مقالات سياسية

إتفاق غندور وسامح شكري … إتفاق الإذعان

أقسم بالله , إنني أؤمن بالسلام والعلاقات الطبيعية مع الجيران والمتوازنة والمميزة مع العرب خاصة …
وأقسم , أيضا أنني على ما أعتقد شخص واقعي وعملي وبرجماتي …
لكنني رغم ذلك … وبدون أي عواطف أرى في هذا الإتفاق ( ميثاق الشرف الإعلامي ) الذي أبرم بين غندور وشكري وخاصة بعد الذي جرى في الأيام الفائتة في مطار القاهرة وبعد 72 ساعة فقط من التوقيع عليه إنه بدون أدنى شك هو محاولة للجم صوت الإعلام السوداني وأخراصه بل وإذعانه .. وانه لا يمت للشرف الإعلامي بأي صلة وعلى العموم هو مشروع غير واقعي وغير عملي وإستفزازي في الوقت الراهن

تعالوا نناقش القضية من وجهة النظر هذه

الأساس في إقامة مثل هذا الإتفاق ( غندور ? شكري ) هو بين دولتين أن تكون هناك أولا ً علاقات طبيعية بينهما… والعلاقات الطبيعية بين الدول تقوم أساساً على الرضاء والتوازن وعلى عدم الإذعان وإلا أصبحت علاقات غير طبيعية
والإحتلال لأراضي الغير هو وضع غير طبيعي بل إنه في نظر القانون الدولي هو قمة الشذوذ والخروج على القواعد العامة المنظمة للعلاقات بين الدول

إذاً نعود ونناقش المعادلة من جديد وبكل بساطة
مطلوب مننا كشعب سوداني وإعلاميين سودانيين أن نصمت ولا نقل أي كلمة عن أرضنا التي تم إحتلالها في ظروف غامضة جداً ووسط دهشة الشعب السوداني الذي لا يرضى بالإذلال … لكن لا بأس التاريخ سيكشف لنا الكان مستور … ومطلوب نصمت أيضا في حال إستفزاز الإعلام مصري لنا… ولانرد في حال الإستخفاف وإهانة حضارتنا … ولا نغضب ولا نرفض حين يتم إدخال مواد غذائية وفواكه ملوثة ومسقية بمياه الصرف الصحي والتي رفضتها كل الدنيا نحن الوحيدون المفروض علينا قبولها ( ونخرص )… ونذعن أيضاً في حال يتم التحريض ضدنا في مجلس الأمن ..( معقول لكن ياغندور ) وكل هذا الهراء مع طرف يحتل أراضينا ولا علاقة طبيعية لنا معه …

هذا الوضع الغير طبيعي كالذي يقول : قمة التطبيع في قمة الإحتلال

أليس هذا هو الإذعان بعينه !! ؟؟؟

في ظل هذا الوضع الغير طبيعي يتم الكلام عن تبادل تجاري !!!؟… وموقف موحد في محادثات سد النهضة !!!؟ … وإستثمارات تجارية مشتركة !!!!؟.. وطرق برية للربط بين البلدين !!!!؟.. وكمان علاقات أزلية …!!!!؟
بإختصار يتم الكلام عن تعاون القاهرة مع أبعد مدينة سودانية عنها بهذه البساطة وهذه السهولة في الوقت الذي لم تحسم فيه مصر مسألة المسائل وقضية القضايا وهي حلايب وشلاتين

إن المعادلة من وجهة نظري المتواضعة هي على النحو التالي :
لا حلايب سودانية تعني لا علاقات طبيعية مع مصر ….
لا لوقف التحريض ضد السودان في المحافل الدولية لا سلام مع مصر …
لا علاقات طبيعية مع مصر يعني لا لتوحيد الموقف في مفاوضات سد النهضة …
لا إتفاق مع مصر يعني إستحالة ( البزنس ) يعني لا تبادل تجاري ولا ثقافي ولا أي تبادل …

إن منطق هذا الإتفاق ( غندور ? شكري ) ينطلق من ضعف الموقف السوداني … السؤال : من الذي أضعف الموقف السوداني ؟ هذا الإتفاق الذي ساوى بين المفتري والمفترى عليه … لماذا لا ينطلق من قوة الموقف السوداني لان بالفعل موقفه قويا جدا … ..
وبصراحة كده نحن ( ما فاضين ) لهذا الهراء المصري وهذه العقول الإعلامية الخاوية التي لا تميز بين تابع ومُحتل … ولا يعرفون حتى الآن ماهي جنسية الملك فاروق الذي كان ملك مصر والسودان ( الذي صدعوا به رؤوسنا … فارووا كان ملك مصر والسودان ) ؟ … ومن أتى به ؟ وهل هو حاكم تم تعيينه من الأتراك أم من الإنجليز ؟ لذلك عندما يخاطبوكم أصحاب هذه العقول الخاوية في التاريخ أو الجغرافيا قولوا لهم : سلاما ( ولا تتعبوا روحكم معاهم )

إنه يتوجب وضع كل الإتفاقات القديمة والجديدة موضع الإختبار الشديد لأن الإشكاليات المعقدة والصعوبات الكامنة بين سطور بنود هذه الإتفاقيات لا يجعلان أي مراقب محايد يشعر بالإطمئنان لها
لذلك …
يتعين على مصر أن تهدئ من الفورة والنفخة ( الكدابة ) فهي ليست في موقف جيد ( الأمور فيها ضاربه ) والمستقبل مظلم … فعليها أن تهدئ من الضغط على بنزين سيارة الدفع السياسي في المنطقة الآن وتفرمل سريعا حتى تستعيد حساباتها وبدقة …. وتعود مصر إلى مصر …
وأن لا تنسوا سد النهضة أوشك على الإنتهاء ( ويا خبر بفلوس بكرة يبقى ببلاش )

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. مقترح فني
    اذا اصبحت الكهرباء بدلا من 220 فولت وتحول النظام الي110فولت مثل كهرباء السعوديه من ناحيه فنيه أفضل
    لسلامه التوربينات

  2. مقترح فني
    اذا اصبحت الكهرباء بدلا من 220 فولت وتحول النظام الي110فولت مثل كهرباء السعوديه من ناحيه فنيه أفضل
    لسلامه التوربينات

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..