ورطة الخضر مع ( شروني) ونظرية ( ثورانديك)

يبدو أننا سنكمل ماتبقى من هذا العام في الحديث عن موضوع واحد في (الدنيا) هو موقف (شروني) والخط الدائري والدوران و(الدورانيات) التي تقع بجوار الدوار ..وكلام الطير في الباقير..!
تخيلوا ان تكون هناك لجنة إسمها (لجنة مراجعة تعديل مواقف المواصلات) ..وان تكون هذه اللجنة قد تم تكوينها في الاسبوع الثاني لشهر العسل الذي غنى في عرسه من غنى وبكى من بكى ..هذه اللجنة لم يتم تكوينها عام 89 لتراجع اوضاع مواقف المواصلات التي كانت في عهد نميري او تراجع خارطة المواصلات التي صممها الانجليز عام 1921 , اللجنة تراجع اخر تعديل في مواقف المواصلات التي اجرتها ولاية الخرطوم في حدود (أفكارها) لحل أزمة المواصلات ..
وحين افتتح شروني لم يقل الوالي ان ماتم من عمل وتعديل كان عملا مستعجلا وسريعا وان موقف شروني هو خيار الأزمة المؤقت وطبعا مصطلح (خيار الأزمة) يستخدم في حالة الاعمال الطارئة والمؤقتة غالبا ..وتسمية (خيار الازمة) تسمية تبريرية احترازا لما قد يظهر في هذا الخيار من عيوب كبيرة لم يأبه بها صاحب الخيار لانه كان يريد حلال باية طريقة وفي أسرع وقت ..
ولو قال والي الخرطوم هذا الحديث لخفف علينا وطأة المراجعة الجزئية التي قررها بعد الفشل المبكر لمشروعه .
ولو ظهرت عيوب ومشاكل في الموقف بعد عامين او ثلاثة لكان اخف قدرا من ان تثبت لنا ولاية الخرطوم انها لا تتقن عملية التخطيط السليم ..تثبت لنا ان ما قلناه وما اغضب الوالي منا قبل ايام كان صحيحا مائة بالمائة حين تحدثنا فقط عن التخطيط الفني الدقيق وتحدثنا عن ان نسبة الخطأ في الاعمال المدروسة بالشكل الوافي والكافي يجب ان تكون صفر بالمائة ..لاخطأ وارد ولامسموح به فنيا في الاثار والمترتبات لعمل مثل تعديل مواقف المواصلات ..
قلنا هذا الكلام وقلنا ان عملية تعديل مواقف المواصلات لم تكن مدروسة واثبتت لنا ولاية الخرطوم وبسرعة مدهشة انها فعلا لم تنتبه لكذا وكذا وكذا بمعنى انها لم تدرس الامر بالطريقة العلمية ..
وان سياستها تقوم على تجريب نظرية (ثورانديك) في علم النفس التعليمي نظرية التعلم (بالمحاولة والخطأ) ..
ونظرية ثورانديك يمكن الاستفادة منها ومن قوانينيها في حالة التعلم التدريبي او تعلم الاطفال وتحسسهم للمخاطر مثل تحسس اناء ساخن لادراك سخونة النار وتجنب لمسه مرة اخرى ولكن ليس مقبولا ولامعقولا ان تكون سياسة ولاية الخرطوم مبنية على تجريب وتدريب وفق نظرية (ثورانديك) وغير معقول او مقبول ان يكون هؤلاء الخبراء والمخططين والمهندسين الكبار الذين ينظرون على راسنا يعتمدون نظريات (المثير والاستجابة) ويجربون ويخطئون على حساب وقتنا ومالنا وفق نظرية ثورانديك التي تم تجريبها في القطط اولا وليس تطبيقها في البشر (على طول) ..نظرية علمية يجب فقط الاستفادة من نتائجها القديمة والتي تسمى خبرات وعلوم وتقنيات واكتشافات وشهادات اكاديمية والقاب علمية غير مزورة ولافخرية ..
فالالقاب الفخرية غير قابلة للاستعمال والالقاب المدعومة ب(بالدفرة) يفضحها سريعا واقع التطبيق والممارسة بعد ايام من (التجربة) ..
والغريب ان ولاية الخرطوم تتحدث في تشخيص المشكلة عن ضعف الاعلام الجماهيري ..ماذا يعني هذا الكلام ..هل الموضوع بضاعة للبيع ام خدمات نقل ومواصلات .. ولماذا تكون هناك اخطاء كبيرة تصاحب خطة العمل في الاساس ..الا يعني هذا انكم لم تخططوا ولاهم يحزنون او انكم خططتم وهذه هي حدود معرفتكم وارجو ان تقروا بذلك وان يقر الوالي بذلك لندفع له بسؤال مباشر ..من يجبرك يا أخي على هذا .. ومن قال لك إن ولاية الخرطوم ستزول من سطح الارض إذا لم يكن هذا الطاقم الذي يديرها موجودا ..الا تفكرون في احتمال ان يكون العكس صحيحا ..؟!!!
تخطيط؟ الحكومة و على اعلى مستوياتها تعمل بنظرية ثورانديك و لكنها لا تتعلم حتى من اخطائها فتعيد انتاج نفس الاخطاء … و استراتيجية عمل الدولة تقوم على منهج رزق اليوم باليوم و في احسن الاحوال بردود الافعال حيث تنتظر وقوع المصيبة ثم تتعامل معها و حتى التعامل لا يكون بايجاد الحلول بل اعلاميا فقط اذ يهب كل كلاب الحكومة للنباح دفعة واحدة لتغطية الفشل بالنباح العالي و لتخويف من لا يعجبه النهج بالنباح و تكشير الانياب!
اما ادارة المخاطر و التعامل مع الازمات فتتم بنهج البصيرة ام حمد و لكم امثلة حية في جنوب السودان و دارفور و الان جنوب كردفان – و شمالها – حيث تصر الحكومة و الازمة في بداياتها على قطع راس الثور فتثيرها حربا شعواء تهدر فيها الانفس و الموارد ثم بعد قطع راس الثور ترجع للمفاوضات التي تنتهي بانفصال اي بكسر الزير … نهج البصيرة ام حمد هو نهج الانقاذ حكومة مركزية او ولاية خرطوم.
الله يجازيكم عذبتووووووووووووووووونا وجهجهتو الناس
الله يورينا فيكم يوم
العجزه والمرضي والطلاب والنساء والاطفال يمشون المسافات الطويله بارجلهم ويقتطعون من قوت يومهم الشحيح من اجل سياسات ونظريات خرقاء وغبيه وبليده
الحل الوحيد هو ارجاع المواقف كما كانت
لكن………… الولايه تستمتع بعذاب المواطنين وارهاقهم