الاشتراكية.. الشجرة الحية

حوارات وافكار

د.فاضل العزاوي
 انتبه الناس الي الجوهر الحقيقي والانساني للاشتراكية الان.
 ولكن ما قيمة العدالة من دون حرية.
التطورات التاريخية الكبري عصفت بالاتحاد السوفيتي ودول اوروبا الشرقية خلال الاشهر الماضية، لم تؤثر علي شكل الاشتراكية، والانظمة التي كانت قائمة باسمها، وانما بدأت تؤثر ايضاً علي الرأسمالية. ليس الامر كله حقيقة الحقها هذا الجانب بالجانب الاخر، ولا هو انتصار هبط علي الرأسمالية. فعلي الرغم من الحيرة التي تتملك معظم الناس الان بسبب انتقال التاريخ من حال لحال، ولان هذا التطور مازال في بداياته الاولي، فان الناس لم ينتبهوا الي الجوهر الحقيقي والانساني للافكار الاشتراكية مثلما انتبهوا اليها الان، وهم ينتظرون وصول الوحش الرأسمالي، الذي سوف يفترس منجزاتهم وضماناتهم الاجتماعية، الوحش الذي تتمطيه الاحتكارات التي لاتعرف شيئاً اخر في الحياة غير الربح.
حتي في فترة قريبة كان من الصعب علي المرء في اوروبا الغربية ان يدافع عن الاشتراكية، لان الاشتراكية كانت انظمة قائمة في الواقع، وهي انظمة ما كان يمكن الدفاع عنها. هذه الانظمة كانت تمتلك في الحقيقة وجهين: وجه للعدالة الاجتماعية ووجهاً للدكاتاتورية. ولكن ما قيمة العدالة من دون حرية؟ الدكتاتورية هي التي جعلت الناس ينسون انهم يمتلكون قيم ومنجزات وضمانات ذات اهمية كبري في حياة اي مجتمع ولذلك فان الثورة المضادة الحقيقية الوحيدة للاشتراكية كانت الستالينية، التي ربطت الاشتراكية بالدكتاتورية. فقد ولدت الاشتراكية وفي داخلها هذه الجرثومة التي كانت تنخر جسدها وتنهي روحها.
في ظل الدكتاتورية كان من الصعب ان يري حتي العدالة. اما الان وبعد ان اصبحت الديمقراطية هي الاساس والذي تقوم عليه هذه المجتمعات، فقد ظهر الفارق واضحاً بين المجتمعين: ضمان الحياة والمستقبل هنا، والتدافع بالمناكب هناك.
وفي عملية الوحدة الألمانية الجارية الآن، بدأ الناس في الغرب أنفسهم يضعطون علي الاحزاب الكبري كي تتبني الضمانات والحقوق التي تقدمها الاشتراكية. وقد تبنت الآن الطاولة المستديرة في ألمانيا الديمقراطية، والتي تضم جميع الاحزاب، قائمة من الشروط للوحدة: ضمان حق العمل، +ضمان حق السكن، ضمان حق التأهيل. أما مجلس الشعب، فقد اشترط عدم بيع أي من معامل الدولة للقطاع الخاص. المثقفون رفضوا تحويل الكتاب والفيلم والمسرحية لبضاعة تجارية.
ان ما مات في الشجرة هو أوراقها وجذوعها الفاسدة، ولكنها سوف تروق من جديد داخل الحرية التي امتلكها التاريخ.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: كتاب قاسم أمين. إعداد: د.عبدالقادر الرفاعي. مركز عبدالكريم ميرغني الثقافي

تعليق واحد

  1. الوزنة الصاح بين الاشتراكية والرأسمالية في الاسلام
    الزكاة عبارة عن مقص يقص قمم اشجار الرأسمالية التي تتطاول اكثر من اللازم للتتساقط الثمار والبذور التي في قمم هذه الاشجار علي الارض فتنمو اشجارا جديدا وهكذا يأكل ويستظل الكل …وتظل الاشجار تختلف في احجامها واشكالها دون مساحات بور
    والنصاب هو المقص الذي يختلف حجمه بحجم الاشجار فمثلا النصاب في قطر غير النصاب في السودان وكل شجرة وليها مقصها…لان هناك اشجار تبلدي اما في السودان اشجا تنضب وبعض النخيل …اها فهمت حاجة
    ولاحظ ممنوع في الاسلام تغيير مقاسات المقصات لانو تغيير مقاساتها يعني الربا

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..