زمن الماعز .. !!

زمن الماعز .. !!
سيف الحق حسن
[email][email protected][/email]
الأكاذيب والحيل والغش والخداع والإحتيال والتدليس وكل الأساليب التي تستخدمها الطغمة الظالمة تجار الدين بإسم الدين أو الوطنية أو بأي إسم كان أصبحت لا يصدقها المغفلون ولا الجاهلون أيضا و لا تنطلي حتى علي من كان في المهد صبيا، وصارت لا ترتقي لجهد المحاجة بالدلائل والبراهين من الكتاب والسنة و تجارب الواقع. وبرغم طول ليلة الغدر، فإن الحقيقة صارت ساطعة كالشمس وتبدد كوابيس الظلام. والنهار عجز وفشل ويأس في محو كلام الليل البهيم ليُري الظالم الحقائق كالنجوم في عز الظهر. ولن يجدي وإن إعتقل كل الشرفاء و أودعوا في السجون، فإن الحقيقة شعاع يضوي وقد صار موزعا في قلوب كل العقلاء.
فسادهم وإفسادهم وفشلهم وتضييعهم للبلد وسرقتهم لثروة الوطن والشعب كوم و الإستهزاء والإستخفاف بعقولنا كوم آخر. و أربأ بنفسي أن أنعت هؤلاء بمسئولين، لأن المسؤول من هو حر في نفسه أولا ثم وكلت له مهمة وهو بذلك يحترم من أوكله. ففي كل مرة نسمع كلاما وتصريحا سفيها وسخيفا وسمجا أفظع من الآخر مجاف للحقيقة ومناف للمصداقية. هل في رؤوسنا القنابير وعلي شفاهنا الريالة وفى أفواهنا الهواء وفي أعيننا الهطالة وفي أجسادنا البطالة وعلى أذاننا أثار التوسيم وعلي رؤوسنا الطير؟. لماذا إذن هذه الإستهانة المجحفة بحق إنسان الوطن والإستهزاء بالثقة العمياء بهذا الشعب؟. فهذا إن دل إنما يدل علي منظار الإحتقار الذي ينظرون لنا به ودرجة الوضاعة التي نتبوأها عندهم وعدم الإحترام أساسا. هذه أعزائي هي المحصلة النهائية لمنهج الإسلاميين الإستعلائي والإقصائي ونتيجة كل فئة ترى إنها أفضل من غيرها.
أعطيك مثالا بتصريحين وردا مؤخرا.
في الراكوبة: 15-07-2012 عن صحيفة الصحافة حديث آخر لربيع عبد العاطي مفسرا الكلمة التى كبرت عن فاه بأن دخل الفرد أصبح في زمن الإنقاذ يساوي 1800 دولار حيث قال: ” .. اما مسألة توزيعها فهذا ليس من شأنى او وجود عدم عدالة فى توزيع الموارد، ولكن على الناس ان يعرفوا انه وفق الأرقام والتحليل الإقتصادى فان حقهم ونصيبهم من الدخل يساوي 1800 دولار.”. فهذا الكلام أخطر مما قال. فهو جاء ليعمي الحقيقة ولكن كحلها. فإذا صح كلامه فهذا الدخل الآن والبلاد تعاني الضائقة المالية، فماذا كان دخل الفرد عندما كان هناك عائدات بترول!. هذا يعني بديهيا ان السودان إتنهب نهبة الذين اتنهبوا و الوطن لم يصل لهذه المرحلة من فراغ وصار بعض الناس يشترون الصلصة بالمعلقة. ولكن علي حد ذكاءهم أن لا أحد من الشعب سيفطن لذلك ربما لظنهم أن حتى الماعز بإمكانها أكل معاشه وعشاه معا. المستقبل أساسا منعدم خلينا من الدخل. فهل هناك قص أقسي من قطع أيدي الطموح وذبح رقاب الأمل بسكين الإستهتار والإستهزاء.
وبعد يا الطالع الشجرة جيب لي معاك بقرة، يريد أن يحفز قرون الإستحمار لدى الشعب فصرح بالإفك مجددا بسلامتو الأستاذ علي عثمان قائلا: ” عليكم ألا تجزعوا من ارتفاع الاسعار وتمسكوا بقيم الدين والعقيدة حتي لا يدخل عليكم باب من الشرك”.
وما زال صاحبنا يقسم بالمكنة القديمة. يا أخي قوم لف وخلي عندك ضمير. فالمسألة لم تعد حماية أيدلوجيات فاسدة وفكر بائد. قضيتكم الآن اصبحت حماية لمصالحكم والأموال والثروة التي نهبتموها. والكل يعلم مع تقدم العلم وحتى الكفار أن ما من دابة في الأرض إلا رزقها معلوم ولكن عليه بالعمل. وانتم تالله لفى ضلالكم القديم في إستمراركم بتخدير وغش وخداع الناس وخداعهم بالنظر وإنتظار السماء أن تمتطر ذهبا وبترولا. لقد بقي القليل جدا ممن ضربه الفساد الفكرى يأكل ذهنه من هذا الوهم ويتغذى عقله علي سراب الغفلة. عورتكم صارت مكشوفة كما فرعون والذئب والغنم.
نحن غلطانين غلط كبير جدا لترك مستقبلنا ومستقبل أبنائنا والوطن في أيدى أمثال هؤلاء. أغلب الماعز لم يكونوا حاضرين قبل 23 عاما. صدقوني هم يريدوننا كالماعز لا مستقبل ولا طموح. ولكن دعونا نحضر قطيعا من الماعز نروي لهم كيف كنا ثم نتلوا عليهم البيان الأول للإنقاذ المشئوم ثم ننظر. في تقديري إنهم سيضعوا ضلوفهم علي رؤوسهم ويستغشوا جلودهم ويفروا فرار. فهذا زمانك يا ماعز فأمرحي.
وبرغم من أن الماعز لديها ضمير لتكتشف هذا إلا أن مأساتنا في العقليات السلبية التي مازالت تستمح لهذه التصاريح وتعودت علي المجاملة وهم يعلمون علم اليقين أنهم كاذبون بالثلاثة ولكن يجارونهم ولا يقاطعونهم ولا يحركون ساكنا لمقاومتهم وكأن هذا الإستهزاء والإحتقار لا يعنيهم. فهؤلاء هم مشكلتنا الحقيقية. وتجدهم بعض الأحيان يقولون الواحد ما عارف يصدق من ويكذب من!!.
فإذا وجدت أمثال هؤلاء أنصحهم مباشرة بشراء جوزين من الماعز ليرافقوهم في قراءة الأخبار ومشاهدتها والإستماع لمثل هذه التصريحات والكلام. بالرغم من أنها لا تقتضى عقل السخلة كيما تفهم. فالطريقة لمعرفة الصدق من الكذب هى النظر لردة الفعل في أيها خبر ستتناطح العنزتان.
فهل عرفتم الآن سر الإهتمام وهمة البشير وطغمة الإنقاذ بالجود وتصدير الماعز!.
تعرف ياسيف الكارثه الحاصله للوطن كوم والاستنعاج والاستحمار للموطن كوم آخر .. وفعلا تراهات
لا يصدقها من كان فى المهد صبيا .. عمودك اراحنى وشفى غليلى . شكرا سيف