تعود ذكرى ثورة الحادي والعشرين من أكتوبر فتمتلئ أوداج السودانيين بالنخوة والحماس،ومن تحت رماد الهزائم يسطع نور الأحلام الكبيرة التي حملتها أجيال السودانيين ممن عاصروا تلك الهبة الشعبية الكبرى للإطاحة بحكم عسكري مستبد ثم من جاءوا بعدهم وعاشوا انتفاضة ابريل 1985 التي أطاحت هي الأخرى بحكم عسكري فاسد. ويحلو للسودانيين النظر إلى المناسبتين كنهج ثوري متصل يعبر تمام التعبيرعن شعب السودان الذي يصبر ويصابر حتى يظن مضطهدوه أنه قد استسلم واستكان، وعند ذلك يهب كالإعصار فتنهار وتتهاوى أمام طوفانه الكاسح معاقل المستبدين.
وتعبر الثورتان بجلاء تام عن توق السودانيين الأبدي إلى الديمقراطية وتعلقهم بها ليس فقط كنظام عادل للحكم والتفاكر وإنما أيضا كوسيلة لتحقيق إنسانيتهم كأفراد ورثوا حرية الرأي والجهر به انطلاقا من خلفيتهم البدوية ولم يتعودوا السير قرب الحائط منكسي الهامات. ومن ينظر في تاريخ السودان يجد فيه مصداقا على وجود تلك الدورات المتعاقبة والانتقالات من السكوت على الظلم إلى الثورة عليه، فقد كان ذلك شأن السودانيين في الثورة المهدية في أعقاب استبداد دام ستين عاما وفي ثورة 1924 وفي القتال الباسل الذي خاضته قبائل الجنوب ضد الحكم البريطاني أول قدومه على البلاد كما كان ذلك شأنهم في ثورة الاستقلال وليكونن ذلك شأنهم إلى أن تنطوي صفحة المستبدين والطغاة وينتشر نور الديمقراطية في الأنحاء.
مضت عقود عديدة على ذلك التاريخ المجيد جرت خلالها مراجعات كثيرة حول هبة أكتوبر الشعبية فاعترفت الثورة ببعض ما تمتع به غرماؤها من فضائل وما وقعت فيه الثورة نفسها من خطأ أو قصور دون أن يحجب ذلك عن الثورة وهجها المؤتلق ولم يجردها من شرعيتها وتاريخيتها.وحاليا يميل السودانيون إلى الإعراب عن احترامهم للرجل الذي كان على رأس النظام الذي أطاحت به الثورة وهو الفريق إبراهيم عبود وليس ذلك فقط لفضائله الشخصية ( من نزاهة وتقوى وتواضع وروح أبوي وضعته فوق كل العسكريين الذين حكموا السودان) ولا لحسنات نظامه الذي يبدو الآن، وباستدبار المعطيات، أفضل حكم عسكري عرفته البلاد وإنما أيضا لروحه الأبوي وبعده عن ارتكاب الفظائع التي أقدم عليها من خلفوه في حكم البلاد.ويميل السودانيون إلى الاعتراف بالمظالم التي جرى ارتكابها باسم الثورة ويخصون بالذكر شعار “التطهير” الذي أطاح ببعض رجالات الخدمة المدنية في ذلك الزمان ثم صار سنة يتبعها الدكتاتوريون في الفتك بموظفي الخدمة المدنية واستبدالهم بقليلي الخبرة من المتظاهرين بالولاء.ولكن ما حرك الثوار عام 64 كان شيئا مختلفا عن كل تلك الاعتبارات فحينها لم يكن قد مضى على الاستقلال سوى ثمانية أعوام وكانت أحلامه لا زالت تملأ أفئدة الجماهير ثقة بمستقبل باهر يفتح أبواب التقدم والنماء أمام شعب ذكي وبلاد مليئة بالإمكانات.وإذا كان نظام الفريق إبراهيم عبود سريع الخطوة بالنسبة للعسكريين السلحفائيين الذين جاءوا من بعده فأنه كان بمقاييس زمانه بطيئا ومترددا وفقير الخيال.وكان الجمهور يرى إمكانية موثوقة لتحقيق المشاريع الإنمائية الكبرى في الداخل واللعب على حبال القطبية الثنائية لفترة الحرب الباردة في السياسات الخارجية بما يساعد البلاد على تحقيق أحلامها.
بعد عشرين عاما من انتصار هبة 21 أكتوبر استخدم السودانيون نفس الأساليب الكفاحية:الإضراب السياسي العام والتظاهر المستمر ليلا ونهارا إلى أن سقط نظام النميري وراح. وكان هذا الأخير قد تحسب لمثل ذلك اليوم وأخذ أهبته لمواجهة هبة شعبية من ذلك الطراز. والواقع أنه لم يأت السودان نظام دكتاتوري إلا كانت أكتوبر في طليعة هواجسه والاستعداد لها ونقضها على رأس أولوياته.ومع ذلك فشل تدبيرهم وداسته أقدام الثوار ولم يبق الآن سوى مواجهة أخيرة ينتهي بعدها عصر الدكتاتوريات والانقلابات إلى الأبد وتشرق شمس الديمقراطية من جديد.ومع ذلك لا بد من الاعتراف بأنه قد تغيرت المعطيات فمنذ الستينات وإلى اليوم تبدل ميزان القوى المادية بين الشعوب والنظم الاستبدادية فاكتسبت هذه الأخيرة وسائل وتقنيات جديدة للقمع والتضليل.
فقد ضم المستبدون إلى ترساناتهم الإذاعة والتلفزيون والرصاص المطاطي والغازات المسببة للشلل المؤقت والغثيان إلى جانب السيارات المصفحة وخراطيم المياه قوية الدفع وكافة علوم ووسائل السيطرة على الهياج الشعبي.وتطورت أجهزة الأمن من أيام “الصول الكتيابي” لتشمل أجهزة الأمن الأخطبوطية متداخلة الاختصاصات. أما معسكر الشعوب فلم يكسب شيئا سوى هذا الحلف العالمي ضد الدكتاتورية وهو حلف له أسنان إلا أنه لا يريد أن يكشف عنها إلا في الحالات القصوى وتحت الضرورات المتحكمة ولكنه ويل للمستبدين حين يقر النظام الدولي استخدام تلك الأسنان لمصلحة الشعوب.فقد رأينا نظام ميلوسوفيتش يندثر تحت القصف ليقف من ثم أمام محكمة التاريخ في لاهاي ورأينا النظام العراقي يفتح أبواب سجونه ومؤسساته التسليحية تحت النظرة النارية المتوعدة للشرعية الدولية وهاهم رفاق دربه القدامى يصابون بالذعر وتطيش أحلامهم وهو يرون بعين الخيال ما سيحيق برفيقهم القديم الذي ناصروا فتكه بالكويت والكويتيين في مراهنة غير ذكية على حصان خاسر يحتاج للتحذية على أحسن الفروض.
في ذات يوم تنازع الإسلاميون واليساريون على أبوة أكتوبر وعلى جثة القرشي شهيدها الأول ودارت حول ذلك المعنى مغالطات وجدل طويل فاليسار يدعي لنفسه تدبير الثورة وتحريك جماهيرها والإسلاميون يذكرون دور مرشدهم العام في مخاطبة الجماهير صبيحة الدفن وقبيل الثورة في ندوة مشهودة كانت ندوة أكتوبر التي فجرت الصدام تالية لها بأيام.ولكن الإسلاميين سكتوا عن ادعاء ذلك الفضل منذ أن تحالفوا مع الإمام النميري وبعده على مدى حكمهم الذي امتد الى ربع قرن حتى الآن . ويبدو أن حقهم أو نصيبهم من الحق في صنع الثورة قد سقط وراح لعدم الاستمرار في التقاضي خاصة بعد أن تحولوا إلى نظام عسكري دكتاتوري يتحسب هو الآخر للإعصار الاكتوبري الذي عودنا أن يهب فجأة ودون إنذار فيطيح بالعروش والأحلام النهارية ويضع حدا لصولة الذئب على الحملان. ولعل بعض المتأسلمين يخجل أن يكون لحزبه نصيب في إنجاح ثورة ديمقراطية مثل ثورة 21 أكتوبر وابنتها انتفاضة ابريل 1985 فيتستر على ذلك الجزء من تاريخ الحزب. ولا غرو في ذلك فإلى وقت قريب كان قائلهم يقول أن الديمقراطية كفر بواح لأنها تنصب الشعب مصدرا للتشريع والسلطات والأحرى أن تكون الحاكمية لله وحده ووضع الشعب شريكا للمولى سبحانه في السيادة والحاكمية عمل من أعمال الشرك بالله أحرى أن يتجنبه المؤمن الحقيقي.ولا يدري المرء أين يهرب المتأسلمون من قوله تعالى:”وأمرهم شورى بينهم” وغير ذلك من الآيات النيرات .ولكنهم قوم استباحوا كل شيء بما في ذلك الآيات النيرات ليعتلوا مركبة السلطة ويظلوا فيها ولو كانت تسير في الطريق المؤدي إلى جهنم وبئس المصير.
* *
بعد نجاح الثورة تسيد اليسار السوداني بصورة بدت منفرة للكثيرين مما ألب على الثورة عناصر الوسط واليمين، وبعد قريب من الأشهر الثلاث كان الحكم الديمقراطي الجديد ينكر على الثورة كونها ثورة إعمالا لمنطق شكلاني سقيم ويندد بمنجزاتها وينازع الطلاب واليسار وشرفاء العسكر شرف القيام بإشعال فتيلها وإنجاحها.ولم تمض أربع سنوات حتى كان العسكر يجثمون على صدر الشعب من جديد وللمفارقة كانوا يفعلون ذلك باسم الثورة الاكتوبرية التي قيل أنه كان لهم في أنجاحها دور مشهود إلا أن نصيبهم سرعان ما تمدد ليصبحوا آبائها الوحيدين ثم باخ بنظرهم كل ذلك فحكموا على ثورة أكتوبر بالنقض والبطلان وصار انقلابهم هو الثورة الحقيقية وظل الحال على ذلك المنوال إلى أن جاءت أكتوبر الثانية عام 1985 فأطاحت بحكم العسكر ولكن إلى حين ففي يونيو 1989 تسللت عصابة من الانقلابيين مرة أخرى لتطيح بالدستور والرئيس المنتخب وتفرض حكما ظلاميا هد قوي البلاد وألبسها لباس الخوف والجوع والذل والمسكنة ووضعها في مؤخرة دول العالم فقرا وجهلا وأوبئة وتصحرا وحروبا أهلية في كل مكان فصارت عبرة لمن اعتبر. والآن تجنح شمس المتأسلمين إلى الأفول وذلك على مرحلتين: مرحلة التخلص من المرشد العام لجماعتهم وما يمثله من مبادئ والمرحلة الثانية هي مرحلة التخلي النهائي عن المبادئ والسير في ركاب العسكريين على نحو من الذل الفاجع والانهيار.
ويخشى عقلاء السودانيين عقابيل هذه المرحلة الأخيرة حيث يسيطر على أقدار البلاد نفر من الخائفين المروعين في مرحلة حاسمة بدأت بتقسيم السودان دولتين وقد تؤدي الى تناثره الى عدة دويلات.وليس أدل على ذلك الوجل من المناحة الرسمية التي حفت بصدور قانون سلام السودان في أمريكا والذي هو من أضعف ما صدر عن الإدارة الأمريكية من قرارات وهو أيضا لا يؤذي ولا يضر وليس له من قيمة سوى قيمته الزجرية ضد دولة أصبحت من طلائع الدول الناشزة وليس مستبعدا أن يقوموا بضمها إلى” محور الشر” في يوم قريب.
وختام القول إن ثورة أكتوبر قد دخلت التاريخ السوداني لتبقى وتعيش وتفرخ وإذا تأخرت في العودة لتخليص الشعب من آلامه فأن ذلك أمر متوقع في ظل التوازنات الجديدة بين الشعب وجلاديه.وحتم من الحتم أن يبزغ نورها مرة أخرى فتضيء سهوب السودان مرة أخرى بنور الديمقراطية الثاقب الوضاء وتترعرع في رحابها الأحلام القديمة بسودان جديد يتوثب لأخذ مقعده في طليعة الشعوب العارفة المدربة ولا نرى أن ذلك يوم بعيد.
ماذا بقى من ثورة أكتوبر ؟ (3)
الواقع أن رصيد أكتوبر الديمقراطي المباشر ليس بذي بال فلم يكن ميسمها الأبرز هو العمل لاستعادة الديمقراطية على طراز حركة اكينو في الفلبين ولكنها ابلغ نجاحا (وأقدم سابقة) من أكينو وغيره من حركات استعادة الديمقراطية فقد نجحت في استعادة الديمقراطية من براثن العسكريين وأصبحت بقوة الأشياء الحركة الرائدة في ذلك المجال.ولولا العزلة الإعلامية للسودان وبعده عن بؤر الاهتمام العالمي لكانت أكتوبر علما على قدرة الشعوب المغدورة على استعادة الديمقراطية من جيوشها الغادرة
إلا أن الافتتان بأكتوبر ليس مصدره حكومتها قصيرة الأجل ومنجزاتها الحقيقية أو المتوهمة إنما روحها العام ومبادئها المعلنة كحركة مناهضة للدكتاتورية ونجاحها الفريد(ولاشيء ينجح كالنجاح) في اجتثاث نظام عسكري مستعد للبطش وإراقة الدماء وذلك على أيدي متظاهرين عزل من السلاح. وقد استخدم الثوار الاكتوبريون آليات مبتكرة لتحقيق الانتصار بخلطة من إجراءات الإضراب السياسي العام والتظاهر اليومي مما سبب شللا لكل مناحي الحياة في البلاد ووضع الحالة السياسية تحت مجهر التركيز اليومي. وتوفرت للثورة بداية موفقة بانطلاقها من الجامعة الوطنية مرموقة المكانة في نفوس السودانيين ومناصرتها من قبل الهيئة القضائية التي كانت آنذاك تضم نفرا من أعظم القضاة الذين مروا بالسودان كالقاضي عبد المجيد إمام والقاضي بابكر عوض الله(الذي للأسف عاد وطمس على تاريخه النضالي في العهد المايوي). كما وجدت الثورة إجماعا سياسيا شاركت فيه كل الأحزاب في البلاد.وربما لذلك ارتبطت الثورة في العقل الجمعي بمبادئ الاستنارة والعدالة والتوافق العام.
من غرائب الحياة السياسية في السودان ذلك الجدل الذي ثار بين الماركسيين والإسلاميين على أبوة أكتوبر وعلى جثة شهيدها الأول (الشهيد القرشي) فقد ادعاه كل معسكر وتنازعوا عليه ردحا من الزمان وكان ذلك جدلا حامي الوطيس لبعض الوقت ثم عاد وخمد فجأة ولم يعد الإسلاميون ينازعون في الأمر أو يتحدثون عن دورهم فيه (وهو دور مشهود) .ومن عجب أن نفرا من الإسلاميين صاروا يقودون اليوم فيالق التهجم على ذكرى الثورة ومدلولاتها.
أكتوبر تعبير سياسي متميز عن صبر الشعب وقدرته على الاحتمال وقدرته على التمرد في لحظة معينة لا يمكن أن يتكهن بها أحد.وحين تأتي تلك اللحظة المعينة يهب إعصار بركاني ينتظم البلاد في صيحة واحدة ضد الظلم والظالمين..وإذا كان اكتوبر64 هو التجربة الأولى المتمتعة بعنصر المباغتة فأن انتفاضة 1985 أثبتت أن التكهن بموعد الثورة مستحيل .وفي تلك التجربة التاريخية كان الحكم متخذا أهبته وجاهزا لقمع الجمهور الغاضب ولكنه فوجئ بأن التظاهر يحدث ليلا محتميا بالظلام الدامس الذي خلفه انقطاع الكهرباء وفي الحواري الشعبية المتعرجة نهجت* الشرطة مقطوعة الأنفاس وانتهت إلى التسليم بأمر الشعب والانضمام إليه.
ماذا يبقى للسودانيين من تلك الأيام المجيدة في أكتوبر 1964 ؟
تبقى بقوة عارمة فكرة الحكم المدني بدلا عن الحكم العسكري وحق ممثلي الشعب المنتخبين في السيطرة الكاملة على العسكريين بوصفهم مجرد موظفين لدى الشعب يغدق عليهم ويقوم بتسليحهم وإمدادهم بالمال والرجال دون أن يعطيهم ذلك أي حق في التفوق والسيطرة، وعلى عكس ذلك يوجب عليهم الطاعة للرئيس المنتخب والدستور المكتوب..وتبقى فكرة الديمقراطية وحرية الرأي وحق الجماعة في التشاور والتفا كر واختيار أفضل الآراء بدلا من الإملاء المفروض..وأخيرا يبقى من إرث أكتوبر روح الوحدة الوطنية التي جمعت الشمالي بالجنوبي والإسلامي بالماركسي والأنصاري بالختمي في خندق واحد ضد الطغيان والقتل غير المبرر وافتراء الحاكم على المحكومين وذلك ما جعل أحكامها نافذة وغير قابلة للاستئناف.
وتعلمنا تجربتا أكتوبر وابريل أن أهم شروط النجاح هو الإجماع ?حتى لو كان مرحليا- بين القوى السياسية والشعبية ويرى كثيرون أن ذلك هو الشرط المفقود فقد انضمت قوى ذات شأن إلى موكب السلطة وأخلت بالإجماع الوطني أو جعلته صعب التحقيق وساعدت السلطة في اختراق الجماهير وترويعها وكل ذلك حقائق ملموسة ولكنها ليست حقائق أبدية فهنالك أيضا القوى العديدة التي تخلت عن موكب السلطة وشرعت في معاداتها بتأثير من خيبة الأمل أو تمسكا بمبادئ أو صحوة ضمير. ومكونات السلطة ليست لحمة واحدة فبينها ما بينها من الخلافات والتعارضات ومهماجمعتها المصالح المؤقتة فان انفصالها عن بعضها البعض أمر وارد مثلما هو وارد انحيازها المستقبلي لجبهة اكتو برية قد تنشأ في ذات يوم. وحقيقة الحال ان استعادة الاجماع الوطني رهينة بنوعية الجرم الذي تجترحه السلطة ففي اكتوبر 64 اجمع السودانيون على استبشاع القتل الذي وقع في السكن الجامعي لحفنة صغيرة من الطلاب وفي الانتفاضة اجمعوا على استقباح خطاب الوداع الذي تهددهم به رئيس البلاد ولا يدري احد ماذا سيحدث في المستقبل ونوعية الجرم الذي قد تقع فيه السلطة.وربما لذلك يمكننا ان نترك كل الاحتمالات مفتوحة وكل الممكنات ممكنة.
محمد المكي إبراهيم
[email protected]
احسنت يا ود المكي ان تنفع الذكرى…..هاهو سبتمبر مهئا للانتفاضة و سيعقبه أكتوبر الأخضر ….هل وعي الشعب السوداني (الفضل) الدرس؟
“أهم شروط النجاح هو الإجماع” ….. هذه هي الخلاصة!!
الا يرحمك الله الاستاذ محمد المكى ..
فى تقديرنا الموغل فى السذاجة ، لن يحدث لهذه الامة اجماع
وهذا ” الطفل السياسة ” بين ظهرانينا ..
لن تكون اكتوبر اخرى وهذا “الطفل السياسة ” قد بلغ الثمانين من العمر
ويرجوها رئاسة ثالثة ..
لن يهب الشعب السودانى ” معلم الشعوب ولا فخر ” ، والصادق المهدى حى يرزق
لذا ان تركنا كل احتمال وممكن .. لايمكننا تجاوز ذلك .. ونظل نسال :
متى يفطم هذا الطفل السياسة ..!
ثورة اكتوبر هي التي أعاقت وخربت ودمرت السودان
ماهي الفائدة التي عادت للبلد منها ؟؟؟
نفس المشاكل السنوية التي لم ولن نجد لها حلا !!!!!
الزراعة الصناعة التعليم الصحة المواصلات الطيران السكة حديد الخطوط البحرية السرقة الاختلاسات المحسوبية التهريب هجرة أبناء الوطن النظافة الطرق الملاريا غسيل الكلي السرطان شكل الاسواق المراحيض العامة شركة الاقطان اراضي السودان شباب في عمر الزهور اكلتهم الحروب دون ذنب جنوه نساء ترملن ويتامي تشردوا وتسولوا وصاروا فاقد تربوي نتيجة الزج بابائهم في حروب عبثية خرج أوارها من بنات افكار قيادات الاسلامويين الذين يقودون هذا الجيش الجرار من البرلمانيين الأغبياء
الشعب السوداني الان يرهقه الغلاء الطاحن والمرض والسيول والامطار نتيجة للتخطيط السئ والتقاعس السنوي عن القيام بالمهام المنوطة علي أكمل وجه
نفس السياسيين الاغبياء الذين لم ولن يسعدوا المواطن الغلبان !!!!
خمسون عام مرت علي هذه الثورة الهمجية الغبية التي اتعست انسان السودان وانت تري أن الحال يغني عن السؤال !!!!!
حروب في كل مكان فقر جوع مرض جهل !!!!
غباء سياسي اورد البلاد موارد الانفصال حيث صار ابناء الوطن الواحد في دولتين منفصلتين كل دولة مليئة بالحروب والنزاعات وانسانها تعيس !!!!!!!
الميرغني يشاهد في السيول والأمطار من مقر اقامته في القاهرة
الصادق المهدي من مقر اقامته في باريس ( قال ح يطول المرة دي )
عندما أنظر للترابي ( المنشية ) وهو محمول علي الأعناق ابان ثورة أكتوبر الغير مجيدة اصاب بالأسي والقرف والغثيان !!!!!
انت يا ود المكي ماعندك شغلة تقضاها ؟؟؟؟؟ أكتوبر شنو ؟ وانتفاضة شنو ؟ والكلام المكرر المعولق البتقول فيهو ده شنو ؟ ملينا ملينا ملينا .
نوعية الجرم الذي قد تقع فيه الانقاز هو كل يوم جديدتطلع فيه الشمس تقع الانقاز في الجرائم الي ان يقضي الله امرا كان مفعولا ولا تحسبن الله غافلا عما يفعل المجرمون الظالمون
سلام بلدياتنا وقريبنا وأستاذنا ود المكي … ملاحظة أنكم فصلتم دور العسكر عن الحركة الحزبية والسياسية .. والحقيقة التي لا مراء فيها أن “جميع” الانقلابات التي شهدها السودان كانت بتدبير من الأحزاب منفردة أو مشتركة … إنقلاب عبود تسليم وتسلم من حزب الأمة ثاني أكبر الأحزاب السودانية آنذاك أو ربما أكبرها على الاطلاق بحساب الأصوات لا بحساب الدوائر .. إنقلاب نميري وصحبه تم بتدبير من الأحزاب اليسارية {الشيوعيين والبعث والقوميين} رغم حرصهم على انكار دورهم ولكن يكفي أن تنظر لوجود بابكر عوض الله رئيس وزراء أول رئيس وزراء لمايو بين ثلة مجلس قيادة الثورة لتعطيك انطباعا سريعا عن هوية الانقلاب .. وأخيرا الإنقاذ التي كان دور العسكريين فيها محدودا بالتنفيذ فقط … حتى خطة التحرك العسكري قام بوضعها كلها من الألف إلى الياء السياسيون “الترابي وعلي عثمان وثلة من الجماعة” .. أعتقد – والله أعلم – أن الرفض الواسع لنظام الإنقاذ ليس لكونها سلطة عسكرية بل لكونها سلطة تنظيم سياسي وحزبي متسلط قام على ظلم الآخرين بالإقصاء عن كل المشاركات في السلطة والثروة واعتمد سياسة التمكين وحتى العسكريين المحترفين الآن في الجيش مهمشين غاية التهميش “وأحسن منهم أنحنا” ووضعوا فوقهم “جنجويد” فلا تظلم العسكريين يا أخي .. وحقيقة أيضا ثابتة أن كل الهبات الشعبية التي ذكرتها ما كان لها أن تنجح في اسقاط الحكم عسكري الظاهر إلا بمعونة الجيش ففي أكتوبر كان لصغار الضباط – وفيهم نميري نفسه – دور حقيقي وفعال في إجبار العسكريين الكبار على التنازل … وفي أبريل _التي أشك كثيرا في أنها حركة ارتدادية من صنع هؤلاء الإخوان المسلمين – كان الحسم بيد العسكر فيما أسموه بالانحياز للشعب بقيادة سوار الذهب الذي له ميول وخدمات كثيرة للإخوان… يا أخي فلنبحث معا عن ديمقراطية تعطي لكل ذي حق حقه ولا تقع تحت “طائلة” الطائفية الكريهة التي هي عندي شر من حكم العسكريين لأنها تستعبد الناس باطنا وظاهرا حين يكتفي العسكريون بالظاهر فقط … كيف يتسنى لنا صنع ديمقراطية حقيقية مكتملة مية المية ونسبة التعليم والوعي متدنية خاصة في الريف سكن غالبية المواطنين وهناك أيضا فقر شديد وجوع مما يعطي الفرصة للقلة من أصحاب الثروات بالسيطرة على السلطة السياسية ويحرم منها الفقراء … هل يمكن أن ننجح في تشكيل ديمقراطية تعبر واقعنا أم يأخذنا بريق الكلمة الأخاذ إلى نقل تجارب مجتمعات متقدمة ومتعلمة ومستقرة اقتصاديا ونحن نفتقر إلى كل ذلك؟ سلامي البشيراوي البارابي الأبيضابي القبابي الكردفاني
اكتوبر انقلب عليها اليسار وابريل انقلب عليها اليمين(الشيوعيين والكيزان) ومهما كانت الاخطاء لا مبررللانقلاب وعودة الديكتاتورية شيوعية او اسلاموية!!!
ما اصلا الحكومات الديكتاتورية هى البتدمر الاوطان والشعوب عكس الديمقراطية البتخلق اوطان قوية وشعوب محترمة متطورة فى جميع المجالات ودائما ما تراجع اخطائها والكمال لله!!!
الف مليون دشليون تفووووووا على اى انقلاب عسكرى او عقائدى عطل التطور الديمقراطى فى السودان!!
وما تقولوا لى ان انظمة حلف وارسو او ايران وما شابهها(ناس الاسلام السياسى) هى افضل واكثر تطورا واستقرارا وديمومة من الانظمة الديمقراطية لانى بعتبر ذلك عهر ودعارة سياسية وجهل وبلاهة وغباء لا مثيل له!!!!!!
الديمقراطية بتطور نفسها وتتيح الحريات للنفد وانشاء احزاب جديد وقيادات جديدة ولا تكفى اقل من اربعة سنوات لترسيخها والحكم عليها بل تحتاج لفترة اطول حتى تستقيم وتصبح ثقافة امة وشعب وهى اخطائها وفسادها مقارنة بالانظمة الديكتاتورية يسارية او يمينية ناس الحلاقيم الكبار تعتبر صفر مهما كانت اخطاؤها او تعثرها هى افضل مليون مرة من الديكتاتورية ودى ما بيتناطحوا فيها عنزان!!!!!!!!
اسرائيل والغرب بيخافو من او بيحترموا الدول الديمقراطية واصلا وكلو كلو ما بيخافوا من انظمة الحلاقيم الكبار ناس الضباط الاحرار والاخوان المتاسلمين هذه الانظمة الزبالة الحثالة والقذارة واشهد الله على ذلك!!!!!!!!!
الديمقراطية تعنى دولة القانون والمؤسسات والحريات!!!
نعم كانت هبة إكتوبر هبة سقط فيها نظام عبود ولكن حسب ماأثبته التاريخ فإن الغناء والأناشيد شيئ والواقع شيئ آخر وما أحلى الأناشيد التي جاءت بعد إكتوبر كالملحمة ونشيد أصبح الصبح حيث لم يكن في نظام عبود جهاز للأمن ولم تكن السجون مكتظة بآلاف الناس ولم يكن هناك عهد للظلم إنشب في أعناق الناس لقد كانت تقريبا هناك تسعة وزارات وتسعة مديريات لكل السودان ولم يكن هناك فساد مالي أو إداري يذكر وكانت الخدمة المدنية في حال راقية لقد حرك الناس العواطف الفجة والبطولات الكاذبة فذاقوا بعدها كل عام ترذلون