الحزبان العقائديان يلتقيان في نهاية الطريق المسدود، بعد رحلة طويلة دامت لأكثر من نصف قرن، وثبت بواقع الحال أنهما وجهان لعملة واحدة، اشتركا في النرجسية والدموية والانقلاب على الديمقراطية والتجسس والتحسس، الفارق الوحيد بينهما هو أن الكيزان وجدوا حظاً وافراً من الوقت لتجريب أنفسهم وتجويع الشعب، أما اتباع لينين تعثر حظهم عدة مرات وكثرت كبوات جوادهم العجوز، فكلاهما ذرية بعضها من بعض شربا من ثدي التآمر وامتصاص دماء المحرومين والولاء لأجندات الفكر الوافد – حسن البنا وفلاديمير لينين، ما ذنب هذا الشعب الافريقي الطيب المسامح ليبتلى بهلوسات هذين المقبورين؟، ما الفائدة المحقّقة من حفظ تعاليم هذين الكاهنين الأغبرين على ظهر القلب؟، لم يستفد السودانيون من الجماعتين غير الخسران الكبير، أفكلما أُخرج أحدهما من قصر الحكم يقيم الدنيا ولا يقعدها لكي يعود ليمارس التبطل والتعطل ونحر الوطن وسفك دماء بنيه وبناته؟!!.
الشباب الثائر عليه الأبتعاد عن موجهات هذين الديناصورين الواقفين على شفير بئر الهلاك المؤكد، فالعصر عصر عولمي لا يركن للايدلوجيات القديمة ويفضّل البراغماتية الاقتصادية والسياسية المختصرة لطريق رفاهية الشعوب، واعلم أيها الشباب الناهض أن الفلاح والصلاح يكمن في الاندماج الكوني للمصالح التجارية العالمية، لا التمسك بتعاليم شخصين هلكا وقُبرا قبل أكثر من قرن من الزمن، اخرجوا أيها الثوار من هاتين العبائتين المغبرتين بغبار السنين والمعطونتين في درن العصور الغابرة، لا تنجرّوا وراء الاحاديث المنمقة ولا القصائد الماركسية المثيرة لمشاعر القومية العروبية المباعة والمزجية بضاعتها داخل دكاكين اسواق بني يهوذا، ولا تهزمكم دغدغة الأناشيد الجهادية التي قتلت خيرة شباب الوطن بجنوبنا الحبيب في حرب دينية وعنصرية هوجاء ومجنونة، لم نحصد منها سوى الكراهية والبغضاء بين ابناء الوطن الواحد، فاخلعوا اثواب الحداد واقذفوا بهذين الكيانين على قارعة طريق المهملات، ولا تسمحوا لهما بأن يزجا بكم في أتون المحارق المجنونة.
الانقلابان العسكريان الأبشع جرماً والأكثر سوءًا هما انقلابي مايو ويونيو، وقد ساهما مساهمة كبيرة في تأخير البلاد عن ركب الأمم المحترمة، وقد قدر للشعوب السودانية أن تتخلّص من هؤلاء العقائديين الدينيين بعد عناء مر وطويل الأمد كما تخلّصت من العقائديين الأيدلوجيين، ولا يوجد مبرر واحد يدفع بشباب الثورة لاعادة عجلة الحياة للخلف، فكما تخبرنا طبيعة الأشياء أن الشباب هم وقود الحاضر وماكينة صنع المستقبل، لهذا لزام عليهم أن يخرجوا من العباءة الحزبية القديمة الضيقة والبالية المتهتكة، وأن ينشطوا عبر منظمات مجتمعهم المدني التي أسسوها بمهر دمهم، وأن يقطعوا الطريق أمام الانتهازيين من عواجيز هذه الديناصورات الطولية المجنونة، وليعلموا أنه لا تقدم ولا ازدهار يمكنه الحدوث بالتسكع خلف هذين الفاشلين، فليلتقطوا القفاز بأنفسهم وليبتدروا الخطوة الأولى باسمهم لا باسم ذلك الحالم الهرم الشائخ الذي استنفذ غرضه في هذه الحياة الدينا الفانية، لا تكلوا أمركم لأحد فلقد فعلتم ذلك من قبل وباعكم جميع هؤلاء الذين يتصدرون المشهدين (الحاكم والمعارض)، فانتم اصحاب الحاجة هلموا الى بعضكم بعضا وقوموا الى حاجتكم بأنفسكم لا بنفسي هذين الأشعثين.
عندما يطالب احد هذين الحزبين الشعب باسقاط المنظومة الانتقالية القائمة، يجب عليه أن يعيد البصر مرة واحدة ليقيّم كلفة عملية الاسقاط المادية والمعنوية والروحية والزمنية، وعليه ايضاً أن يجيب على هذا السؤال: ماذا قدم هذان الحزبان للشعب حين قام باسقاط الحكومات العسكرية الثلاث؟ أم الأمر لديهما مجرّد ترف سياسي ولا هم لهما بالأرواح المزهقة للمراهقين الصغار الذين يغرران بهم؟، المنظومة الانتقالية وبكل ما تحمل من سوءات وأزمات ومشكلات، وعلى الرغم من امتعاضنا من بعض مسالكها، إلا أن العاقل منا لا يمكن أن يعمل على اسقاطها بهذه الطريقة المزاجية المتهورة، إلا اذا اراد هذا العاقل البصير أن يقضي على ما تبقى من أمل هذه الشعوب المقهورة في ارساء دعامات الوطن الذي يسع الجميع، ننتقد هذه المنظومة المنتقلة ونوجهها ونتحمّل أذاها نعم، ولكن لن ندعوا لصدام بين مكوناتها العسكرية، ولن نجيش مشاعر الشباب الصغار لاسقاطها الاسقاط الكامل، بل على العكس من ذلك نشجع الناس على الخروج في مظاهرات سلمية ناقدة وموجهة ومحتجة وضاغطة عليها، حتى تستجيب لمطالب المواطنين، وكلنا يعلم هشاشة الوضع الأمني والاقتصادي القابل للأشتعال، ذلكم الاشتعال الذي يقضي على الأخضر واليابس ولن يترك للناس مساحة حاكورة صغيرة يتغالطون فيها.
اسماعيل عبد الله
[email protected]
11 يونيو 2021
لقد نسيت يااخى ان تضيف اليهما حزب البعث والناصرى والامه والاتحاد والمؤتمرات السودانى والحركات المسلحه…فأنا لا ارى فرقا يذكر بينهم وبين الشيوعي والكيزان فكلهم المصلحه الحزبيه فوق مصلحة الوطن.
well done
يا اسماعيل عبد الله خليك متمترس خلف الحكومة لكيلا تسقط هي فعلا سقطت وماتت وشبعت موتا بأفعالها المناهضة لآمال الشعب السوداني هذه حكومة “أم فكو” سقطت بس.
(أيها الشباب الناهض أن الفلاح والصلاح يكمن في الاندماج الكوني للمصالح التجارية العالمية، لا التمسك بتعاليم شخصين هلكا وقُبرا قبل أكثر من قرن من الزمن، اخرجوا أيها الثوار من هاتين العبائتين المغبرتين بغبار السنين والمعطونتين في درن العصور الغابرة)..الصين لم تندمج في المصالح التجارية العالمية…والشعب السودانى يعتمد على المنتجات الصينية..فرز ثالث..اليابان اندمجت ..والان اليابان الدولة ذات المديونية الأعلى في العالم مقارنة بإجمالي الدخل المحلي الخاص بها…الصين تصنع كل شىء ..وتساهم في نهضة الدول الفقيرة وتخفيف حدة الفقر..يعني لو ما التلفزيون والموبايل والكمبيوتر الصيني ما كانت الأجهزة دي في متناول الجميع في قرى السودان البعيدة….بعدين شغلة الاحزاب دي ما مشكلة ممكن تجي احزاب جديدة..والاصل الناس ..ماف زول وصي على الشعب..اي زول حر في انتماءه..يمين شمال ..حر..الصندوق هو الفيصل…نغمة عشاق العسكرية وريحة البوت ..الاحزاب ما نافعة..نميري كان راجل..يا سلام على عبود الناس ندمت..دا كلام بتاع جهل وتخلف تجاوزه الزمن..لا للعسكر لا للديكتانورية ..نعم للديمقراطية ..والبطعن في الاحزاب وهو قاصد الديمقراطية دا عاشق قهر وعبودية..مريض نفسيا..والثورة للاحرار.
الشعب هو الذي يريد إسقاط النظام كما اسقط البشير وعلي عثمان. وسيذهب نظامك هذا لمذبلة التاريخ غير مأسوف عليه، وسيأتي الذين اسقطوا البشير وليس أولئك الذين تسلقوا حائط الثورة كلصوص الساعة الخامسة والعشرين
شيوعي تشيف
جنجويد ما تشيف
وإنقلاب نوفمبر 1957 وقف وراءه الحزبان الطائفيان، الأمة الذي طلب الإنقلاب والإتحادي الذي بارك الإنقلاب في بيان شهير
إسماعيل عبدالله ،
الجنجويدى الصغير العنصرى المرتزق ،
أعمى عن سيده المجرم حميدتى. ،
وعن تخلفه العقلي ،
وعن جنجويده المرتزقه ،
وكوارثهم على السودان .
لكنه لا يفهم .