المعارضة.. أزمة خطاب وممارسة

المعارضة.. أزمة خطاب وممارسة
فايز السليك
[email protected]
أُنهيت عمودي يوم أمس بقصة تروى في بلد شقيق ومجاور لنا يطلقون على السودان اسم ” بعد الفطور”، وحين سمعت هذه المقولة تذكرت بيروقراطية الدواوين الحكومية، وما تضعه أمام المرء من عقبات تحول دون إنجازه لجدول أعماله أمام موظفي الجوازات والجنسية، أو تلكم الوزارات العتيقة، ففي حال أن قذف بك حظك العاثر داخل تلك الدواوين عند الساعة العاشرة تجد معظمهم “في الفطور”، وفي الحادية عشرة، وربما الثانية عشرة، أمّا الواحدة فمواعيد صلاة الظهر، لكنني فوجئت عند ربط “الحكاية المؤلمة” بالاستقلال، فيقولون لنا ” إنّ الانجليز حين جاءوا لمنحكم الاستقلال طلبتم منهم الإمهال حتى ” بعد الفطور”.
“القصة ” مؤلمة”، كغيرها من القصص التي تروى ” عن كسلنا”، وعن “ثرثرتنا”، أو إكمال المواضيع الجدية عند الوداع أو ” على عتبة الباب الأخيرة”، وكلنا يعرف تفاصيل الرواية.
تذكرت ذلك، وأنا أرى حالنا “المائل”، ووضعنا “البائس”، برغم “هبّات الشعوب من حولنا”، وبرغم “ثورات” الياسمين، والغضب، والتحرير، يتعامل الحاكم بنوع من “اللامبالاة”، ويردد بعضهم وبغباء أنّ الخرطوم ليست مثل القاهرة، أو تونس، وربما يضيفون إليها صنعاء أو طرابلس، أو أي عاصمة من العواصم، ويقولون ما قالته ذات القيادات في تلك الدول، ويعيدون ذات السيناريو “بطريقة مملة”، فقدت إثارتها لتكرارها.
وهو مدخل لحوار حول “حالة الكسل السوداني”، أو فشل النخبة في تغيير مفاهيم الحكم، وآليات المعارضة.
وفشل الحكومة بائن، لا لبس فيه، ولا غموض حوله، فهي منذ استيلائها على السلطة عبر انقلابها العسكري المشؤوم تحولت إلى حكومة حزب، وتحول الحزب إلى “أفراد” جعلوا من كل البلاد ضيعةً ينهبونها كما يشاءون، ويقرون بانهم كانوا قبل “الانقاذ” يمتطون ظهور الحمير، وكأنهم أرادوا ذم أنفسهم عن طريق ما حسبوه ” مدحاً” ، وهو وحده كفيل بتقديمهم إلى محاكمات لمعرفة ” من أين لهم كل هذا، وهم من جاءوا فوق ظهور الحمير؟؟”!. ولسنا هنا في مقام ” حسد” مثلما يظن ذلك “العنصري” الذي فسر ثراء الإنقاذيين الفاحش بأنه “رزق ساقه الله”، ولو كان “الانقاذيون” احتفظوا بحميرهم التي جاءوا فوق ظهورها من شمال السودان، لصفقنا لهم، ولكتب لهم الشعراء القصائد مثلما كتبوا لأمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، “أمنت حين أقمت العدل بينهم/ فنمت نوم قرير العين هانيها”، ولوفروا على السودان ملايين الجنيهات التي تحرق يومياً لوقود السيارات المحمولة براً لحماية النظام من “الشعب”، أو فتح الزنازين وسط زنزانة أخرى اسمها “السودان”.
ولو أردت التحدث عن الفشل الانقاذي لكتبت عشرات الكتب، لكن أكبر الاخفاقات هو الفشل الكبير في الاحتفاظ بوطن مساحته مليون ميل مربع، وتقسيمه مثلما يقسمون الأحزاب ، والغنائم، وأموال الشعب المغلوب على أمره، وهو موضوع واضح، إلا أن الفشل الذي نحن بصدده اليوم هو فشل المعارضة.
فهي تعيد ذات السيناريوهات، وتجرب ما كان أصلاً مجرباً، ولو قبل ليلة واحدة!، لكن المعارضة لا تزال تقف في تلك المحطات القديمة، دون أن تدخل عوالم “الفيس بوك”، والذي يبدو أن أحداً “لم يستورده لها”، فصارت “بائسة”، وقيادتها “بئيسة”، وعاطلة عن “الموهبة”، ولذلك تستحق درجة “صفر كبير” في التنظيم، ومثله في التعبئة، وقدره في الحشد، وليس أكثر منه في “الارادة السياسية”.
لو نظرنا للمعارضة من زاوية خطابها السياسي لوجدناه يمثل قمة الأزمة، فهي لا تستطيع انتاج خطاب يغري الناس بالالتفاف حوله سوى “اكليشيه” مهاجمة الحكومة، ولا تسطيع ابتكار وسائل جديدة لمخاطبة حتى “قواعدها” ناهيك عن الجماهير العريضة، وسيكون لنا ” مع الجماهير وقفة” في هذا الخطاب النقدي”، ولا ملامح فيه “لتغيير”، أو “امل بغد زاهر”، أو ” مستقبل مشرق”، أو نظام حكم ” مغاير”، والغريب أن المعارضة إلى اليوم لا تفرق بين “المؤتمر الصحفي”، “والندوة”، و”المنبر، أو المنتدى”، وكأنها لا تتابع المؤتمرات الصحفية في كل بقاع الدنيا!. وهذا الخلل وحده يعكس بنية الوعي، وطرائق التفكير السياسي.
ويلخص كل النشاط السياسي في “كلمات مكرورة”، و”عبارات محفوظة”، تصور أن التغيير يتم عبر بيان صحفي، أو ندوة، أو “خطاب حماسي يوجه من تلك المدن الباردة، بوصائية عالية تدعو “للخروج”، والانتفاضة على النظام الارهابي الشمولي”، فينتظر “ثوار المنافي” جماهير الشعب الغاضبة تخرج بناءً على “التوجيهات العليا”!.
وأذكر بالمناسبة تجربةً شخصية، عشتها في احدى اذاعات المعارضة في القرن الماضي، فقد أقمنا ورشة عمل لنقد الخطاب السياسي المعارض ، مرةً للتجمع الوطني الديمقراطي، فرفض “الأساتذة المحترمون” الحضور” باعتبارهم فوق النقد، وثانيةً بمنى اذاعة “الحرية والتجديد” وهي الناطقة باسم قوات التحالف السودانية/ التحالف الوطني السوداني، وعندما قدمنا الأوراق، والرؤى، وانتقدنا العبارات العاطفية التي تشحن الناس للحظات لكنها لا تستطيع استيعابهم في مشاريع للتغيير، ورفضنا الخطاب التعبوي الذي يريد بث بيانات الانتصارات العسكرية، وقرب دنو سقوط النظام في الخرطوم، لكنا بعد تلك الورشة، تفرقنا ، والضمير هنا لمجموعة من الشباب، وربما لا يكون السبب هو تلك الورشة، إلا أنها واحدة من تراكمات عديدة، وممارسات كثيرة، أبعدتنا عن العمل في الاذاعة، ثم في التنظيم، وأتمنى أن نجد فرصةً لعرض تجربة العمل الخارجي، باشراقاته، واخفاقاته، من أجل حوار جدي وشفاف يهدف للتغير الشامل.
وهي تجربة صاحبها كذلك بؤس خطاب لا يزال يلقي بظلاله السالبة على الواقع السياسي إلى اليوم، منذ شعارات “الاقتلاع من الجذور، وسلم تسلم”، مروراً “باجراءات تهيئة المناخ”، وحتى اتفاق القاهرة عام 2005، وكنت قد كتبت ذات مرةً مقالاً انتقدت فيه أداء التجمع الوطني الديمقراطي، وقلت ” يمكنني أن أكتب لكم البيان الختامي لاجتماعات هيئة القيادة قبل انعقاده بأسابيع”، فكان أن شن القوم علي هجوماً كاسحاً، لا نود الخوض في تفاصيله هنا.
إلا أن هذا البؤس، ظل يلازم المعارضة، ويتمظهر في انقسامها، ومواقفها المرتبكة، أهي مع اسقاط الحكومة أم هي مع الحوار مع المؤتمر الوطني؟. وما هي آليات كل خيار من الخيارين الذين لا ثالث لهما سوى “حالة الضباب الحالية”، وربما يعود سبب هذا الوضع الملتبس إلى أن زعيم المعارضة السابق مولانا محمد عثمان الميرغني يقف في منزلة بين منزلتين؛ فلا حدد طريقه للمشاركة في الحكومة العريضة التي يغري بها الحزب الحاكم بعض “المستوزرين”، ولا وقف مع رفاقه السابقين ليقود معهم التطورات والضغوط على الحكومة، في وقت اتسمت فيه مواقف رئيس حزب الأمة القومي الصادق المهدي حالة ارتباك” تتمظهر في تكرار تجاربه السابقة في الحوار مع “الانقاذ” من “نداء الوطن”، و”التراضي الوطني”، ومطالبة المؤتمر الوطني بإجراء “اصلاحات” هي إلى المستحيل أقرب، وكذلك الربط بين الانتفاضة و “الصوملة”.
أما الحركة الشعبية فهي لا تزال تحمل ” أعراض” اتفاقية السلام الشامل ومتطلبات الاتفاقية، فتبدو في وضع “تكتكيكي” في كثير من القضايا؛ عدا انفصال جنوب السودان، لتعود ذات النبرة في قضايا انتخابات جنوب كردفان، والمشورة الشعبية في الولاية وبولاية النيل الأزرق.
وبعيداً عن مضمون الخطاب، ومحموله الايديولوجي، أو السياسي، تعاني المعارضة وقوى الاجماع الوطني من ” حالة تراخي وكسل، وسيولة تنظيمية؛ فهي حين تخرج إلى الشارع تعرف أن النظام سينشر العسس والجنود، وسيحتل الميادين، وسيعتقل القيادات قبل ساعة التحرك، وتفشل في الوصول إلى “القواعد”، والعمل في الأحياء، وبين القطاعات والشرائخ المختلفة، في وقت تصعد فيه بعض من هذه الشرائح ” قضايا مطلبية” ترتبط بالحقوق والمرتبات والمعيشة.
إلا أن المعارضة تريد أن تسير في ذات الدروب المجربة، ولا أدري لماذا لا تعلم معارضتنا “أن قمة الغباء أن تفعل الأشياء بنفس الطريقة، وتتوقع نتائج مختلفة”، وينطبق القول ذاته على منظمات المجتمع المدني، على سبيل المثال لا الحصر مبادرة “لا لقهر النساء”.
ما لا تريد المعارضة أن تفهمه، هو أن المؤتمر الوطني غير مهيأ للاصلاح ، وغير مستعد للحوار، ولا يسمح بالاقتراب من منبع استمرار حياته ، وهو السلطة، والمال، ولذلك لا يتورع في قمع أية مسيرة تفتقر للتخطيط الدقيق، والتنظيم المحكم، ولا يتواني في ابتلاع أية ” فريسة جاهزة للهضم ” على طريقة “المسيرات” المكررة، وفي ذات الوقت على المعارضة أن تدرس العلاقة بين الجماهير والسلطة، ودينمامكية الحراك التي تحكم علاقة الاثنين بعضهما البعض، وهي ديناميات تختلف في الأنظمة الاستبدادية عن تلك التي تسود خلال العهود الديمقراطية، وللجماهير نعود في مقال لاحق. ”
ناس تمغس واللة وانتا شغال شنو مش انتا برضو اعلامي ماتعملوا قناة وتفضحوا العالم دي ماشايفين الجزيرة الجهجهت الناس تغير الحكومات بنشرة اخبار باللة الاحزاب كلها غالبا تعمل ليها قناة فضائية واحدة عالم ماعندها اي نوع من الابداع وما منكم رجا يا اعلاميين السودان واللة فشل احزابنا هو من فشل اعلامنا الخاوي الخالي من الابداع علي القل لو ما بتقدرو تعملو حاجة حاولو قلدوا المصرين حتي الانترنت ما قادرين تبدعوا فيهو بس قارن شكل التصميم في الجرايد النسخة الالكترونية وانتا تعرف انو اعلامنا ماعندوا ابداع:mad: :mad: :mad:
والله يا فايز السليك
لو أردت أن أضيف على مقالك لما أضفت حرفاً
لقد شخصت الداء بأحسن ما يكون
سأكون بإنتظار الدواء في مقالك القادم
بالفعل الاسلوب المتبع من المعارضة هو أسلوب أقرب ما يكون لأسلوب تسجيل الموقف المبدئي وإتقاء إلقاء اللوم التاريخي عليها
لا ينقص ذلك من مجاهدات قادة المعارضة
فوالله نشهد لهم بمشاركتنا شظف العيش علاوة على معاناتهم الشخصية في التضييق المقنن من قبل جلاوزة كلاب الأمن
لعل إنقطاع تواصل الاجيال أثر سلباً وبما لا يُقاس في تأهيل شباب اليوم بالروح المتمردة المنحازة للشعب
على العموم يا فائز مقالك في الصميم
والموضوع يجب دراسته بشكل متعمق أكتر من كدا
طالما فى سوداننا شىء اسمه ال المهدى وال الميرغنى وكيزان احفر ليك حفرة ادفن السودان بها والى سنة 2200 ياهو حالنا وهم سبب البلاوى وليس المواطن والعيب فى احزابنا واداراتها كالشركات الخاصة
من حق الشعب السوداني ان ينوم لان من يريد التغير ليس قادر حتي علي تطوير نفسة من كل النواحي لا خطة من اجل الوطن وولا من اجل المواطن وخطابكم واحد اطرح خطتك اتجاة الوطن بشكل عام واسس لها في الاعلام خلي الشعب يطلع عليها ميحكم بنفسة قبل كل شي ممكن احكم عليك حاليا منذ بداية سياستك بتحلم بالكرسي وحتي الان لم تصل الية بسبب خطابك وطرح برنامجك الفاشل انتة فاشل فاشل فاشل انا متاكد ما ظاهرتو من اجل التغير بل من اجل ان الحزب الحاكم يساوي معاكم ماليا او في السلطة وهذا خيانة الشعب يا لاعب بعقول الشعب انتة فاكر الشعب السوداني لسه في ذمن الغباء والجهل بامور ومصلحة الوطن ياخي غنوا ارقصوا واحتفلوا واكلوا بيرقر وخلو المهاترات من غير مبرر دية كل متاكل دجاجة انتة بتدعم في نافع من مزرعة الدجاج اتبني قصر بنت نافع ليس الدفاع عنه لكن قول الحقيقة اخيرا بقول ليك الشعب صصصصصصصصصصاحي وعاققققققققققل والفيك بدربوا بس التقير في مصلحت الوطن كان تتكلم في ذمنوا مابعد فوات الاوان كان قبل فصل الجنوب اما الان لم نقف معك وانتةبتقتدي بتونسسسسسسسس وليييييييييييييبياوممممممصصصصصصصصصصصصر كلها غيرت انظمة علمنية وشوعية باسلامية يعني هم صحوا لكن نحن قبليهم صحينا مممممممممممممممممممممامكن اغير اسلامممممممممممممممممممممممي بشوعي وشعبببببببببببي ملحد ومة ليس لها امة او عبارة عن اسرة اسرة شنو حتي اسرتةموظفيييييييييييييييين في الانقاذ لا لا لالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالا الشويعية بعد ذهاب الجنوب
مممكن نتفق مع انصار السنة في المستقبل بعد اذن من الانقاذذذذذذذذذذذذذذذذذذ؟
في الحقيقة لم توجد فضايح حقيقية كل مايقولونه من باب المهاترات والهراء لو في كان عرضوه في الجزيرة كفي ياسبب الفتنة في دارفور كفي ياحزاب ذوبان السودان الاحزاب هي السبب الاول في التفريط في الجنوب ومشكلة دارفور وكل المشاكل في السودان انسي الفات حافظ علي الباقي ضع يدك مع يد الحكومة وانسي انك عدوا واخدم وطنك وحافظ علية انت المسؤل عنة ؟
خطاب متعالي وسلبي…
لا يقدم ولا يؤخر….
خلينا بالله من المواعظ والنقد الأجوف…
إنت (إنتو..) عملتو شنو..؟؟
جيت تلحنا بالنقد البارد للحركة الشعبية..
كرهتونا ياخي…
أي واحد مفلس ما عندو حاجة يقولها يجري على
شماعة سب ونقد المعارضة….!!
أها الجماعة جربوا "أساليبهم الفاشلة"…!!
وررونا إنتو يا فلاسفة الثورات حتعملوا إيه…
قالو فى واحد سودانى مشى اغترب فتش شغل لمن تعب مالقى فى يوم كان ماشى بالقرب من محل اثاثات لقى ليك وظيفة خالية دخل المحل قالو ليه الوظيفة بسيطه بس ترقد تنوم فى السرير بتاع العرض ده فى الفترينه قبل الوظيفة راح عمك نايم اول يوم ثانى يوم الجماعة جابو الدكتور قال ليهم نصيح نام ثالث يوم قام صحا زعلان شديد قال ما عاوز شغل قالو ليه مالك قال ليهم كل يوم شغل شغل ماعندى اجازة.
دى حكايتنا ياناس نقول بكرة ياعهد الخلاص مش اليوم ياعالم اتجاوزوا الجماعة كفايه
سيبكم من شيخ الصادق ولا حاج الميرغنى اكيد البلد مليانة رجال ولا مش كده او ايمكن ده تكتيك نخلى ناس مريم وصفية وناهد ولبنى يشيلو لينا حقنا