مقالات سياسية

المنظومة الدفاعية السودانية مجال أبداع لا منصة تقليد

أسامة ضي النعيم محمد  

جزي الله الزعيمين الغاليين، معالي رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان ومعالي رئيس مجلس الوزراء الدكتور عبد الله حمدوك، أخرجا علي الهواء زفيرا حارا وفضفضا للشعب السوداني بما يعتمل في الصدور ويكدر النفوس وتتكسر عند عقبته سفن العبور بالسودان ، أخذني ذلك بعيدا الي جو مماثل ومشاحنات أكثر ضراوة بين  مجلس  السيادة برئاسة  السيد اسماعيل الازهري ومجلس الوزراء برئاسة السيد الصادق المهدي ، كانت المعضلة بينهما في أحقية من يمثل السودان خارجيا في المؤتمرات.

تلك التباينات في وجهات النظر لا تفسد للود قضية في العمل العام ، علي العكس تضع الامور في مواعينها المناسبة، الاختلاف علي تبعية شركات القوات المسلحة قضية أوجدت من العدم ، فجيش البلاد علي رأس الشعب ومالية البلاد منذ فجر التأريخ ترفد معينات جيشه ، حض الاسلام علي تجهيز الجيوش وسيرة بعض الصحابة رضوان الله عليهم في تجهيز الجيوش تزخر بها الكتب وما سيرة سيدنا عثمان بن عفان ببعيدة ويده الطولي في تجهيز الجيوش.

تجهيز جيش البلاد من صميم واجبات أمة السودان ، لا تتناطح في ذلك عنزتان ، القصور في البلاد هو أن تترك جيشها وحامي مجدها يبيع ويشتري في الاسواق ليقيم أوده ويدفع الجوع والمسغبة عن أفراده وجنده . شركات القوات المسلحة ومؤسسات التجارة التابعة للأمن تمثل اعلان فشل دولة (الاخوان) ولثلاثين من عجاف السنين في  اطعام الجند وتوفير معينات الحرب والحماية. للقوات المسلحة كل العذر في  التعديات التي تقوم بها دول الجوار لاحتلال حلايب وشلاتين والفشقة ، من يوفر لجند الوطن اليات الحرب من طائرات ومقاتلات للذود عن تراب السودان ، هو ما دفع القوات المسلحة لإنشاء المصانع  والشركات عابرة البحار.

الخطأ لا يعدل بخطأ ، فوجود شركات خاصة للقوات المسلحة أملته ظروف استثنائية ، جيش واحد شعب واحد شعار يحمل مضمون تقاسم الواجبات ، فالتفريط في تجهيز القوات المسلحة بأحدث اليات القتال العصرية ، تقصير يناقش بين مجلسي السيادة والوزراء كممثلين للأمة ، الهدف تعديل الميل وإعادة واجبات تجهيز الجيش لأمة السودان ومالية البلاد ، الالحاح علي استمرار الوضع المائل يقدح في مرامي وأهداف السير علي الخطأ بعد زوال الاسباب التي استدعته ، فالبشير وإخوانه اختطفوا القوات المسلحة وأجهزة الامن ليصبح جيشهم الخاص وأمنهم بلا منازع.

عودة  الامة السودانية لتحمل واجباتها في تجهيز جيشها الوطني لا يحملها اليه حكم العودة الي بيت الطاعة ، بل هو استدراك من قبيل السهو والخطأ يدركه المرء كما في الصلاة فيكمل فرضه بسجود السهو ، هو حال اهمال أمة السودان في توفيرالمنظومة الدفاعية لقواتها المسلحة ، لا تقف عند صناعة المكسيم أو تقليد راجمات الصواريخ الروسية ، مصانع للاسلحة توظف خيرة عقول شباب السودان للانضمام لتقديم أحدث الابتكارات في صناعة الاسلحة التي تحمل شعار السودان الي القمر والمريخ ، تهاب صواريخه عابرة القارات والمحيطات الدول التي تنوي شرا بالسودان ، لا تقف التعيينات في صناعة اليات وأدوات تسليح القوات المسلحة علي منسوبيها توفيرا لهم لأداء واجبات حماية الثغور بأسلحة انتجتها خبرات سودانية توفرت لها أحدث النقنيات في العالم.

القوات المسلحة هي بيضنا المكنون لا نود لأفراد جيشنا الاشتغال بهموم الاسواق لتوفير أدوات الحرب لحماية الثغور، فالتقصير الذي حدث هو النشاز لا القاعدة التي يقسم البعض علي عدم التفريط فيها والسير علي دربها . تبقي المنظومة الدفاعية لقواتنا المسلحة في حدقات العيون ومجالا للإبداع والتطوير تحمله عقول شباب السودان لا تقليدا أعمي تسيربه في الاسواق بيعا وشراء لكسب المعاش.

وتقبلوا أطيب تحياتي.

مخلصكم / أسامة ضي النعيم محمد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..