متلازمة الثراء والعلاج … الجُثوُّ أمام شيخة مزعومة وبيع رهط الحبوبات.. تغييب العقل

الخرطوم- محمد عبد الباقي
للإشاعة قاعدة معروفة صارت منهجاً علمياً يُدرس في الأكاديميات، وللحرب النفسية أساليب محددة وطرق تُبصرها العين من أول وهلة. أما الكذب والغش وغيرهما من أساليب الإغواء البشري فمن الاستحالة بمكان الزج بواحد منها في ما نحن بصدد طرحه في المساحة التالية. والسؤال، لماذا استحالة الإشارة للأساليب المذكورة، فإن الإجابة هى أن الشواهد والروايات على كثرتها لم تذكر أنها إثارة حراك سلبي في أمة ما على مر التاريخ كما شهده المجتمع السوداني خلال الأعوام القليلة الماضية. وبما أن العوامل الخارجية كالكذب والإشاعة لا يحدثا أفعالاً سلبية بصورة جماعية في المجتمعات بحسب علم النفس والاجتماع، فهذا يعني أن هنالك عوامل داخلية كائنة داخل الفرد هي المسؤولة عن التصرفات- الأفعال- وللنظر للفرد السوداني من داخله لابد من الإشارة للركض الذي يمارسه ثلثي المجتمع السوداني هذه الأيام خلف القنافذ تصديقاً لترويج مجهول المصدر بأن سعر القنفذ الذكر تجاوز (340) ألف جنيه. وليس هذه المرة الأولى التي يتفرج فيها العالم على (بدعة) سودانية محضة فسبق أن شاهد كوميديات كثيرة نوردها أدناه.
# فرية بيع زينة الحبوبات
قبل سنوات طويلة تجاوزت العشرين عاماً، حينها كانت ثورة الاتصالات في رحم الغيب، في ذلك العهد المندثر كان بين الحين والآخر تظهر خطابات مجهولة المصدر تحمل أمراً غاية في الغرابة محتواه، أن كل من قرأ هذا الخطاب عليه نسخه عشر مرات وتوزيعه، ومن يفعل ذلك سوف يسمع أخباراً مفرحة خلال مدة دائماً يحددها الخطاب، ومن لم يفعل سوف يحزن حزنا شديداً. مضت تلك السنوات بخدعها وبراءتها، ولكن حكاياتها لم تذهب بل أخذت شكلاً مواكباً للألفية الجديدة. الألفية التي أصبح فيها الفرد لا ينظر للفرح على مخدع النوم بل صار يعتقد أنه صنوان المال لا غيره، ولهذا تم ابتداع فكرة بيع (الممصوص والسوميت) فتحول من أقدم زينة للنساء ورهط للحبوبات إلى سلعة نادرة تباع بمبالغ مليارية. بدأ الركض شمالاً وجنوبا بحثاً عن (السوميت والممصوص) فتحسس كل شاب جيد جدته عسى أن يعثر على الكنز فانتهى هوس الثراء المزعوم إلى لا شيء.
# تلاشي بركة شيخة
كانت الحِيَل والخدع كما هو معلوم، رغم رفضنا لتسميتها بهذا الاسم لأنها أكبر من أن تسمى خدعاً أو حيلاً، تتنوع بين حلم الثراء والعلاج والبركة الدينية، والأخيرة ادعتها امرأة في ضواحي شندي أشاعت أن اسم الجلالة ظهر على جسدها ومنحها البركة بعلاج أمراض كثيرة، فأُطلق عليها لقب الشيخة وتقاطر عليها أناس كثر من مناطق بعيدة طلباً للعلاج وتبركاً بها. وبتمعن الادعاءات التي ذكرت جميعها توجد عوامل مشتركة بينها على كثرتها، وهو دفع مبلغ رمزي مقابل الخدمة، وهي فكرة أتت أُكلها لأن المواطن أكرم بكثير من ظن الآخر فيه، بمعنى أنه يمكن أن يدفع مبلغاً يتجاوز قيمة الخدمة لو لم يُحدد لها سعر وتركه لذوقه. لم يستمر توهج بركة الشيخة كثيراً فتلاشت أخبارها سريعاً بذات الفجائية التي ظهرت بها.
# خدعة الصفوة
المثير في الأحداث التي شغلت الجميع أنها لم تحدث جميعها في مناطق نائية يوصف سكانها بقلة المعرفة أو بعدم إلمامهم بوسائل التحقق والتمحيص، فأكثرها غرابة وإثارة للسخرية حدثت داخل العاصمة نفسها، ولازالت ذكرى الغرباء الذين إذا صافحهم الرجال فقدوا أعضاءهم التناسلية يتداولها الناس في مجالسهم، ويتندرون بها في ما بينهم. ولم يتوقف توالي الأحداث وغرابتها على السواد الأعظم من الشعب فحسب، إنما أصاب جنونها من يُعتقد أنهم لا يرسلون الأمور على عواهنها، وهم الصحفييون الذين حملتهم موجة فنان يدعى”على كبك” في منتصف العام الماضي بأن ذهب بعضهم يبحث عن منافذ لبيع تذاكر حفلاته التى أُعلن عنها في ذلك الوقت

اليوم التالي

تعليق واحد

  1. على كبك في عينك يأخى ,, طلعتنى كمان إشاعه يعنى ؟؟ ماحضرت حفلاتى في المسرح الافريقى في تانزانيا

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..