حكاية ولي العهد..اا

تراســـيم..
حكاية ولي العهد!!
عبد الباقي الظافر
جلس سعادة السفير أمام الشاشة البلورية.. هذه من المرات النادرة أن يتشوق الرجل لتلفزيون السودان.. منذ أن أحالته الحكومة إلى المعاش أصبح في حالة خصام مع الإعلام الرسمي.. كان يبدو على سعادته بعض التوتر.. صرخ في وجه الشغالة أن تأتيه ببعض الماء.. ثم قدم طلباً آخر لزوجته يرجوها بعض القهوة.. الحاجة التي كانت تنتظر إطلالة المذيع بذات اللهفة تجاهلت طلب زوجها.. السفير التفت نحو شريكة العمر وسألها إن كانت تذكر قصته مع سكرتيرته في نيويورك.. إنها تلك الموظفة الأمريكية التي تباطأت في الرد على أحد هواتفها فكان جزاؤها الفصل من الخدمة.. إنها ذات الحكاية التي يتلوها عليهم كلما تراءى له إهمال عشيرته الأقربين. صمت الجميع ومذيع التلفزيون بدأ في إذاعة العشر الأوائل من طلاب الشهادة السودانية.. على غير العادة بدأ المذيع بالمساق الأدبي.. عندما ابتدر عبارة أما على مستوى المساق العلمي، فقد بدأت دقات قلب السفير تتعالى.. كان يخشى من رهانه على ابنه.. والابن لا يخيب ظن أبيه.. والمذيع يذكر الاسم رباعياً.. السفير يذرف دمعاً غالياً.. الأم تنتحب في ركن قصي.. بدأت وفود المهنئين تتقاطر على البيت.. دموع السفير تأبى أن تتوقف.. الزوار ظنوها دموع فرح. السفير يدرك سر هذه الدموع.. قبل نحو عشرين عاماً.. جاءته زوجته على استحياء.. أخبرته مع بعض التردد أن زائرتها الشهرية غابت.. التفت السفير وبلسان ساخر ولاذع رد عليها “بعد خمسين سنة تعبت من المساسقة”.. أكدت له ببعض التوجس ربما يكون غياباً وقتياً.. في اليوم التالي أكد الطبيب أن حرم السفير الذي يتأهب للمعاش حامل في شهرها الثالث. لم يكن الأمر يسيراً.. كيف سيخبر ابنه وابنته في الجامعة.. ماذا عن زملائه في السفارة.. ربما يضحك عليه رصفاؤه في السلك الدبلوماسي.. عندما أخبره الطبيب أن الحمل في مثل هذا العمر يمثل خطراً على صحة الأم، ظن أنه وجد الحل.. حسب أن الفضيحة سيتم قبرها دون أن يعلم أحد بأمرها.. وافقت الزوجة على مقترح سعادة السفير.. في عيادة الطبيب وفي اللحظة الأخيرة تراجعت الأم. توترت العلاقة الزوجية في البيت الدبلوماسي.. خشيت الزوجة من ضغوط زوجها.. ارتدت إلى أهلها في السودان.. وجاء معتز إلى الدنيا دون أن يحتفي بمقدمه أحد. بعد سنوات يكتشف السفير أن ذاك التسلل كان أجمل هدف في حياته.. يمضي ابنه البكر مع تيار الحياة الصاخبة في أمريكا ولا يتذكر والده إلا في الأعياد والمناسبات الرسمية.. كريمته شغلت نفسها عن أمها وأبيها بحياة زوجية سعيدة في مدينة بعيدة. الآن يشعر السفير أن ابنه النابغة يستحق أن يحمل لقب ولي العهد.. سيعيد سيرته للصفحات الأولى للصحف.. خاطب نفسه همساً كانت تلك أجمل غلطة في حياته.
التيار
دا يسمو شنو يا عبد الباقي؟
والله زي ما بقولوا موضوعك اليوم جهجهنا عدييييل !!!! جمعناها من هنا ومن هنا وما عرفت ليها طريقه …..
يا ربي قاصد اخونا وصاحبنا المع كمولي ؟؟؟؟
شايت وين هذه المره ؟؟؟؟ لو قاصد داك ولا داك قول لينا ….!!
حاضرين ………..!!!!