الوطني وقرون البقرة

هنادي الصديق
بلغت الروح الحلقوم، هكذا ردد الشيخ السبعيني وهو ينتظر لأكثر من خمس ساعات في طلمبة الوقود، ولم يجد كثير عناء لكسب تأييد العشرات ممن يقفون قبله وبعده، فحقيقة الوضع تنذر بأمر جلل على وشك الحدوث، نتمنى أن يكون إيجاباً على الشعب والوطن.
تحدثت الأخبار يوم أمس وبحسب العديد من المواقع عن إفادات من مصادر خاصة بأن حالة الخلع والخوف التي تسيطر على قيادات النظام برزت في دخول حوالي ٣٠٠ عربة تاتشر وبعض الشاحنات الكبيرة المحملة تابعة لقوات خاصة بكامل عدتها وعتادها ببعض شوارع الخرطوم. وظهور بعض القوات النظامية بالعديد من طلمبات الوقود بالعاصمة، حيث فرضت عليها حراسة أمنية خوفاً من وقوع تظاهرات من قبل المواطنين الذين يزحفون في صفوف البنزين وأصبحوا يقضون جميع فروض صلواتهم داخل الطلمبات، ويقضي البعض منهم أياماً في سبيل الحصول عليه، ولكن بعد أن أصدرت السلطات السودانية قراراتها بأن يتم احتكار الوقود لولاية الخرطوم فقط إضطرت لسحب هذه القوات.
هذه جزء يسير من أخبار تناقها الشارع السوداني بكثير من القلق طيلة يوم أمس وأمس الأول، تؤكد حالة الاحتقان التي تعيشها البلاد وتنذر بانفجار وشيك متوقع في أي لحظة، وما عادت الاشاعات هي سيدة الموقف كما كان يصور إعلام النظام، بل الصفوف هي سيدة الموقف بكل أحياء ومدن العاصمة الخرطوم، أما عن الولايات فالصور والفيديوهات التي تبارى في نشرها المواطنين عكست حجم الورطة التي دخلت فيها الحكومة وادخلت فيها المواطن عنوة.
فأزمة المرور الخانقة بالخرطوم تقابلها أزمة مياه شرب بعدد كبير جداً من مدن وقرى السودان وخاصة ولايات كردفان ودارفور، وبعضاً من مناطق تعدين الذهب الشرق ودونكم الأخبار التي أتت إنقاذ حياة أكثر من 500 معدناً كانوا مهددين بالموت عطشاً. جالون الجازولين وصل لآلاف الجنيهات ببعض المناطق، والجازولين مخصص لتشغيل طلمبات ضخ المياه بالصهاريج التي يعتمد عليها الإنسان والحيوان معاً في شربهم. أما البنزين فحدث ولا حرج وما صاحب ذلك من ارتفاع في تعريفة المواصلات لأضعاف مضاعفة بجميع الولايات بما فيها الخرطوم.
البلاد تعيش ازمة لم تشهدها منذ الاستقلال وربما قبله، ولا زال الوطني (ممسكاً بقرون البقرة)، فلا هو بقادر على إطلاقها، ولا لديه القدرة واللياقة لإمساكها أكثر من ذلك، وهنا تقف المعارضة موقفاً يفرض علىها ايجاد مخرج آمن لهذه الأزمة تعين المواطن على الخروج منها أقل الخسائر، وأعني هنا أن تتوحد قوى المعارضة من أحزاب نداء السودان وقوى الاجماع الوطني، ومنظمات مجتمع مدني ومبادرات شبابية وغيرها من مكونات سياسية يعتمد عليها الوطن في الحفاظ على أمنه وسلامة مواطنيه، وفي اعتقادي واعتقاد الكثيرين أن الحكومة تعيش أوهن واضعف حالاتها هذه الأيام، والكرة في ملعب المواطن والمعارضة معاً لاستثمار حالة الهلع والفوضى التي تعيشها الحكومة والنظام معاً.
الذين يجتهدون في (جرجرة) البلاد لمستنقع الحرب الأهلية يجب ان يكشفوا فوراً خاصة من يستخدمون مواقع التواصل الاجتماعي، والدور المنتظر من قوى المعارضة والمستنيرين من أبناء الوطن العمل على تطمين المواطنين على الموقف بشكل عام حال حدث إنفلات أمني مصنوع ومتوقع، وكشف شعار أهل الوطني الذي تعمل به (أنا والطوفان من بعدي).
نواصل
الجريدة
مقال شجاع ، يحكى عن ما يدور فى اذهان الناس جميعا . الكل توقف والكل ينتظر ، لم تبادر اى جهة او حزب او تنظيم او منظمه او اى محاولة من اى فرع من فروع المعارضه الكثيره لتطرح برنامجا بديلا يمكن ان تتبناه اى جهة مدنيه او عسكريه تستولى على السلطه .
هذا الصمت مدمر أكثر من الانقاذ الهالكه نفسها والتى ستنحسر وتأكل نفسها بنفسها تلقائيا وتتخلص من كل بنيها ويقبل بعضهم يتناطحون كما تتناطح الابقار التى تتحدثين عنها ثم تفنى الانقاذ ويفنى بنوها … ويبقى السؤال أين برنامجك يا معارضه ..؟؟؟
مقال شجاع ، يحكى عن ما يدور فى اذهان الناس جميعا . الكل توقف والكل ينتظر ، لم تبادر اى جهة او حزب او تنظيم او منظمه او اى محاولة من اى فرع من فروع المعارضه الكثيره لتطرح برنامجا بديلا يمكن ان تتبناه اى جهة مدنيه او عسكريه تستولى على السلطه .
هذا الصمت مدمر أكثر من الانقاذ الهالكه نفسها والتى ستنحسر وتأكل نفسها بنفسها تلقائيا وتتخلص من كل بنيها ويقبل بعضهم يتناطحون كما تتناطح الابقار التى تتحدثين عنها ثم تفنى الانقاذ ويفنى بنوها … ويبقى السؤال أين برنامجك يا معارضه ..؟؟؟