تنظير جيد.. ينتظر التنفيذ!

تطاول أمد توقفي عن الكتابة.. حتى أنني فكرت في صرف النظر نهائيا عن ما تسمى بالكتابة الراتبة.. حتى التقيت صباح الأمس بالنائبة البرلمانية سهير صلاح.. وسهير واحدة من (النائبات) القلائل اللاتي أشعر أن البرلمان يهتز من مداخلاتها القوية حين تتحدث.. سألتها عرضا.. ماذا يفعل البرلمان هذه الأيام..؟ أجابتني باهتمام.. مشغولين بتحليل خطاب الرئيس.. سألتها أيضا بذات الـ(عرضا) فماذا وجدتم فيه..؟ أجابتني.. أو بالأحرى.. فاجأتني.. وهي تتصفح مفكرة خاصة احتشدت بالكلمات.. بما دفعني للتفكير جديا في العودة إلى الكتابة.. وها أنا ذا أفعل.. شكرا الأستاذة سهير..!
ولكن.. ترى ما الذي أغراني بالكتابة وتناول هذا الموضوع؟.. هي عبارة قالتها الأستاذة سهير النائبة البرلمانية عن المؤتمر الشعبي.. أو بالأحرى قد دونتها في مفكرتها.. تنظير جيد ينتظر التطبيق.. ونظرة سريعة للخطاب الذي قدمه رئيس الجمهورية أمام البرلمان منتصف الأسبوع.. تؤكد صحة ما ذهبت إليه النائبة سهير.. ونبدأ بالمرجعيات التي حددها الرئيس في خطابه.. وتنحصر في الدستور ومخرجات الحوار الوطني والاتفاقيات الدولية والمواثيق والمعاهدات التي يعتبر السودان طرفا فيها.. ثم يحدد الخطاب موجهات المرحلة المقبلة.. ويحدد أولويات المرحلة.. وتتناثر في الخطاب ثلاثة محاور.. يبدو للوهلة الأولى أن لا رابط بينها.. والعكس صحيح تماما.. فالبنيات التحتية لا غنى عنها إن كنا نتحدث عن الاستثمار.. وإصلاح الخدمة المدنية يظل خيارا حتميا لإصلاح مناخ الاستثمار.. إذن.. ليس هذا فحسب.. فما ورد عن الإمدادات المائية والكهربائية.. لا يمكن فصله عن البنى التحتية.. تضاف إليها الطرق والجسور? الخ.. فإن كانت الدولة جادة في جذب المستثمرين.. وتشجيعهم على الاستثمار في السودان.. فلا مناص من إنفاذ كل الإصلاحات التي وردت في خطاب الرئيس.. وغير بعيد عن كل هذا يتعرض الخطاب لدعم الإنتاج والإنتاجية.. ويعيدنا هذا مرة أخرى لمطلوبات تشجيع الاستثمار.. فالمستثمر هو المستثمر.. وطنيا كان أو أجنبيا.. ومواقع الإنتاج في وجهها الآخر.. هي مواقع الاستثمار.. والإنتاج هو محصلة هذا الاستثمار.. إذا الاهتمام بمواقع الإنتاج يتطلب ذات شروط الاهتمام بالاستثمار.. من تهيئة للبنى التحتية.. وتوفير للخدمات.. وإصلاح للخدمة المدنية..!
والعنوان العريض الذي يشغل السلطة هذه الأيام.. برنامج إصلاح الدولة.. كان حاضرا بكثافة في خطاب رئيس الجمهورية.. ولن تجد مفرا من ربط هذا المحور أيضا.. بالمحاور التي سبقته.. فلئن كان إصلاح الخدمة المدنية من أهم مقومات مناخ الاستثمار.. فقل لي ماذا يكون إصلاح الدولة.. إن لم يكن إصلاح الخدمة المدنية..؟ ثم يعرج خطاب الرئيس إلى معاش الناس.. أو قفة الملاح.. كما يحلو للسودانيين أن يرددوا.. ومعاش الناس لن ينصلح.. إلا بإصلاح الدولة التي لن تنصلح هي الأخرى إلا بتوفر مقومات هذا الإصلاح.. مما ذكرنا أعلاه.. فإصلاح معاش الناس.. ليس كما يتصور البعض.. شأنا منعزلا.. أو معزولا عن جملة الشواغل الأخرى التي تشغل بال القيادة السياسية والتنفيذية.. وكما يقولون فالمسائل لا تنفصل.. وأي حديث عن إصلاح معاش الناس.. أو تخفيف أعباء المعيشة.. دون مخاطبة القضايا الأساسية.. يظل ذرا للرماد في العيون..!
ثم والنائبة تطوي مفكرتها.. ألمح من طرف أن أفضل ما حواه ذلك الخطاب هو اهتمامه بآليات التنفيذ والتقويم والمتابعة.. من مفوضيات ولجان وغيرها.. فإن غابت آليات التنفيذ.. يصبح كل ما جاء في الخطاب.. كأن لم يكن.. وحتى ذلك الحين.. يظل الخطاب.. تنظيرا جيدا ينتظر التنفيذ..!
اليوم التالى

تعليق واحد

  1. هههههههههه قال النائبة سهير ؟ مفكرة شنو ونائبة شنو وخطاب رئيس شنو؟؟
    كم مرة قال الرئيس خطابات وخطابات ؟ كم مرة عرض ورقص وصفق وقال كلام ؟؟
    والبرلمان والرئيس .. رزق الهبل على المساكين … برلمان يعرض خارج الزفة ..

    ويقضى الأمرُ حين تغيب تيم .. ولا يستأذنون وهم شهود

    غالبيتهم ديناصورات ومنافقين ومستنفعين .. شر البلية ان انضم اليهم نواب المؤتمر الشعبي

    الترابي خدع العالم الموهومين بحب السلطة ودخل فيهم حب السلطة والمال والنفاق والكذب .. وغادر الدنيا غير مأسوفا عليه والان بين يدي ربه … ولو سئل الترابي في قبره لقال (رب ارجعلني لعلي اعمل صالحا في تركت…. )

    ولم يترك الا المنافقين والجهلة واصحاب الكنز والمال والدور والقصور والكذابين

    والله المستعان .. اخير ما كنت كتبت

  2. أنت أيضاَ تنظر ولدينا من التنظير ما يكفى. الرئيس محتاج مجهوداَ جباراَ لاستعادة ثقة الناس فيما يقول.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..