اين قبر ابي..!!

في تلك الجمعة الحزينة ران الصمت في باحة سجن كوبر العتيق..الأمانة العامة للاتحاد الاشتراكي حشدت كبار رجالات الحزب وقادة الخدمة العامة ليوم الزينة..قبيل هذه اللحظة كانت الوفود تتحرك بكثافة ما بين القصر والسجن..أساتذة جامعات وسفراء وصحافيون حاولوا اثناء الاستاذ محمود عن موقفه..منهم من طلب منه ممارسة (التقية)  وإعلان التوبة بشكل مظهري.. الاستاذ محمود كان فقط يبتسم..الرئيس الامريكي ريجان اتصل بالرئيس جعفر نميري والذي كان معتكفا عدة ايام قبل الأقدام على الخطوة المهمة ..الاستاذ محمود قبل ان يتوجه للمقصلة ابتسم وهمس في إذن مدير السجن بكلمات..انتهى المشهد الحزين بين مصدق ومكذب بمقتل الشيخ السبعيني.. طائرة هليكوبتر كانت رابضة في ميدان السجن في انتظار الجثمان.. حسب تعليمات الرئيس القائد يرمى جثمان الاستاذ في مكان قصي ومجهول ..بالفعل اختاروا وادي الحمار في قلب الصحراء ليكون قبرا متسعا للشيخ الراحل.

مرت في الاسبوع الماضي ذكري انقلاب رمضان الموافق  23 ابريل 1990.. في تلك الحادثة اخطأ بعض الضباط هدفهم وفشلوا في إزاحة العسكريين الذين سبقوهم الى السلطة بعدة اشهر..مع اعلان الفشل وفي ساعات تم تشكيل محاكم عسكرية قضت باحكام متباينة على المشاركين في المحاولة الانقلابية التي نسبت الى عناصر  عسكرية متعاطفة مع حزب البعث العربي..نحو ثمانية وعشرين ضابطا كانت عقوبتهم الاعدام..هؤلاء ومنذ ذلك التاريخ تنشط أسرهم لمعرفة اين دفنوا..في هذا العام جددت الأسر الحزينة مطلبها القديم.
في ذات وقت دفع هذه الأسر بمطالبها العاطفية كان وزير الدفاع يعلن العفو عن مئتي سجين عسكري كان قد تمت ادانتهم في مخالفات مختلفة..كما تزامنت المطالبة مع خطاب رئيس الجمهورية بمناسبة عيد الفطر المبارك..خطاب الرئيس احتشد بعبارات تحض على تجاوز الخلافات وازكاء روح التآلف بين جميع السودانيين..كما ان مساعد رئيس الجمهورية  الدكتور ابراهيم غندور قد بشر بحوار مجتمعي يقوده الرئيس البشير يستهدف الكيانات التي ليس لها مظلات سياسية.

قبل عامين وجه رئيس الجمهورية بمعاملة الراحل الرائد هاشم العطا باعتباره احد رؤساء جمهورية السودان السابقين.. وقضى التوجيه بصرف معاش رئيس دولة لأسرته ..هذه الخطوة كانت رسالة فيها قدر من التسامح..بالرغم من ان الرائد هاشم العطا لم يكن رئيس مجلس انقلاب 19 يوليو1971..حيث كان من المقرر ان يتولى ذاك المنصب المقدم بابكر النور سوار الذهب ..الا ان ذلك لم يحدث بسبب اعتراض القذافي لطائرة سوار الذهب القادمة من لندن وانزله في طرابلس مع اخرين ..المهم ان الجنرال هاشم العطا تولى السلطة بشكل عملي في الخرطوم لمدة ثلاث ايام حتى عاد المشير نميري الى القصر مرة اخرى. 

في تقديري ان الوقت مناسب جداً ليسمح لهذه الأسر الصابرة بمعرفة قبور أبنائها..وذلك لان هؤلاء الرجال الان بين يدي الله بعد ان انتقلوا الى دار ارحب وحكم اعدل..فقد دفعوا ثمن خطوتهم ..لهذا لا يحب ان تدفع أسرهم الثمن مرتين..بل في تقديري يجب ان يمتد التسامح بمنح أسرهم معاشات شهرية أسوة بالرائد هاشم العطا او المدانين في انقلاب ( ود ابراهيم)  الاخير الذين تم إبعادهم من الخدمة دون إسقاط حقوقهم في المعاش. 

الاخ رئيس الجمهورية .. هنالك مواقف لا تحتاج الى حسابات سياسية..من بين هذه الوفاء لزملاء السلاح مهما اغترفوا من ذنب..ماضيهم ومجاهداتهم تغفر لهم ما تأخر وما تقدم من ذنب..من حق ابن العقيد محمد احمد قاسم الذي زاملك في الدراسة بالخرطوم الثانوية ثم الكلية الحربية وأخيرا سلاح المظلات ان يتوقف على قبر ابيه ليتًرحم عليه.
(التيار)
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. تذكرنا طغيان بنى امية وقتلهم للصحابة وصلبهم فى وضح النهار

    ان الحكومات العسكرية اسلوبها واحد منذ عبدالناصر والاسد وصدام كلهم من اجل السلطة يخسرون اخرتهم

    فالبشير له يوم فى قبره ويوم الحشر ان شاء الله

    الا يتعظوا بما جرى للقذافى بين يوم وليلة سقطملك ملوك افريقيا

  2. يا الظافر اول مره تقول كلام صاح ( اظن انك تعالجت من المرض الكيزانى ) لكن لا اظن ذلك لان (المرض بيتاور ) كما المثل الشعبى السودانى

  3. و اين قبور آلاف الذين ماتوا من اجل بقاء رئيسك فى السلطه لكل هذه المده؟؟

    عزيزي ظافر انت لا تعرف الحاجه آمنه التى اخذ ابنها فى كشة الزاميه وتدرب مرغما ل 45 يوما وسيق الى جهنم الجنوب و لم يعد وهو لم يتجاوز ال 18 ربيعا وماتت حسرة لفقده بعد ان بلغت بموته باكثر من 8 اشهر ذهابا و ايابا للقياده,.
    اخى الظافر كما قال سعد زغلول غطينى يا صفيه مافيش فايده
    معرفة القبر لا تعنى شيئا الترحم افضل و لو يوجد شخص سودانى يجب ان يعرف(بضم الياء)قبره هو شهيد الفكر

  4. سلام للجميع

    رحم الله شهداء رمضان فقد بذلوا دماءهم الذكية حتى لا يتأتي يوماً مثل أيامنا هذي يكون القتل والنهب فيها في وضح نهار الخرطوم وحتى لا يطأطئ ضباط الجبش السوداني رؤوسهم خانعين أمام قوات الدعم السريع، ولكن قدر الله وما شاء فعل، والتحية والاجلال لأسرهم الصابرة وان شاء الله يأتي اليوم الذي تُعرف فيه قبورهم وينصب لهم النصب التذكاري عنوة واقتدارا وليس بسبب دعواتك المتهالكة لمن ماتت ضمائرهم.
    قال معاشات قال!! انت قايل الناس كلها زيكم يكشكشو ليها بالقروش تجي جارية ياخي اختشي ديل أولادم وآباهم دفعو الدماء الذكية.
    مرة أخرى رحم الله شهداء رمضان والتحية لأسرهم الكريمة.

  5. يا سلام يا ظافر نأمل أن تظفر أسر هؤلاء الشهداء بمعرفة قبور آبائهم يا أستاذ, كما نتمنى أن يجد مقترحك هذا صحوة وآذانا صاغية ولكم الود كله

  6. اولا ياكوز نحن ضد مبدأ الانقلابات وضد حكم العسكر مهما كان اتجاهم ولونهم لانهم لايصلحون للحكم نقطه سطر جديد
    وانت بإشادتك بصرف معاش رئيس لهاشم العطا تشجع هؤلاء العسكر علي الانقلابات وتمنح انقلاباتهم شرعيه غير دستوريه وغير شرعيه شعبيه
    ثانبا من حق اسر قتلي رمضان معرفة قبور ذويهم هذا حق شرعي لم يسلبهم اياهم الا الجبهه الاسلاميه منذ 90 فلما تذكرتهم الآن فقط ؟
    فمن سكت عن الحق 14 عاما لايصدح به الآن الا لشئ في نفسه

  7. في الخليج هناك لجان رسمية لرعاية اسر المساجين تحت شعار ان لا ذنب للابناء والاسر بما اقترفه الآباء والمعيلين .
    عبدالظافر .. القصاص اقترب ، لا تتعجّل ، قبور هؤلاء سيعرفها الأبناء ، و لكن قبر تنظيمكم سوف لا نتيح لاحد معرفة مصيره
    حتى ينسى هذا الشعب المكلوم ايامكم وسنواتكم العجاف .

  8. في لغتك بعض جهالة قد تسيئ للآخرين . تقول :
    “… جعفر نميري والذي كان معتكفا عدة ايام قبل الأقدام على الخطوة المهمة …”.

    “الخطوة المهمة” ، يا رجل ، تكون مثل: زيادة رواتب العاملين ، تغيير العملة ، الإعتراف بدولة ، إنشاء جامعة في الغرب ، منح الجنوب الحكم الذاتي ، …الخ . ف “المهمة ” توحي ب “ذات الأثر الإيجابي ” ، ولا يوصف بها العمل الشنيع ، المجرم ، القاتل ، الظالم ، المظلم … فكان بإمكانك استخدام كلمات عادية تناسب الموقف مما يستخدمها تلاميذ الإبتدائية مثل :

    .. قبل الأقدام على الخطوة الدموية … …. قبل الأقدام على الخطوة الإجرامية … ،… قبل الأقدام على الخطوة الكارثية … ،… قبل الأقدام على الخطوة الطغيانية …، …قبل الأقدام على الجرم الكبير ، …………..الخ !
    علينا أن نتعلم قبل أن نكتب للناس .

  9. سبحان الله يا الظافر … انت يا دوب عرفت انو في 28 ضابط قتلوا في رمضان !!! يا زول انت كنت وين لمن الحاجه دي حصلت لي ما صدحت بي رأيك وقلت كلمة حق عند سلطان جائر الفتره الفاتت دي كلها صامت … اوع يكون الفول والعدس وبعثة أمريكا ووظيفة جامعة الخرطوم هي الكانت مسكتاك … يا رجل الحساب ولد .. ان شاالله بي زوال الإنقاذ ومحاكمة جميع المتورطين في أذية هذا الشعب سننهض كامه من جديد من غير أحقاد وضغائن … الله ينتقم من الإنقاذ وجميع منسوبيها بقدر ما اضروا السودان والسودانيين

  10. أصحى يا (بريش)…. وكفى بك داء أن ترى أن دعوتك هذه تلامس مشاعرنا وتستغفلنا بها وهي على شاكلة ما يعرف في علم السياسة بـ
    charm offensive
    فهذي قبورنا تملأ الرُّحــب فأين قبور هؤلاء الأفذاذ ؟
    خففِ الوطء ما أظنُّ أديم الأرض إلا من هذه الأجســـــــادِ

  11. الامر الغريب ان هذا الكائن المسمى بالظافر لا يعرف الفرق بين المشنقة و المقصلة

  12. يا عبد الباقي ،،، لازلت اراك غير موهوب … لا في التناول ولا في العرض … تحتاج الى الكثير لتتحول

    من كاتب (( عرضحالات )) الى كاتب مقالات وتحتاج الى اكثر لتتحرر من لونك (( المغبش )) بين الحقيقة

    والاستحقاق …. الدَيْن والوفاء …

  13. يا الظافر هل تراه أو تراهم من (أهل بدر)؟!!
    داهية تخمك حامل جنسية مذدوجة ! يعني زي حامل تؤام !!

  14. في الخليج هناك لجان رسمية لرعاية اسر المساجين تحت شعار ان لا ذنب للابناء والاسر بما اقترفه الآباء والمعيلين .
    عبدالظافر .. القصاص اقترب ، لا تتعجّل ، قبور هؤلاء سيعرفها الأبناء ، و لكن قبر تنظيمكم سوف لا نتيح لاحد معرفة مصيره
    حتى ينسى هذا الشعب المكلوم ايامكم وسنواتكم العجاف .

  15. في لغتك بعض جهالة قد تسيئ للآخرين . تقول :
    “… جعفر نميري والذي كان معتكفا عدة ايام قبل الأقدام على الخطوة المهمة …”.

    “الخطوة المهمة” ، يا رجل ، تكون مثل: زيادة رواتب العاملين ، تغيير العملة ، الإعتراف بدولة ، إنشاء جامعة في الغرب ، منح الجنوب الحكم الذاتي ، …الخ . ف “المهمة ” توحي ب “ذات الأثر الإيجابي ” ، ولا يوصف بها العمل الشنيع ، المجرم ، القاتل ، الظالم ، المظلم … فكان بإمكانك استخدام كلمات عادية تناسب الموقف مما يستخدمها تلاميذ الإبتدائية مثل :

    .. قبل الأقدام على الخطوة الدموية … …. قبل الأقدام على الخطوة الإجرامية … ،… قبل الأقدام على الخطوة الكارثية … ،… قبل الأقدام على الخطوة الطغيانية …، …قبل الأقدام على الجرم الكبير ، …………..الخ !
    علينا أن نتعلم قبل أن نكتب للناس .

  16. سبحان الله يا الظافر … انت يا دوب عرفت انو في 28 ضابط قتلوا في رمضان !!! يا زول انت كنت وين لمن الحاجه دي حصلت لي ما صدحت بي رأيك وقلت كلمة حق عند سلطان جائر الفتره الفاتت دي كلها صامت … اوع يكون الفول والعدس وبعثة أمريكا ووظيفة جامعة الخرطوم هي الكانت مسكتاك … يا رجل الحساب ولد .. ان شاالله بي زوال الإنقاذ ومحاكمة جميع المتورطين في أذية هذا الشعب سننهض كامه من جديد من غير أحقاد وضغائن … الله ينتقم من الإنقاذ وجميع منسوبيها بقدر ما اضروا السودان والسودانيين

  17. أصحى يا (بريش)…. وكفى بك داء أن ترى أن دعوتك هذه تلامس مشاعرنا وتستغفلنا بها وهي على شاكلة ما يعرف في علم السياسة بـ
    charm offensive
    فهذي قبورنا تملأ الرُّحــب فأين قبور هؤلاء الأفذاذ ؟
    خففِ الوطء ما أظنُّ أديم الأرض إلا من هذه الأجســـــــادِ

  18. الامر الغريب ان هذا الكائن المسمى بالظافر لا يعرف الفرق بين المشنقة و المقصلة

  19. يا عبد الباقي ،،، لازلت اراك غير موهوب … لا في التناول ولا في العرض … تحتاج الى الكثير لتتحول

    من كاتب (( عرضحالات )) الى كاتب مقالات وتحتاج الى اكثر لتتحرر من لونك (( المغبش )) بين الحقيقة

    والاستحقاق …. الدَيْن والوفاء …

  20. يا الظافر هل تراه أو تراهم من (أهل بدر)؟!!
    داهية تخمك حامل جنسية مذدوجة ! يعني زي حامل تؤام !!

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..