سفارة السودان في استراليا عبارة عن “كنتين”

ذهبت في صباح 26/ابريل/2018 إلي مبنى سفارة السودان في كانبيرا لعمل توكيلات..

في البهو الخارجي للسفارة حيث توقفت وجدت عربة واحدة وهناك إمرأة من لهجتها عرفت انها سورية و شاب اربعيني يودعون رجل خمسيني برفقته سائق.. عندما اقتربت ترجل الرجل الخمسيني وصافحني بحرارة وبشاشة اهل السودان المعهودة بلا سابق معرفة..

فعرفه الشاب الاربعيني وقال : سعادة السفير فصافحته وشكرته علي حفاوته وبعدها غادر..

اخذني الشاب الاربعيني إلي داخل مبنى السفارة الفخيم الذي تليق فخامته باصالة و وعراقة الدولة السودانية وشعبها..

عرفني الشاب بإسمه وهو محمد عوض الكريم وعرفته بنفسي و اخبرته بأني اريد عمل توكيلين..

بعد ان اكمل كتابة التوكيلين ذكر لي بأن الرسوم مبلغ 100 دولار استرالي للتوكيل الواحد وذكر إن الدفع كاش فقط.. فذهبت لأقرب مركز تجاري لسحب المبلغ المطلوب..

فعدت ودفعت المبلغ المطلوب، واستلمت التوكيلين دون ان يسلمني إيصال فلاحظت انه قام بوضع المبلغ في جيبه فودعته وهو علي باب مكتبه وانصرفت..

ربما يتسائل البعض لماذا لم اسأله عن الإيصال…هذا ليس عملي فالدولة التي استأمنته علي المال العام هي الجهة المسؤولة عن ذلك..وهي مسؤولة عن وضع نظام محكم يضمن حماية المال العام.. وهذا ليس بالمستحيل لأن السفارة في دولة متقدمة بها كل الإمكانيات لوضع نظام للحفاظ علي المال العام..

إذا عدت إلي قيمة التعامل من الناحية المالية فهي لا تتناسب أطلاقا مع تكلفة التوكيل من حيث الورق او الطباعة وهي لا تتجاوز الدولار الواحد..

من المعروف في الدول المتقدمة دائما تكون هذه الرسوم بسعر التكلفة لخدمة المواطن..

لو كانت هذه الرسوم بالآلاف ونثق بدخولها لخذينة الدولة سندفعها بكل حب لأنها حتما ستعود بالخير والخدمات علي اهلنا ووطننا الكبير..

للأسف عندما تكون الدولة معطوبة ولا تضع المصلحة العامة في الحسبان وتجعل من الافراد إمبراطوريات فساد، فالإنهيار حالة حتمية وما نشهده الآن من تردي في كل مناحي الحياة بالرغم من غنى السودان بالثروات فهو دليل علي فساد الدولة الممنهج والذي اصبح حالة عامة..

اتمنى ان نرى تعامل يليق بعراقة الدولة السودانية وشعبها الطيب الذي يستحق كل خير..

[email][email protected][/email]