ازدواجية التعامل

الاسبوع الماضي بقرار جمهوري صدر عفو عن احد العقول المدبرة فى قتل الامريكى العامل فى السودان جون غرانفيل قصى الجيلى ، بعد ان هرب اخرون الى الصومال من السجن بطريقة فيها نوع من الهزل الامنى الغريب ، وفى ذات الاسبوع ادين سودانيون جنوبيون بحكم الاعدام لاشتراكهم فى عمليات عسكرية مع حركة العدل والمساواة جناح دبجو الذى وقع اتفاقية سلام الحكومة السودانية قبل عامين ، رغم عودة التوتر مع جنوب السودان بعد ان قررت الحكومة السودانية اعتبار الجنوبيين فى السودان اجانب ، فى وقت سابق قالت انهم مواطنون سودانيون ، فى واقع هذا التوتر المستمر بين الدولتين ، وتبادل الاتهامات بين الطرفين كلاهما يقول ان الطرف الاخر يدعم الحركات المسلحة ، وهذا ما درج البشير على تكراره دوما ..

لاقى حكم الاعدام على الجنوبيين سخطا من قبل جوبا التى قررت عبر سفيرها فى الخرطوم القيام بوساطات لانها الازمة ، وعودة مواطنيها سالمين ، هل الخرطوم ستقبل بحل دبلوماسي وتعفو عنهم ، رغم عفوها عن المتهم بقتل الامريكى جون غرانفيل (وسواقو) في ليلة راس السنة عام ٢٠٠٨ ، وفي وقت سابق اعفى البشير عن احد رجال الدين فى ولاية النيل الابيض المتهم باغتصاب طالبة ، بعد ان حكم عليه قرابة ١٠ اعوام ، اعفى عنه عمر البشير ، وهذه حالة من الازدواجية فى التعامل ، تعفو الدولة عن مغتصبين وقتلة ، وتحكم بالاعدام على اخرين حركتهم وقعت اتفاقية سلام مع الخرطوم ، علي الرغم من انهم جنوبيون ، لكن على دبلوماسية الخرطوم ان تكون اكثر حكمة من هذا ، ولا تتعامل بمبدا الغضب والانفعال فى مثل هذه القضايا الحساسة ، لكن كثر الحديث عن العفو من يوقع سلام من قبل الحركات المسلحة ، ومن يلقى سلاحه ويعود الى الدولة ..

ان العفو عن احد العقول المدبرة لقتلة الامريكى جون غرانفيل سيعقد العلاقات مع واشنطن مجددا ، رغم تعقيدها الموجود اصلا، والعقوبات المفروضة عليها منذ ١٩ عاما ، هذا ان حكومة السودانية ما تزال علي عهدها القديم الداعم للعمل الارهابي تسنده وتدعمه وتجعل له حاضنة ، ماذا عن افراد خلية افراد الدندر المتهمين بالتخطيط للانضمام لمجموعات ارهابية ، تم القبض عليهم وسجنوا بعد اطلق سراحهم بعد العدول عن افكارم الارهابية ..

كل احاديث عن الوسطية التى تدعيها وانها مع الوسطية الدينية هذا وادعاء وزيف ليس الا ، الخرطوم بؤرة الارهاب الاسلامى لدول جنوب الصحراء ، دوما تكثر من حديثها مع محاربة الافكار المتطرفة تدعم سرا وتطلق سراح المتطرفين الدينيين وما قصي الجيلى الا احد الافراد لهذا النموذج الارهابي ..
[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..