخواننا في فلسطين تهوي عليهم الطائرات والدبابات با القذائف

  4. غريبة تطالبين بالديمقراطية والحرية في السودان وترفضينها في مصر ماهذا التناقض والمكيال بمكيالين
    ماجري في مصر ثورة بحق وحقيقة وسوف يكتب التاريخ ذلك
    ليس هناك شئ اهم من الحرية

  5. بالرغم من إعجابى بقلمك الثائر إلا أنه لم يوفق هذه المرة بالمرة…

    كيف كنت تتخيلين أن يهزم هذا النظام عبر صندوق الإنتخابات؟

    وماذا نحتاج أكثر من الفساد و المحسوبية للإطاحة بأى نظام كان؟

    وعلى أى أساس، بالتالى، كلنا نعارض نظام الكيزان فى السودان؟

    و إن كنت تتسألين عن بديل مبارك فى مصر لتحقيق الإستقرار، بالتالى يكون السؤال المعادل من هو بديل الكيزان الفاسدين؟

  6. استغرب من الكاتبه التى تقول ان ثورة الشعب التى شاهدها العالم تمثل فئه او وحده كما وحدات الجيش وهذه مغالطه لحقائق لاتقبل الجدل .تمثل بعض الكتاب يمارس هوايه الوصايه على الشعوب وهى اقدر على معرفة مصالحها ومن سيحكمها فليفرح القرضاوى وحماس او القطريين فهذا لايعنى شيئا ولايعنى بالضرورة صعود الاخوان المسلمين الى السلطه فى مصر فهم كما راينا لم يكن لهم دور او قل دور ثانوى فى انتفاضة 25 يناير التى قام بها الشباب. على من يكتبون فى الراكوبه عدم اسقاط ظروف الواقع السياسي السودانى على دول اخرى فاختلاف المكان والزمان والشعب عامل اساسى كما يجب عليهم التخلص من السوءال المثبط للهمم وهو من البديل وهذا السؤال الاستنكارى تحديدا هو جل ماتتمناه الجبهه الاسلاميه ,المصريين والتوانسه لم يسالوا انفسهم هذا السؤال حتى يثوروا على النظام, حينما يدور الكاتب فى فلك النظام يظن او يتوهم ان كل القراء سيواقونه على ارائه وهو خطأ فالكاتب يجب ان يكتب ما يشعر به المواطن والشعب لامايتمناه او يفترضه والا اصبح منفصلا عن الواقع.

  7. لا فضَّ فوك أيتها الناصحة .. إنني من الذين يمقتون الديكتاتورية ويؤمنون بالحكم الديمقراطي الرشيد.. لكن كل معطيات الواقع في مصر تقول : إن مصر لن تشهد استقراراً بعد حسني مبارك .. حالها سيكون مثل حال لبنان أو أحط وأردأ .. أخوان ..أقباط .. صراعات طامحين .. يحلم كل واحد منهم بالسلطة .. أيمن نور ..البرادعي.. العريان.. وصاحب حزب الكرامة وهلم جرا.. هذا فضلا ً عن أن أزمة مصر الاقتصادية ليس لها من علاج .. بلاد مواردها محدودة .. وشعبها يفوق الثمانين مليون … وفعلاً حتى لو قيض لهم عزيز مصر ومعه يوسف فلن يحل مشلكتهم الاقتصادية .. فالأمن الغذائي أساس استقرار الشعوب .. وليس بالحرية وحدها يحيا الإنسان .. عبدٌ ،وعبدٌ رقيق من بات همه اللقمة التي تقيم الأود فلا تحدثني عن حرية ولا كرامة بعد الجوع الكافر…

  8. ((امريكا تقدم للعالم العربي ديمقراطية الطوائف كما حدث في لبنان والعراق))
    وتقدم لنا في السودان ديمقراطية الاعراق والاجناس – هل سمعت بثوار دارفور
    يتحدثون عن ديمقراطية او اتنتخابات ؟ انهم يتحدثون عن العرق فاكبر حركات دارفور المسلحة زغاوة ومن بعدهم الفور واكيد ثورا بهذه الموصفات يجدون الدعم الغربي
    نقطة مهمة اشار لها كاتب المقال — وهي انه كان يتمنى ان يتغير نظام حسني مبارك عبر صناديق الانتخاب ؟؟ لماذا لا تطبق هذا المبدأ على بلدك السودان
    لماذا لا تدعو الاحزاب السودانية الى العمل وفعل الخير بدل الكلام والتمنى
    هل منعت الحكومة حزب من بناء مستشفى او تاسيس مدرسة لتعليم الاطفال في المناطق المهمشة -وكل السودان مهمش-
    ماذا عن تعمير الارض بالزراعة والمصانع -هل منعت الحكومة ذلك
    ارجو النششششششششششششششششر

  9. الي هاني رسلان-اماني الطويل وبقية الجدعان – بقلم شوقي بدري لم ترتح اقلامكم لحظه من الكتابه عن السودان وتقديم النصح والتحليلات ، ولكن ما يحدث فى بلدكم لم يثر انتباهكم . لا اسكت الله لكم حساً . هل انتم متخصصون برابره فقط ، يعنى طعميه وفول ومش كشرى
    الشعب المصرى اثبت عظمته وكرامته التى سلبت منه لآلاف السنين منذ ايام الفراعنه . نحن سعيدون من اجل الشعب المصرى . ولكن لماذا التعمد باقحام السودان والسودانيين والبرابره الغلبانين ؟ ضايقنى كما ضايق بقيه السودانيين التصريح بأن الجنيه السودانى صار اثنين او ثلاثه جنيه مصرى . وهذا ضيق الافق المصرى . فالدولار يساوى مائه ين ، يعنى الجنيه المصرى يساوى عشرين ين . هل يعنى هذا ان الاقتصاد المصرى احسن من الاقتصاد اليابانى ؟ .

    بدون اى مناسبه معلق آخر يقول ان حسنى مبارك حافظ على مصر وان مصر ( مافيهاش مجاعه زي السودان ) . اسباب المجاعه فى السودان هى الحرب الاهليه ، والانظمه العسكريه . التى سببها النظام المصرى منذ الخمسينات .

    عندما فتح الله على مصر بمشروع توشكا . وهذا المشروع موله الشيخ زايد رحمه الله عليه . نتيجة بلطجه مصريه ، والثمن كان ثلاثمائه مليون دولار . ففى اثناء زياره الشيخ ذايد لمصر، اخذ فى رحله متعبه لتوشكا . وكثر الحديث عن الموضوع، والحوجه لثلثمائه مليون دولار . الى ان تعب الشيخ زايد وضاق، وقال للرئيس حسنى مبارك اعتبرها وصلت ، فتوقف الحديث . هذا الكلام سمعته من عدة مسئولين فى الامارات احدهم السفير محمد مصبح السويدى .

    سمعت مسؤول مصرى فى التسعينات يقول عند افتتاح المشروع ( شوفوا حاله بلدنا ، واللى جاى منهم النيل ومش قادرين يأكلوا شعبهم ) . لقد قال السادات من قبل عندما لم ينفذ نميرى كل طلباته ، العيش فى الخرطوم صار ذى ديل الكلب . هذا لان الرغيف صار نحيفا نسبه لازمه الدقيق . ومصر من زمن السادات الى الآن تعيش على المعونات، وخمسين فى المائه مما تأكل يأتى من الخارج .

    هذا توشكا او توشكى كما نقول نحن . هى ارض المعركه التى رواها السودانيون بدمائهم . واستشهد فيها البطل عبد الرحمن النجومى وجيشه . وكان عبد الرحمن النجومى يتوقع ان ينضم المصريون اليه ،ويحاربوا الانجليز . ولكن المصريون انضموا الى الانجليز وحاربوه. وقتلوه واهانوا السودانيين . وتعرض بعض نسائهم للاغتصاب الى ان حماهم الضباط البريطانيون . فى هذا الجيش كان جدودنا بابكر بدرى ويوسف بدرى وموسى بدرى وشقيقاتهم الحسنى وام طبول والبتول ووالدتهم مدينه وزوجة ابيهم بت شيقوق واثنين من اطفالها اللذين ماتوا هنالك مع موسى بدرى، عندما وقعت قنبله مصريه وسط معسكرهم . عندما كانوا ذاهبين لتحرير اشقائهم المصريين وهذا فى تسعينات القرن التاسع عشر . ولقد استرق اهلنا فى مصر واجبروا على اعمال السخره . وتعرضوا للاهانه بواسطه المصريين اللذين أتوا لتحريرهم , وكان الجنرال ودهاوس الانجليزى ارق قلباً عليهم من ( أشقائهم) المصريين .

    الى الآن يصف بعض المصريين السودانيين الشماليين بالعبيد . فى التسعينات عندما تفنن المصريون فى قتل السواح من النساء العجائز والشيوخ . صدم العالم . فلقد استمرت عمليه التقطيع والقتل والمطارده لخمسه واربعين دقيقه ، ما يعنى شوط كامل من مباراه كره قدم ، ولم يتوقف المجرمون الى ان تعبوا. ولم يكن هنالك وجود للامن او الشرطه . واذكر فى تلك الايام عندما كنت ذاهباً للمطار فى الصباح، كان هنالك اكثر من رجل امن خلف كل شجره على طول الطريق الى المطار . وبالسؤال قال لى سائق التاكسى ، مش الريس مسافر يا بيه اليوم . ديل لازم يأمنوا طريقه ، فقلت له وهل سيمكثون كل الصباح فقال صباح ايه يا بيه دول واقفين كده من البارحه .

    بعد حادثه السواح استدعى الرئيس حسنى مبارك وزير الخارجيه الالفى كتلميذ خائب وقال له امام عدسات التلفزيون والشهود ، ده انت طلعت اى كلام . وطرده ، وعين بعده العدلى .عندما سألت عن غرابه اسم الالفى عرفت ان جده كان احد المماليك ولجمال شكله وحسن مظهره ، اشتروه بالف جوال قمح . لقد كان المماليك الشركس والاسلاف يشترون كاطفال ويتعرضون للاغتصاب ثم يدربون كجنود ويصيرون من المماليك . وهم اللذين حكموا مصر. ولا تزال سلالتهم تحكم مصر . وهؤلاء عبيد بالشهاده . ولكن المصريون يصفون السودانيين بالعبيد .

    كنت انزل ضيفاً على الاستاذ محجوب عثمان رحمه الله عليه بالقاهره . وهو وزير الاعلام السابق وشريك فى جريده الايام . وكان فى فتره رئيس تحريرها . ولقد انتقل الى جوار ربه قبل شهور . وفى التسعينات كان يسكن فى شارع ابو المعاطي رقم 64 الطابق الثانى . فى سنه 1997 اتى لاستقبالى فى المطار واخذنى الى شقته وطيله الليل كان هنالك مجنون , يجوب العجوزه المنطقه خلف مسرح البالون ويعوى وكأنه كلب . وفى الفجر انطلقت ثلاثه جوامع للآذان فى فتره متقاربه مما كان يجعل النوم مستحيلاً . عندما عين العدلى وزيراً وهو يسكن فى نفس العماره فى الجزء الآخر فى الشارع الموازى . اختفى المجنون . وانخفض صوت الآذان وقفلت الشوارع بالحديد والجنود المدججين بالسلاح والخوزات الحديديه فى حر القاهره القائظ. وفى الليل يمنع المرور والتجول . وخسرت المتاجر . حتى محل العربى للشواء تقلصت مبيوعاته ، وبالسؤال كانوا يقولون علشان راحه الباشا . ثم انتقل الباشا الى قصره الجديد ولكن بعض اهله واصلوا السكن فى شقته وتمتعوا بالحمايه .

    الآن عندما يتكلم التلفزيون المصرى والعالمى عن سبعه من الموزراء والمسؤولين اللذين نهبوا مال الشعب المصرى، اجد اسم العدلى بينهم . السيده امانى الطويل ، اسماء الحسينى والجدع هانى رسلان لماذا لا تكتبوا عن هذا ؟ . وواقعه الجمل فى ميدان التحرير وذات الكرباج . والجمال والحصين ، والصحفيين اللذين تعرضوا للجلد وما هو ردكم على ابنائنا المولودين فى اوربا اللذين لا يفهمون ما يحدث فى شاشات التفزيون. وكيف تعرض السواح السويديون للضرب والاهانه والنهب . وكيف شج رأس صحفى سويدى وطعن بسكين فى ظهره ويعانى من اصابات داخليه . ؟ لماذا لا تكتبوا عن هذا .؟؟؟

    ******************

    هذا الموضوع قديم كتبته ….

    وبرضو تقول لي الطيارة مافيها بوري

    بالتفكير بما قام به العراقيون في بلادهم, تاكد لي ماكنت اقوله في كتاباتي السابقه، ان السودانيين شعب من نسيج خاص. وعزى البعض الي ان مايقوم به العراقيون، الي ان السلطه قد سقطت. ولكن السلطة قد سقطت عدة مرات في السودان . ولم يحدث اي شئ يختشي منه السودانيون. ففي سنه 1924 وتحت تاكيدات احمد بك قائد الجيش المصري, بانه سيدك القواعد البريطانيه، اذا طالبوا بانسحاب الجيش المصري. تحرك الجنود السودانيون من معسكر المقرن. تتقدمهم الذخيره علي عربة كارو. كما اورد والدنا ومؤرخ التاريخ محمد عبد الرحيم ـ جدالاخ هاشم بدر الدين وشقيقته هاديه زوجة الكاتب يحي فضل الله وآخرين .
    وكانو يهتفون علي المفتوح، كالعادة السودانيه بانهم في طريقهم الي "دواس" الانجليز. وقام الانجليز بقفل كوبري النيل الازرق. ولم يحرك المصريون ساكنا، والمعركة علي اشدها بين السودانيون والانجليز ، ذهب الضابط سيد فرح سباحة الي الخرطوم بحري، لحث المصريين للاشتراك في المعركة وفاءً بوعدهم . وبالرغم من الرصاصتين في جسده، وصل سيد فرح الي المصريين, وبالرغم من هذا لم يشتركوا في المعركة. وواصل السودانيون الي ان خلصت ذخيرتهم. فاتجه عبد الفضيل الماظ الي المستشفي العسكري، وبينماهو يحاول كسر مخزن السلاح للحصول علي ذخيرة . قام احد الضباط الانجليز بمحاولة الامساك به من الخلف، بقصد تقييده. فتغلب عبد الفضيل عليه . فيهرع اثنين من الاطباء الشوام. ويقوما بالامساك بقدمي عبد الفضيل وطرحه ارضاً .وهنا يتدخل الجندي كودي من جبال النوبه ويقتل الضابط الانجليزي والاطباء ويتحصل عبد الفضيل علي الذخيرة.

    تستمر المعركة طيلة المساء . مما يجبر الانجليز علي دك المستشفي بالمدافع، ليموت البطل عبد الفضيل بين الانقاض، ممسكا بمدفع المكسيم. ووجد كودي تحت الانقاض ومازال به عرق ينبض ، في صبيحة اليوم الثانى ..
    اما البقيه فعندما اكتشفوا الخيانة المصريه، تراجعوا نحو ام درمان. تاركين ماعرف بعسكري الماسوره الذي اوقف تحرك فرقة كاملة من الجنود الانجليز، الي ان قتلوه اختناقا بالدخان. وفي الجزيرة في وسط النيل ترك المنسحبون اثنين لتغطية انسحابهم وكانت هناك باخرة تحمل الجنود الانجليز آتيه من الدويم. وعندما شاهدوا جنديا متمركزاً في وسط الجزيره قتلوه رميا بالرصاص . ونزلت مجموعة من الجنود الانجليز لاحضار جثته وسلاحه، وكانوا تسعه . وفات عليهم ان جنديا اخر كان متمركزا في العشر ولم يرجع من الجنود الانجليز احد فقد اصطادهم الجندي المختبي في العشر. وانطلقت الباخره بسرعة الي الخرطوم تاركة الجنود.

    بالرغم من اختفاء السلطة والجيش الانجليزي الذي كان مهتما بدفن موتاه العديدين، ورحيل الجيش المصري لم تحدث حادثة نهب او سطو او اغتصاب في الخرطوم، اوفي كل عموم السودان وهذا علي حسب تقرير اللجنة التي شكلها الانجليز.

    في اكتوبر 1964 وفي ليلة المتاريس عندما خرج الناس لحماية الثورة لم تسجل الشرطة حادثة سطو واحدة. بالرغم ان كثير من المنازل تركت بدون حماية. وعندما هجم البعض علي اجزخانة شاشاتي وحطموها. اخذ احد الضعفاء بعض النقود التي كانت في الدرج وكما سمعت من الاخ الفاتح المليجي شقيق الدكتور محمود جمعة المليجي. فان احدالحضور انتزع النقود من يد اللص وصفعه ومزق النقود وقال له " الناس في شنو وانت في شنو".
    عندما سقطت ام درمان في عام 1898 اباح الانجليز المدينه لثلاثة ايام ولكن لم تمتد اي يد بأساءة لنساء ام درمان. وهذا ماسمعناه من الكبار واكده بابكر بدري في كتاب "تاريخ حياتي" واكد نعوم شقير بان الذهب والفضه وكل مالية الخليفه وبيت المال حتي معدات سك العملة كانت في اماكنها.
    كما يخبرنا بابكر بدري بانهم عندما احتلوا الخرطوم كان مع مجموعة من الشباب قد وجدوا ذهبا في بئر المنزل الذي كانوا يسكنونه فسلموه الي بيت المال ولم يهتموا به وكانه حجاره. ووجدو سمنا وعسلا وطحينا وبالرغم من جوعهم لم يقربوهم وانتظروا حتي ان سمح لهم في اليوم الاخر. وحتي بعد الاذن لم يصنعوا الا قراصة ناشفة بدون عسل او سمن. كما وجدوا ابنة صاحب الدار مختبئة في احدي الغرف الداخلية وهي مصرية الجنسيه فامنوها علي حياتها. وبعد عشر سنوات من الحادث كانت احدي المدعوات الي حفل زفاف بابكر بدري الي نفيسة احمد المليجي. وهي عمةالممثل المصري الكبير محمود المليجي. ووالده العميد يوسف بدري.

    في بداية الخمسينات حاول بابكر بدري الاتصال بمحمود المليجي وبقية اسرة المليجي ويبدو ان محمود المليجي لم يكن مرحبا. الي ان افهمه بابكر بدري بانهم ليس متلكحين وان ابنه احمد المسمي علي عمه احمد المليجى. هو اول قاضي سوداني. وعلي بدري اول دكتور ووزير سوداني وان موسي بدري الذي برفقته اول طيار سوداني ويعمل عند الملك السنوسي بليبيا. وحتي عندما سقطت سلطة نميري في انتفاضة ابريل لم يتجه السودانيون للنهب بل اتجهوا للتكاتف والمساعدة..
    في فترة الجفاف التي ضربت السودان في بداية الثمانينات اتت مجموعات ضخمة للمويلح والحاج ابزيد خارج ام درمان. وخرج أهل ام درمان بكل مايستطيعون ان يقدموه من مساعده. في كتاب رودلف سلاطين"السيف والنار" تحدث عن مجاعة سنة ستة. (1306 هجريه ). وكيف ان الناس كانت تعطي ابنائها الي من يستطيعون من الناس ثم يسترجعونهم بعد المجاعة. واذكر ان في مجاعة الثمانينات كان كثيرا من الاسر يتكفل ببعض النازحين. واذكر فتاة صغيرة في العاشرة اسمها حليمه اتي بها العم محمد بدري رحمة الله عليه وزوجته فاطمة بدري كما اذكر الدهشة في وجهها عندما شاهدت التلفزيون لاول مره. وكان يندر ان يخلو منزلا في ام درمان من النازحيين. وسيدة توكد للمهندس احمد"كوريا" وزوجته امنه بدرى ان يهتما بابنتها وانها تسلمها لهم كعذراء..
    ماأثارني اليوم، هو الايتام في العراق وقد طردوا من مساكنهم ومدارسهم. وصارو يهيمون في الطرقات بعد ان احتل البعض مساكنهم. وشاهدنا في بداية الحرب كيف طوح بالجرحي ليقوم البعض بسرقة الاسره والاجهزه من المستشفي. في مجاعة الثمانينات قامت احدي العاهرات المشهورات ببيع منزلها في ام درمان، والتبرع بثمنه الي الاطفال الجياع خارج ام درمان. وصرف بعض النساء ذهبهن وتبرع ستات العرقي بمدخراتهن . وبرضو تقول لي الطيارة مافيها بوري!!!

  10. بسم الله الرحمن الرحيم
    الأخوة الأعزاء دعونا أخالفكم الرأي وأقف مع بعد نظر الكاتبةفهي من أكثر الكتاب
    معارضة للأنقاذ والدكتاتورية
    وليس أبدا وقوفا مع نظام مبارك الديكتاوري ولكن الا توافقوني أنه أرحم مليون
    مرة من تسلط الأخوان
    أن أكثر قوة منظمة الأن في الساحة المصرية هم ولقد كان عندهم مئة نائب في البرلمان السابق وستدعمهم قوى الهوس الديني من الخارج من حماس وقطر وقناة
    الجزيرة الأخوانية العميلة وأيران وحزب الله . الخوف يأتي من أنهم سيفوزون بدوائر
    ولكن سيستقلون ذلك في التغلغل في المجتمع المصري لبس سمومهم وسيبصح المجتمع المصري يوما ما ويجدهم على رؤوسه كما حدث عندنافي غفلتنا في السودان
    وسينفذون كلما يطلبه الغرب وأسرائيل من أجل الجلوس في السلطة وهذا عين ماحدث
    في ايران
    الديكتاتورية مهما كانت فهي اكبر أذى ومؤخر للشعوب ولكن دكتاتورية وتسلط
    الأخوان هي الجحيم بعينه
    لكن ادعوا معي ومع الكاتبة أن تتحقق ديمقراطية حقيقية في مصر وان يعرف الشعب
    المصري شر الأخوان من بدري ولا يسمح بحزب ديني
    علما بأن كل الحكومات الشريرة في السودان سببها مصر وان اكثر بلد أذى السودان
    هو مصر وأقرأؤ جيدا التاريخ ومبروك أذالة الدكتاتورية في مصر

  11. رغم انى اتفق مع سارة عيسى فى كثير من الآراء, الا انى اختلف تماما فى شأن الثورة المصرية, فسارة عيسى تلمح الى ان البديل لحسنى مبارك الذى حقيقة لم يأتى للسلطة عن طريق صناديق الاقتراع ان البديل هو الاسلاميون و ان حدث ذلك عن طريق صناديق الاقتراع فبالطبع سيكون حق مشروع كما حدث فى تركيا, حسنى مبارك واجهزته الامنية ظلت تقمع الاسلاميين داخليا وفق استراتيجية ابتزاز الغرب و امريكا لدعم النظام فقط, بينما تعاملوا مع اسلاميى السودان عكسا من ذلك بقفازات من حرير كما يقال, ووفروا لهم الحماية دبلوماسيا و دوليا, ظنا منهم انهم يسيطرون عليهم, رغم تجربة محاولة اغتيال مبارك سابقا, مبارك شارك ايضا بالعزف على انغام حكومة الانقاذ و بارك انفصال الجنوب ارضاءا للامريكان رغم ان ذلك يشكل خطورة مباشرة للامن المصرى, التاريخ سوف يذكر حسنى مبارك كاى ديكتاتور صغير, كان يعمل فقط فى محيط الحفاظ على سلطته بأى ثمن و فى كثير من الاحيان بغباء مذهل, فاليذهب غير مأسوف عليه, و البديل لا اظن سيكون اسوأ

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..