ليس دفاعاً عن غندور

لم تمض الا ايام علي خطاب بروف. ابراهيم غندور وزير الخارجية الصادم والكاشف امام البرلمان.. بعد ان ضاق ذرعا بسياسات “الحفر” الممنهج والموجة لمراكز القوي في دولة الإنقاذ العميقة.. حتي يأتي اليه خبر الإقالة من كل حد وصوب..
ومن ما يدعو للعجب في هذه الحادثة هو أن أغلب المحللين من سدنة الحزب الحاكم يرجعون اسباب الإقالة لعدم دبلوماسية خطاب البروف امام البرلمان والحاقه ضررا بالغا لصورة السودان وهيبته في الخارج..
وليس دفاعا عن بروف غندور فالرجل أولي بالدفاع عن نفسه.. ولكن لإثبات عدم مصداقية الدولة الإنقاذية المعتادة في تناول القضايا..
فردا علي السبب الأول, فعدم دبلوماسية خطاب وزير الخارجية أمام البرلمان وعدم ملائمته للطرح علي العامة فهو سبب واهن و سخيف… فتحت نفس قبة البرلمان كشفت نائبة رئيس البرلمان بدرية سليمان عن عدم سداد السودان لرسوم عضويته في العديد من المنظمات الدولية والإقليمية مما يحرمه من حق التصويت والترشح فيها.. فهل أقيلت بدرية سليمان أم حتي لفحها بقلمه أي من كتاب الأعمدة ؟؟
وثانيهما, أن خطاب بروف غندور قد ألحق ضررا بسمعه السودان ومواقفه في الخارج فهذه هي قمة السخرية “والسفالة” السياسية.. فالسودان سادتي أعضاء المؤتمر الوطني وسدنة نظام الإنقاذ وبفضل مجهوداتكم الجبارة ورئيسكم “البركاوي” أصبح مضرب مثل في الإنحطاط الشامل لمنظومة الحكم.. فنحن بفضلكم, وبشهادة كل الدول والمنظمات التي تدّعون تشويه الصورة أمامها, من أولي الدول فسادا وإنتهاكا لحقوق الإنسان وجهلها وفقرا.. بل ونحن الدولة الوحيدة التي يطالب بتسليم رئيسها ويطارد في كل المطارات ليحاكم بجرائم يندي لها جبين الإنسانية .. وإذا كان خطاب غندور قد أساء لصورة الدولة فهو لم يضف الا نقطة في بحر لصورة الدولة في المحافل الخارجية..
ولكن إقالة بروف غندور كانت لمواجهته الداخل ومن بعده الخارج بإفلاس الدولة وبنكها المركزي وكسر عصى الطاعة للرئيس الديكتاتور,.. ودق ناقوس الخطر بما يتهدد الوطن في قادم الأيام..
فمن قبل, كان الرجل قد قدم إستقالته في يناير .. ومن قبلها بشهور أعرب عن إمتعاضه وتبرمه ورفضه لإسناد بعض الملفات ذات الإرتباط بالخارجية الي العميل طه عثمان أو السمسار عوض الجاز..
ولكن الرئيس” البركاوي”.. ودولة الرجل الأوحد تفعل ما تشاء وتقيل من تشاء ومتي شاءت..
وتبدأ حلقة جديدة من تدوير النفايات لإيجاد خليفة علي كرسي وزارة الخارجية.. ليس لإيجاد شخصية تخدم الدولة والسودان بمهنية وشرف.. وإنما لأي أحد يطيع الديكتاتور طاعة عمياء ومطلقة وغير مشروطة…
وانت كمواطنين ليس عليك الا التكبير والتهليل والبتهاج بما يختاره الرئيس كائنا من كان..
ولله الـأمر من قبل ومن بعد.
[email][email protected][/email]