رئيس المكسيك: علاقاتنا بأمريكا لا تحكمها كلمات مقتضبة تقال بصوت خفيض

قال الرئيس المكسيكي إنريكي بينيا نييتو يوم السبت إن العلاقات الأمريكية المكسيكية لا تحكمها الكلمات المقتضبة بعد يوم من قول الرئيس الأمريكي إن المكسيك ستدفع “لا محالة” تكلفة خطته لبناء الجدار الحدودي بينهما.

وفي ختام زيارته لهامبورج حيث شارك في اجتماع دول مجموعة العشرين قال بينيا نييتو للصحفيين إن العلاقات مع الولايات المتحدة أكبر شريك تجاري للمكسيك ينبغي أن تركز بدلا من ذلك على أهداف أكثر إيجابية معبرا عن اعتقاده بأن ترامب يشاركه وجهة النظر ذاتها.

وقال بينيا نييتو “مع الوضع في الاعتبار ما حدث بعد هذا الاجتماع (مع ترامب) فإن من الواضح أن كلمات مقتضبة قيلت بصوت خفيض من النوع الذي وقع أمس لا يمكن أن تحكم علاقتنا الثنائية”.

وأضاف “علاقتنا تحتاج لأن تعتمد على البحث عن سبل لتأكيد الاحترام المتبادل وبناء الثقة والعمل بإيجابية. أستطيع القول بأنني لمست تلك الرغبة لدى الرئيس ترامب”.

واجتمع ترامب مع بينيا نييتو يوم الجمعة للمرة الأولى منذ توليه الرئاسة الأمريكية.

وكان ترامب اتهم المكسيك بسرقة الوظائف ومن المقرر بدء محادثات معقدة في إطار مفاوضات مع الولايات المتحدة بشأن اتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية (نافتا) في 16 أغسطس آب.

كان أحد الصحفيين قد سأل ترامب بصوت عال عما إذا كان يرغب في أن تدفع المكسيك تكلفة الجدار الحدودي، الذي يهدف لمنع وصول المهاجرين غير الشرعيين، فرد الرئيس الأمريكي بصوت خفيض قائلا “لا محالة”.

وهدد ترامب بفرض تعريفات عقابية على السلع المكسيكية لحماية الصناعة الأمريكية والانسحاب من اتفاقية نافتا إذا لم يستطع تعديلها لمصلحة الولايات المتحدة

وخيمت التوترات بين واشنطن وبكين على الفترة السابقة للقمة مع تصعيد إدارة ترامب من الضغط على الرئيس الصيني لكبح جماح كوريا الشمالية والتهديد بإجراءات تجارية عقابية على الصلب.

* ترامب وبوتين

التقى ترامب بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين للمرة الأولى وجها لوجه في هامبورج وهي مقابلة كانت مرتقبة بشدة بعد أن وعد قطب العقارات السابق باتباع نهج مختلف مع موسكو خلال حملته الانتخابية لتنهال عليه الاتهامات بأن روسيا تدخلت في التصويت لصالحه والتحقيقات في صلات روسيا بالمقربين منه.

وقال بوتين في ختام القمة يوم السبت إن ترامب سأله عن مزاعم التدخل الروسي في الاجتماع الذي دام أكثر من ساعتين لكنه بدا راضيا عن نفي زعيم الكرملين للتدخل.

وقبل القمة اتهم ترامب روسيا بالقيام بسلوك يتسبب في زعزعة الاستقرار في أوكرانيا وسوريا. لكنه اختار أن يتبنى لهجة تصالحية في هامبورج ووصف اللقاء ببوتين بأنه شرف وعبر من خلال تصريحات أدلى بها وزير خارجيته ريكس تيلرسون عن تفضيله للتركيز على المستقبل بدلا من الإسهاب في الحديث عن الماضي.

وقال تيلرسون “كان اجتماعا هاما واستثنائيا” ووصف التفاعل بين ترامب وبوتين بأنه يتسم “بتناغم إيجابي واضح جدا”.

وفي البيان الختامي أشار قادة باقي الدول الأعضاء في المجموعة إلى قرار الولايات المتحدة الانسحاب من اتفاقية باريس للمناخ ثم أعلنوا “أنها لا يمكن التراجع عنها”.

ومن جانبها أضافت الولايات المتحدة فقرة جدلية تقول إنها سوف “تجتهد لتعمل بشكل وثيق مع دول أخرى لمساعدتها على الوصول إلى وقود أحفوري واستخدامه بطريقة أكثر فاعلية ونظافة”.

وقاد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مساع لتخفيف اللهجة الأمريكية.

وقال توماس بيرنز الزميل البارز في مركز الابتكار الدولي للحكم الرشيد “هناك إجماع واضح على غياب الولايات المتحدة… لكن تلك هي المشكلة. في غياب أكبر اقتصاد في العالم ما الذي يمكنك أن تحققه؟”

وقالت جينفر مورجان وهي مدير تنفيدي في منظمة السلام الأخضر (جرينبيس) إن 19 دولة من مجموعة الدول العشرين “تمسكت بموقفها” ضد قرار ترامب “الرجعي” بالانسحاب من اتفاقية باريس.

وبالنسبة للتجارة والتي كانت نقطة شائكة أخرى اتفق القادة على “مكافحة الإجراءات الحمائية بما يشمل كل الممارسات التجارية غير العادلة وإدراك دور آليات الدفاع التي توفرها التجارة الشرعية في هذا المجال”.

كما تعهد القادة بالعمل معا لتعزيز التنمية الاقتصادية في أفريقيا وهو مشروع له الأولوية بالنسبة لميركل.

واختارت ميركل عقد القمة في مسقط رأسها في مدينة هامبورج الساحلية لإرسال رسالة عن انفتاح ألمانيا على العالم بما يشمل تسامحها مع الاحتجاجات السلمية.

لكن على مدى الأيام الثلاثة للقمة نهب محتجون متطرفون متاجر وأحرقوا سيارات وشاحنات. وأصيب أكثر من مئتي رجل شرطة في المواجهات واعتقل 143 شخصا واحتجزت السلطات 122.

والتقت ميركل بالشرطة وقوات الأمن بعد القمة لتوجيه الشكر لهم ولإدانة “الوحشية التي تجاوزت الحد” من بعض المتظاهرين.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..