بيان – حزب الاصلاح والنهضة

بسم الله الرحمن الرحيم
حزب الاصلاح والنهضة
بيان رقم(1)
توطئة:
كان السودان ماقبل العهد الاستعماري,عبارة عن عدة سلطنات وممالك متجاورة كسلطنة الفونج والتي قامت علي انقاض ممالك علوة والمقرة ونوباتيا في وسط السودان و شماله.وسلطنة الفور,وسلطنة الداجو,وسلطنةالمساليت في غرب السودان الاقصي او ماعرف لاحقا باقليم دارفور.ومملكة المسبعات ومملكة تقلي في غرب السودان الادني او ماعرف لاحقا باقليم كردفان.وسلطنات الدينكا والشلك والباريا والزاندى والنوير في جنوب السودان الاقصي,اما في شرق السودان الاقصي فكان النظام القبلي هو السائد كما في الجنوب وذلك بعد تفكك مملكة البجا في ازمان سابقة فكانت توجد نظارات وعموديات الهدندوة والبني عامر وقبائل الامرأر والحلنقة والبشاريين.اما في الشمال الاقصي فكانت توجد قبائل النوبة كالمحس والسكوت والدناقلة.
من كل هذه الكيانات وعلي مدي سنين من التفاعل الطبيعي _كالتعايش بين هذه المكونات والتجارة والتداخل_والتفاعل الجبري عبر قوة السلاح_ منذ سلطنة الفونج ومرورا بالاستعمار التركى والمهدية والاستعمار الانجليزى_وخلال كل هذا ظهر ملمح دولة جديدة علي وجه القارة السمراء.وبالرغم من التباين الاثني والثقافي الا انه برزت وبقوة ملامح شعب تربط بينه اواصر وروح قومية موحدة وذات جوانب سمات خفية لا يدركها الا ابناء هذا الشعب الجديد.
كما ان اجتماع كل اراضي هذه السلطنات والممالك والقبائل الي بعضها البعض جعل من هذه الدولة الجديدة دولة عظيمة وذلك من خلال المساحة الجغرافية وكذلك الموارد البيئية الجبارة واللتان تخولان لهذه الدولة البروز كقوة عظمي سياسية من بين الدول الاقليمية منها والقارية.
مدخل:
بالرغم من ضخامة وعظم موارد الدولة السودانية الحديثة وتنوعها الا ان الحكومات الوطنية التي تعاقبت علي هذه الدولة مابعد رحيل المستعمرقد فشلت فشلا ذريعا في ادارة هذا التنوع في الموارد البشرية منها والبيئية كما لم تنجح في ارساء دولة واضحةالملامح والاتجاهات الاستراتيجية والمستقبلية.بل وعلي العكس من ذلك ادي هذا الهرج والمرج السياسي والاداري الي تفكك كيانات هذه الدولة وظهور ملامح ما قبل العهد الستعماري تلوح في الافق بل وبصورة اسوأ.اذ انتشرت الحروب وانفصل جنوب السودان اصبح دولة قائمة بذاتها وذات سيادة,كما برزت للعيان النداءات العنصرية والجهوية والانفصالية كنتاج طبيعى ومنطقي لتراكم السياسات الهمجية والخاطئة والتي بلغت ذروتها مع ظهور حكم التيار الاسلاموي متمثلا في الجبهةالاسلامية القومية فالحركة الاسلامية فالمؤتمرالوطنى وان اختلفت المسميات فالمضمون واحد.
وهنا يلح علينا سؤال محورى وهام جدا:وهو لماذا فشلت كل هذه الحكومات في ان تصنع نموذجا سليما لدولةسودانيةمدنية حديثة؟
والاجابة علي هذا السؤال تنبني علي محورين اساسيين ولكن قبل الولوج الي هذين المحورين لا بد من الوقوف علي نقطة هامة جدا,الا وهي دور المستعمر الاجنبي والذي اصبح هو الشماعة التي نعلق عليها كل اخفاقاتنا وفشلنا فالحديث عن ان المستعمر هو الذي زرع بذور هذه المصائب والمشاكل التي نعانى منها الان.فهذا السهم الذي نرمي به المستعمر يرتد الينا وذلك من حقيقة ان هذا المستعمر قد رحل منذ اواسط القرن الماضي.وان كان هو الذى زرع بذور الفتنة فنحن الذين سقيناها ورعيناها حتي استغلظت واستوت علي سوقها.فليس هو المستعمر من خص مناطق بعينها بالتنمية واغفل بل وتعمد عدم تنمية الاخري,وليس هو المستعمر من سكت علي الخلافات بين بعض القبائل حتي اشتد اوارها,وليس هو المستعمر من امد قبائل بعينها بالسلاح ضد قبائل اخرى,وليس هو المستعمر من مارس الكبت والقهر والتهميش علي الشعب السودانى طوال مايقارب السبعون عاما.وليس……وليس……….وليس………..
وان كان المستعمر قد ارسي لبعض السياسات الهدامة فالحكومات السودانية المتعاقبة هي التي تبنت هذه السياسات واذكت نارها حتى وصل بنا الحال الي ما نحن عليه الان.لذا فاننا نلاحظ وبقليل قراءة تحليلية للحالة السودانيةان السبب الاكبر والرئيس لواقع حالنا اليوم هو الحكومات الفاشلة التي تبادلت السلطة مابع رحيل المستعمر.
وبالعودة الي اجابة السؤال السابق,فان المحورين هما:
1|النخبة السياسية الصفوية:
فعلي مر الحكومات التي تعاقبت علي السلطة في السودان فاننا نلاحظ وجود هذه النخب الحاكمة والتي اعطت نفسها حق الوصاية علي الشعب السودانى الي ان يبلغ سن الرشد السياسي والذى لن يبلغه هذا الشعب ابدا_في نظرهم_بالرغم من كل الدروس التى خصهم بها في انتفاضتين عظيمتين علي الدكتاتورية والشمولية الا انه وبالرغم عن ذلك لم يفهموا هذه الدروس والاشارات بان هذا الشعب قد بلغ من النضج السياسي عتيا.فازدادوا صفوية وامعنوا في الترف الفكري السياسي.ومتناسين في ذات الوقت مايهم هذا الشعب من قضايا محورية وحساسة كالحروبات والتنمية والحقوق المدنية والتهميش.حتي افقدوا هذا الشعب الثقة في الساسة والسياسة فاستكان تحت حر الدكتاتوريةوالشمولية,حتي اذا ما اشتد عليه الحر وطال عليه الامد,انتكس وارتكس الي ثوب القبلية والجهوية عله يقيه الحر,بعد ان بلي ثوب الوطنيةوصار خلقا لايسترمن ظلم ولايقي من ذلة.
هذه النخب الصفوية اتصفت بالشللية_كما في الدارج من القول_وكانت تحكم وتدير شؤون الدولة من خلال جلسات وقعدات السمر وعلي حسب ما ياتي علي المزاج بلا رؤية واضحة ولا اسس تنبني عليها.وما افرز هذه الشلليات هو موروث الثقافة القبلية ولكن في صورة ارقي قليلا فبدلا من القبيلة ظهرت الدفعة المدرسية والزمالة علي مستوي المؤسسات العسكرية فظهر نوع جديد من التعنصر ارسي لحقبة فاشلة نزدرد نحن الان مرارات نتاجها.
فمن اكبر مشاكل هذه النخب الصفوية الحاكمة والتي لا زالت تلاحقنا لعنتها هي مشكلة عدم التخطيط او عدم وجود الخطة المستقبلية واضحة الاهداف ومعلومة التفاصيل.وهذا يظهر جليا في كل الحكومات.فكل نخبة من النخب تريد ان تحكم هذا السودان ولكن كيف؟ولماذا؟فما من اجابة.وهنا نضرب مثالا واحدا:فالنخبة السياسيةابان الاربعينيات وبداية الخمسينيات كانت تنادي بالاستقلال عن المستعمر وحالما نالوه اسقط في ايديهم..فلم يدر باذهانهم يوما ماذا سنفعل بعد ان ننال الاستقلال وما هي الاهداف التي يجب ان نحققها!!!!!!!!!!!!فافضى بنا هذا الحال الي بداية الحلقة اللعينةفكان اول انقلاب عسكري بعد سنتين فقط من الاستقلال؟!!!!
2|العقم الفكري:
او مايمكن تسميته بالتبعية الفكرية.فعلي المستوي الحزبي السياسي وبنظرة عميقة الي البنية الفكرية للاحزاب القائمة لانجد من بينها حزبا يمكن وصفه بانه حزب سوداني قح اواصيل.فكل الاحزاب القائمة لم تنبع من صميم الشعب السوداني ولا استمدت عمود فكرها من ثقافته.فصارت احزابا مستفعلة وليست متفاعلة لانها وفي الكثير من جزئياتها غريبة عن جسم المكون الثقافي السودانى لذا وان طال مكوثها داحل هذا الجسم الا انه يرفض وينتفض من حين لاخر بفعل مضاداته القيمية الرافضة لاندماج هذه الاجسام الفكرية الغريبة في هذا الجسم الثقافي المكتمل والناضج.
فالحزب الاتحادى صنيعة استخباراتية مصرية وحزب الامة صنيعة استخباراتية بريطانية ولايخفي علي المطلع علي علم الاجتماع السياسي اثر فكرة الاساس عند تكوين حزب سياسي ما علي مستقبله البعيد.وواقع الحزبين الان يعضد هذا الكلام.كما ان الاحزاب الاخري كالشيوعي والناصري والبعث وكل احزاب التيار الاسلامى هي في الاساس افكار مستوردة وبلا مواصفات ومقاييس ثقافية سودانية لذا ظلت غير مطابقة للذوق السياسي الشعبي.كما ان احزابا مثل الحركة الشعبية والاسودالحرة ومؤتمر البجا والعدل والمساواة وحركة تحرير السودان …….الخ.هي في الاصل نداءات مطلبية تنادي بحقوق مناطق بعينها وليس لديها نظرة شاملةقومية للدولة السودانية ولو ادعت ذلك……وما مثال الحركة الشعبية ببعيد عن الاذهان.
خلاصة:
بناءا واستنادا علي ماذكر اعلاه وغيره وايمانا منا بان مشكلة هذا الوطن لن تحل وبصورة جذرية.الا اذا ماغصنا عميقا في ذاتنا كشعب سوداني واستخلصنا عصارة ثقافاتنا وتجاربنا واستنبطنا منها مرتكزات تكون ارضا صلبة وثابتة لنبنى فوقها وطننا الذي نحب ونريد ان يكون…وثقة منا بانه ما لم يتكاتف ويتعاضد المتعلمين من ابناء هذا الوطن والفاهمين لماتعلموه والمقدرين لهول مايحيط بجسد هذا الوطن من سلاسل وقيود قعدت به كثيرا وطويلا في مستنقعات التخلف والحروب والجهل والمرض..وما لم يدعم هؤلاء المتعلمين كل احرار الشعب السوداني بعد احساسهم بجديتهم في بناء هذا الوطن…واستنادا علي عظمة هذا الشعب الابي.نبعت فكرة تكوين هذا الحزب السودانوي القح والذي سوف يكون سعنا نصب فيه رائب ثقافاتنا كلها لنستخلص زبدتها وسمنها الذي سنصبه علي قدح الدولة السودانية لياكل منه كل واحد منا قدر حاجته وكما يتمني.حزب ندعو اليه كل سوداني غيورليساهم في صياغةتفاصيله حتي يخرج حزبا كامل الزينة والحلة ومزركشا بالوان ثقافاتنا المتنوعة وسحناتنا المختلفة….حزب نناقش من خلاله كل صغيرة وكبيرة في هذا الوطن ونمرر كل مافيه عبر غربال موروثاتنا وثقافاتنا فناخذ مايبقي ونطرح (الروس والتبن)بعيدا…
دمتم
ودام السودان سودانويا كمانريد
حزب الاصلاح والنهضة
14ابريل2013
المكتب التنفيذي المؤقت
الاخوه الكرم ممكن نتواصل معاكم انا ايميلي هو
[email protected]
شكرا