تهديدات ضمنية بالتدمير في مقال للكاتب عبدالوهاب الأفندي

فاجأ الدكتور عبد الوهاب أفندي الكاتب والباحث الإسلامي السوداني والذي يحمل الجنسية البريطانية أيضا ويقيم في لندن فاجأ الأوساط الصحفية والقراء على حد سواء بمقال حمل في طياته ما يمكن إعتباره رسالة تهديد منقولة من جهات إسلامية متشددة إلى حكومة البشير وربما للحكومات المصرية والإماراتية والسعودية على حد سواء في نفس الوقت الذي قد تثير فيه هذه المقالة إهتمام السلطات الأمنية البريطانية والتي هي أصلا في حالة استعداد وترقب ورصد لكل مايرتبط ويتعلق بالتحريض والدعوة إلى التطرف والإرهاب وإثارة مشاعر الكراهية في وقت تتعرض فيه هذه الأجهزة لضغوط غير مسبوقة خاصة بعد حادثتي هروب ثلاث طالبات من بيوت أهلهن في قلب العاصمة البريطانية لندن والتحاقهن بتنظيم الدولة الإسلامية داعش بسوريا مرورا بتركيا ثم اكتشاف أن منفذ الإعدامات الأشهر لداعش هو أيضا بريطاني من أسرة تقيم في لندن.

ففي مقاله المنشور بصحيفة القدس العربي بتاريخ 26 فبراير الماضي تحت عنوان : البشير والكفيل الإماراتي – والتي تم إعادة نشرها على نطاق واسع في عدة صحف سودانية وعربية كتب الأفندي في الفقرة التى رقمها بالرقم 7 ما نصه*
*
(*لم يكن ذلك رجماً بالغيب، ولكن قراءة عقلانية للواقع. وبنفس المنطق، نقول اليوم إن المعارك الدون كيشوتية التي يتصدى لها ورثة القذافي في مصر ومن سار في ركابهم لوأد الديمقراطية والتيارات الإسلامية في المنطقة فاشلة مسبقاً، ومدمرة لكل من تولى كبرها.
فسيكون عاقبة الأمر تدمير مصر وخراب ليبيا وكوارث تعم العالم العربي. وعلى السودان أن ينأى بنفسه عن مهالك التدمير الذاتي هذه كما كان من الواجب عليه أن ينأى بنفسه عن صدام والقذافي ومصائبهما. وإذا كان العاقل من اتعظ بغيره، وفاقد العقل من اتعظ بنفسه، فما تكون صفة من لم يتعظ حتى بنفسه وبتجربته القريبة؟ )

كما كتب في الفقرة رقم 8 هجوما و تكفيرا ضمنيا *للإمارات ونص الفقرة :

( نعيد هنا للمرة الألف نصيحتنا التي مللنا من تكرارها: الكرامة كل الكرامة للحاكم في التذلل لشعبه وخفض جناح الذل لبني وطنه. فقد مدح الله تعالى صادقي الإيمان بأنهم أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين. ونقيض ذلك من يتكبر على بني وطنه ويتذلل للأجنبي. وأسوأ من كل ذلك العبودية المركبة لمن لا يملكون من أمرهم إلا قليلاً )*

فبينما حدد وعرف الكاتب عواقب الوقوف مع صدام والقذافي بالمصائب عموما ، عاد وأكد وشدد بأن عواقب الدخول في الحلف الذي قام بحظر بعض الجماعات الإسلامية وصنفها ضمن قائمة الإرهاب ( لن تكون خيرا ) قبل أن يحدد لاحقا أن العاقبة هي التدمير مما يعني تدمير في الدول التي تحظر بعض الجماعات الإسلامية وعلى رأسها مصر والسعودية والإمارات كما هدد الخرطوم وحكومة البشير بالتدمير الذاتي في حال إنضمامه إليها.

إن المتابع لكتابات الدكتورعبد الوهاب الأفندي يدرك بأنه من الإسلاميين الذين شاركوا بفاعلية في وصول الإسلام السياسي إلى سدة الحكم في السودان عن طريق إنقلاب عسكري في الثلاثين من يونيو 1989 ثم لأسباب ما ترك السودان واستقر ببريطانيا والتي وصل إليها كموظف بسفارة السودان بلندن أي عن طريق حكومة الخرطوم نفسها وإن كان بعد ذلك أظهر بأنه *قد تبنى خطاب معارض للحكومة ولكن في كل الأحوال ليس معارضا للتنظيم الإسلامي فهو لا يخفي دعمه للإسلاميين الذين كما هو متعارف عليه بأن من أساسيات منهجهم أنهم يقدمون أولويات ومكانة التنظيم على أولويات ومكانة الوطن وما يستتبع ذلك من تجاهلهم لمشاكله ومعاناة المواطنين في أنحاء البلاد مع الحروب والتهميش وشظف العيش ومصادرة الحريات .

إن الكاتب بما له من مكانة و إتصالات ساخنة ومتصلة مع قيادات الإسلام السياسي في أنحاء العالم يتضح بأنه لايكتب رجما بالغيب كما نص هو في مقاله ، لذا لا يمكن وبأي حال من الأحوال أخذ مقاله بأنه تحليل بل هو واقع مبني على حقائق يطلع عليها ويلمسها ويمسك بها ويضمنها كرسائل قد تكون محرضة على الإرهاب وربما تكون إشارات لجهات ما وهذا بالأحرى ما ستقوم *بالتحقق منه الحكومات المعنية إضافة للحكومة البريطانية وتأخذه مأخذ الجد حفاظا على أمنها القومي وسلامة مواطنيها وأراضيها وممتلكتها وطائراتها.

أما حكومة السودان فقد لا تعير الموضوع أدنى إهتمام بإعتبار أن الأفندي من ( ناس البيت ) وأنه فقط زعلان لأنه قد يرى بأنه مثلا كان *أحق من غيره في منصب مرموق في الحكومة أو قد يكون قد أصبح معارضا فعلا أو أنه أصبح يعمل مع الكفيل القطري والذي لم يشر له أبدا في مقاله ولا الى تذلل البشير للدوحة كما عنون المقال بتذلل البشير للإمارات !!*

اللهم ارحمنا أجمعين

أكرم محمد زكي
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. الأخ أكرم ..اشتم من مقالك رائحة “الدجاج الإلكترني” والله يكضب الشينة ..لسبب واحد:- أنت تغلف “بتشديد الياء وكسرها” انتقادك لمقال الأفندي لما تتوهمه تحريض للأمن البريطاني كي يسارع بطرد الكاتب من لندن “وهذا لعمري قيمة الوهم منك ؟ نعم الأفندي لا يخفي إنحيازه لأخوانه يوما” ما وهذا بلا شك يحسب ضده ؛ لكن أن تأتي في شكل “جداد إلكتروني حريف” وتبرز عضلات “محمد عطا” فهذا هو المضحك ..

    ثانيا” ولعلمك الأفندي هاجر لبريطانيا في العام 1980 بعد التخرج من شعبة الفلسفة جامعة الخرطوم مباشرة وتقلد منصب المستشار الإعلامي من “منازلهم” في لندن “كما ذكر المرحوم الصحفي محمد طه محمد أحمد في معرض هجومه علي طريقة الإنقاذ في تعيين الموالين لهم في ذلك الزمان في مقاله المشهور “لله وللحرية” في التسعينات ..فيا أكرم تحري قبل أن تمسك بقلمك . معذرة إذا كنت قاسية معك

  2. لا اتفق معك ان عاقلا قرا هذا المقال قد خرج بالذي خرجت به .. الافندي والمتتبع لكتاباته منذ المفاصلة بدا يتدرج ويتزحزح من مربع النظام الانقاذوي تدريجيا اولا في اطار الجماعة وشيئا فشيئا في اطار المعارض الوسطي وايضا باسم بعض المارقين باسم الجماعة واخر الامر معارضا فجا لايخشى عين الرقيب وان كان التنظيم الاسلامي يدخر الرجل لدور اخر لما انتظر كل هذه السنوات من عمر القطيعة واخرها وصفهم لما كان يجري بالشريعة المدغمسة
    اعتقد ان امرا ما جرك الى هذا النشر وان كنت لا استبعد المؤامرة .. الا في حالة واحدة ان يعلن تنظيم الدولة الاسلامية ان الافندي صار عضوا فيها

  3. النقطه الجوهريه في الموضوع ان الافندي وان كان ضد حكومه الخرطوم الا انه اسلامي واخواني بمعني انه من تنظيم الاخوان العالمي وسبب كل بلاوينا ومشاكلنا من هذا التنظيم كل العالم العربي والاسلامي ينؤ ويئن من هذا التنظيم مشكله البشير معهم انهم يرون انه طلع من طوعهم واصبح خارج سيطرتهم المطلقه ولكن قطعا خيار احسن من خيار ولابد من الدوله المدنيه وان طال السفر

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..