نُورا تُواعِدُ بالحَياةِ ،، وبِالسرُوجِ المُقْبِلَة .

نُــــورَا

نُورا
ويَتَّسِعُ الفؤادُ لهَا ،
ويَنحَسِرُ الضَبابِىُّ المُخيّمُ ،
والتَّمنّى المُستحيلْ .
ـ نُورا
ويَبتَدِأ التَقدُّمُ ، نَحو قَافِيةٍ بِهَا ،
وتَأتِينِى طِوَاعاً كُلُّ مُفرَدةٍ وشَارِدةٍ ،،
ويَغمُرُ خَاطِرى صَوتٌ
مِن الشِّعْرِ الفِرَاسىِّ الجَمِيلْ ( 1 )
* *
مَا بَيْن جَبهتِها وأَعْرَافِ الخيُولِ الصَّاهِلَة
مَسٌ مِن الخُيَلاءِ ،
والزَهوِ الملُوكِىِّ النَبِيلْ
وائْتِلاقِ الضَوءِ فِى الوَضَحِ البَلِيلْ
نُورا مَحطَّاتٌ
تَغدُو مُصَفِّرّةً قِطَاراتٌ
وتَعتدِلُ انْحنَاءاتٌ
وتَرحَلُ مِن أَعَالِيهَا مَجرَّاتٌ
وتَنْتفِضُ الغيُومُ الهَائِلة .
نُورا تُواعِدُ بالحَياةِ ،،
وبِالسرُوجِ المُقْبِلَة .
* *
كَانت تَنَمَّرُ . .
حِينَ يَلمسُ خَدَّها بَللُ الصَباحْ
كانَت لَها الغَابَاتُ ، . .
والجَبَلُ المُمَنّعُ ،
والسَواقِى ،
والمَراقِى ،
كُلُّ شَيىءٍ كانَ لهَا مُباحْ .
وبِلونِها القَمحِىِّ
تَضحكُ فِى البَرَاحِ
. . . وفشى الحقُولِ الشَارِدَةْ
وبِشَعرِهَا الذَهَبِيِّ تَتْبعُها السنَابلُ
والعَنادِلُ
والرِعُودُ الوَاعِدة
كَانتْ تُجالِسُها الأرَايلُ
فى المَساقِطِ ،
والبُحيْراتِ الفِسَاحِ
. . وفِى العيُون السَائِلة .
* *
نُورا . . ويَنعَقِدُ الزِمَامْ
نُورا . . ويَصعدُ نَحوَ مِدْرَجِها السلامْ
نُورا . .
ويَبكِى فى السَمَاواتِ الغَمامْ
نثورا . . ويَبدأُ فى مَساكِنِه الحَمَام
نَغَماً من التَرْجِيعِ
. . يَبدأُ بِالهَديلْ .
* *
تَزيّنتْ المَدَائنُ كُلُّها نُورا
ونَشَّرتْ السوَاحِلُ رَملَها
صَدفاً وبَلّلورا
تَنَامَى اسمُها المُخضرُّ فى خَدجِ الجَزيرَةِ ،
. . فى البِقَاعِ المُستَنِيرة
وَحَلَّ اسمُها قَمراً مُنيرا
* *
يَأتِى لَها الزُهّادُ
والمُتَعبِّدُونْ
ويُؤتِيهم إِليهَا
أنَّ نُورا فَاضِلةْ
يَأتى لها المُتشضرِّدونْ
يَأتى اليها السَابِلة
والحَابِلة
. . والنَابِلَة
وتُضِيىءُ شَمعَتَها
وتَعْقِصُ فى جَبينِ الشَمسِ
قُصَّتَها
وتُعِدُّ قَهوتَها
وتَشِيعُ بَسمَتُهَا
وتَحُطُّ هَوْدَجَها
وتَنحرُ لِلأضْيَافِ نَاقتَها الوَلُودَ النَاحِلة .
* *
لَو قُلتُ بأنَّ نُورا اشتَرتْ
مِن عَوْسجِ الخَزْرجِ حُقّاً
إِفْتَريتْ .
لَو قلتُ بأنَّ نُورا
كَانت تُخَبىءُ عِطرَها
وتَحْجبُه عَن الغُرَباءِ
إِنى قَدْ رَميْتْ .
قَبْل أَن تَأْويِ إلى عًينِى
أَوَيْتْ
ومَسحتُ رِمشِى :
بِالعيُونِ البَاهِلة
* *
وتَظلُّ نُورا كَالجبالِ المُذْهلَة
وتَظلُّ نورا
ـ وبِرَغمِ مَا أَسدَتْ إِليهم ذَاهِلة
وتَظلُّ نُورا للرِعُودِ
وللوِعودِ
وللحَياةِ المُقبِلَة .
وتُطِلُّ نُورا مِن خَلفِ . .
السِتَاراتِ الحَديدِ المُسدَلة
وتَهِلُّ نُورا
تَرمِى ضَفائِرَها الحَريرَ المُجدَلَة
ـــــــــــــــــــــــــــ
( 1 ) نسبة إلى أبى فراس الحمدانىّ

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. 1 )
    وبِلونِها القَمحِىِّ
    تَضحكُ فِى البَرَاحِ
    . . . وفشى الحقُولِ الشَارِدَةْ

    تصحيح ( وفى الحقول الشاردة )

    2 )
    نثورا . . ويَبدأُ فى مَساكِنِه الحَمَام

    تصحيح ( نورا . . . ويبدأ فى مساكنه الحمام )

    3 )

    يَأتى لها المُتشضرِّدونْ

    تصحيح ( يأتى لها المتشردون )

  2. 1 )
    وبِلونِها القَمحِىِّ
    تَضحكُ فِى البَرَاحِ
    . . . وفشى الحقُولِ الشَارِدَةْ

    تصحيح ( وفى الحقول الشاردة )

    2 )
    نثورا . . ويَبدأُ فى مَساكِنِه الحَمَام

    تصحيح ( نورا . . . ويبدأ فى مساكنه الحمام )

    3 )

    يَأتى لها المُتشضرِّدونْ

    تصحيح ( يأتى لها المتشردون )

  3. شكرا أخوى سودانى . بس الناس ما قادرة تعرف إنه التعليق فى مثل هذه الكتابات سواء بالجودة أو اللا جودة هو محفز كتير للكاتب وما بقول المبدع – حتى لا يجيب كلامى الهوا . أن فعلا ومنذ مقتبل العمر كانت حين تنشر لى قصيدة فى الصحف أو المجلات – ساعات قلائل وتراودنى قصيدة أخرى وتتشبث بى حتى أخرجها وتنشر ودواليك . فيا أخوانا التحفيز والتعليق يدفع بنا . ولا أقول هذا استجداء – فإن لم تمس القصيدة شيئا فيكم فألقوا بها إلى التهلكة . حتى لا يكتب الشاعر بعدها . شكرا للأخوة فى الراكوبة من مديرى عمليات وقراء .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..