انا ليكم بقول كلام

· نعم … انا ليكم بقول كلام ، تلك الأهزوجة الغنائية التي ظل يرددها مجتمع الفنانين رجالا ونساء في شتي المحافل ، فتهتز لها الاحاسيس وتتحرك الاجساد بالعرضة ، ذلك ان إيقاع ( السيرة ) يحتل وضعه تماما في تحريك الناس . وهذا الإيقاع في هذه الاهزوجة لا يتوفر في الدنيا كلها ، إلا في التراث الغنائي السوداني مذ كانت ( الدلوكة ) هي سيدة الموقف الإيقاعي في زمان سحيق مضي . ورحم الله مرددها الاول الفنان الشعبي خلف الله حمد
· وبالتالي طالما كان الكلام يستحق ان نقوله دون مداراة ، فإننا ومن خلال رصدنا للهوجة والفوران في التصريحات المفرطة بمفردات الاستفزاز العلني من بعض قيادات المؤتمر الوطني لحمللة مقاطعة الإنتخابات القادمة ، مضافا إليها بعض التصرفات الإستفزازية القادمة من لدن السيد محمد الحسن الميرغني حين واجه موقف قياداته التاريخية التي نراها تقبض بقوة علي جمر قضايا الوطن لتجنيب اهله من الويلات القادمة التي لا يراها العديد من الناس في السلطة ، فالسلطة بالطبع تفعل فعل السحر في خيالات الحاكمين بسدد تراكم التعقيدات السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي تطل كل يوم في صباحات السودان، وقد اصبحت الحلول عصية كما نري .
· لكل ذلك فإن الامر يستوجب من كل انسان راشد فعلا أن يتخذ من الأغنية ( انا ليكم بقول كلام ) نبراسا له يهدي به القوم ، كل القوم ، حتي لا يأتي زمان لا نجد فيه من يسدي النصح ، وكأنه يصبح كزمان يوم الحساب ( يوم يفر المرء من أبيه وامه وأخيه وصاحبته التي تأويه ) .
· فما خرج من تصريحات إنفعالية من امين الاعلام بالمؤتمر الوطني ( ياسر أبكر ) والذي نشرته المواقع التي تتبع لحزب المؤتمر الوطني نفسه وفي الصحف التي تتبع له مجازاً وهي عديدة ، يستحق أن يعقد لها أهل المؤتمر الوطني جلسات عديدة لتصحيح مسار الخط الإعلامي للحزب ، حيث انه من المفترض أن يكون الخطاب الإعلامي لحزب يقبض علي تلابيب السلطة والمال والإقتصاد وبقية الأجهزة الهامة ، خطاباً متزناً ومقنعاً يبتعد عن روح الإستفزاز والإستعلاء السلطوي ، حتي لا يسبب حرجا للعقلاء من قيادات وجماهير الوطني الذي اصبح واقعا في الحياة السياسية السودانية لا مهرب منه ، آخذين في الإعتبار أن الشعب السوداني( عنيد ).
· ولكن الأدهي والأمر ان يخرج علينا وفي كافة الوسائط التصريح الأكثر حدة وإستفزازا لنا نحن قبيلة الصحافيين والإعلاميين والذي ادلي به في الامس القريب الدكتور مصطفي عثمان إسماعيل وقد ظل الرجل يتصف بالرزانة وتوظيف المنطق الذي اكتسبه من سنوات عمله في بيت الدبلوماسية العريق حين كان يعتلي منصب وزير خارجية البلاد ، وقد أسهم كثيرا بعد حرب الخليج الثانية ( 1990م ) في تخفيف حدة الضغوط العربية علي السودان من جراء موقف الانقاذ القديم غير الموفق . فبدلاً من أن يعقد دكتور مصطفي إسماعيل جلسات نقد وتوجيه لكادره المتحمس أكثر من ملوك السلطة نفسها حتي يستطيع التقليل من فورة حماسته المفرطة ضد شعب يعتبر معلما للشعوب في الاتزان السياسي والعقل الراجح ، إلا أن د. مصطفي عثمان لم يفكر في تكحيل العين ، بل ( عماها ) تماماً بتصريح إنفعالي آخر لا يتناسب وخبرته وأكاديمياته أيضا ، خاصة وأن احدا لم يطلب منه أن يدافع عن أخطاء نصريحات اخوانه الصغار في تنظيمه الحاكم . كما أن دكتور مصطفي والذي كان قريبا جدا من أهل الصحافة لسنوات طوال بالخارجية ، نراه اليوم قد أدار ظهره لقدراتهم ، بل أفرط في تصنيف الصحافيين إلي فئات . أي ان الذي ينتقد تصريحات المسؤولين الهوجاء يعتبره غبياً ، ومن يهادن أو ( يطنش ) يعتبره راشداً . فبأي مقياس أو مكيال يريد د. إسماعيل أن يكيل ؟؟
· ومن جانب آخر ، وبذات التصرفات الإستعلائية التي إتبعها السيد محمد الحسن الميرغني مؤخرا داخل حزب الجماهير السودانية العريق ، نجد رجع الصدي وردود الأفعال لتلك التصرفات الإستفزازية تضغط بقوة من ذات الجماهير الإتحادية وكوادرها الناشطة بالعاصمة والولايات علي رقبة السيد الحسن ، حيث لن يستطيع من ذلك فكاكاً ، فهو لم يستفد كثيرا من سياسة و ( طول نفس ) والده السيد محمد عثمان في التعامل مع الأشياء ، وفي ذات الوقت لم يجبره أحد علي خوض إنتخابات يعرف هو نتائجها سلفاً ، خاصة وقد عمل سيادته رئيسا للجنة الإنتخابات داخل الحزب في عام 2010م وخرج بعدها مغاضباً ، وبالتالي كان منه أن يرفض المحاصصة في تخصيص دوائر لا ينافسه فيها حزب السلطة ، حيث يصبح الأمر قبيح الشكل والإخراج ، أو يستمر علي موقفه القديم الداعي للوفاق الوطني قبل قيام الإنتخابات.
· ونحسب هنا ان الرجل ( الحسن ) قد أحرق كل اشرعة مراكبه في تسنم قيادة هذا الحزب العريق الذي ينتمي له جل أهل السودان وخبرائه ومناضليه وحركته الشبابية والطلابية الناشطة ، وبات موضوع فرماناته كأنها لم يكن ، فلاهو رئيسا للحزب ، ولا هو مفوض من الهيئة القيادية أو المكتب السياسي ليتخذ ما يشاء من قرارات ، وقد أعتبرتها جماهير الإتحادي الأصل مهزلة لن تستمر طويلاً . حتي ان من يرمون اللوم علي المؤتمر الوطني بأنه كان خلف تلك القرارات الميرغنية ، فهذا قول ربما تجافيه الحقيقة لأن المؤتمر الوطني تهمه جماهير الأحزاب وليس قياداتها ، وهنا نقول أن قيادات الوطني ليسوا بساذجين لهذه الدرجة .
· وختاماً …. ندعو الله تعالي ، أن يجنب بلادنا الفتن التي نراها كقطع الليل المظلم ، حتي لا نضطر إلي أن نكمل ترديد الأهزوجة إياها ونطبقها علي بلادنا بعد حين وهي ( كتلوها وصقيرها حام ).
ولا أزيد ،،،،،،
[email][email protected][/email]
ستاذ صلاح الباشا ربما كانت هذه المرة كتابة من القلب اخرجتها ظروف اخر الكلم فشكرا لك فالكلام خير من الصمت متى ماكان حقيقية لان تقتلك الحقية خير لك من ان يحيك الكذب شكرا