المظالم والكيل بمكيالين !! بين (خطين أحمرين) !!

تنطوي هذه الأيام وساعاتها الأخيرة نحو شهر الرحمة والتوبة والغفران وهناك العديد من الملفات والضوائف الأمنية والإقتصادية الخطيرة، التي باتت جعبة «حزب المؤتمر» مثقلة بالكثير منها، بعدما منح كوادره ومحازبيه إن لم يكن «التكليف» لتغطية جريمة قتل أو إغتيال أو عمليات خطف وترهيب، قبل أن يرفّعهم الى مرتبة القديسين ويجعلهم فوق القانون وأسمى من المحاسبة والملاحقة وحتى المساءلة.

والمؤسف جدآ أن شريعة «حزب المؤتمر» حلّت مكان القانون وربما تقدّمت على الدستور، في هذا الزمن الرديء الذي أحكمت فيه ميليشيات مدججة بالسلاح، قبضتها على البلاد بسلطاتها السياسية والقضائية وأغلب أجهزتها الأمنية التي لم تعد ترفع قشّة من مكانها الا بأمر هذه الميليشيات، وفق ما تقتضيه مصالحها حتى باتت الدولة بكل مؤسساتها دولة الولي الفقيه الذي لا يردّ طلبه ولا تُخالف إرادته.

مناسبة هذا المقال، أن ما يسود في سوداننا حالياً هو شريعة غاب يأكل فيها القوي الضعيف، ولأن «الحزب الحاكم» حوّل البلد الى غابة ومحمية لمشروعه الحضاري الذي تتخطى أهدافه حدود الوطن، لا يختلف إثنان هنا على أن حكم القانون، أو العدالة في هذا البلد، باتت مسألة إستنسابية في ظل حكم هذا النظام، ذلك لأن العدالة والقانون لا يطبقان في هذه الأيام الا على المساكين والدراويش الذين لا سند لهم ولا ظهر يحميهم، لا بل يمكن تركيب الملفات لهم وزجهم في السجون من دون أن يجدوا من يستمع الى مظلمتهم أمثال « موظفي مكتب والي الخرطوم ، موظفي تلفزيون وإذاعة الخرطوم ، قناة النيل الازرق ، و مستشاري وزارة العدل الذين سلخ جلدهم قبل ذبحهم أخلاقيآ و إجتماعيآ و سياسيآ ، هذا إن كان لديهم طموحات سياسية في السير قدمآ مع هذا النظام الهالك ، وكل الإغتيال هذا فقط في “ملاليم لا تتعدي المليون جنيه » ، بينما الفاسدين الحقيقيين الذين دمروا البلد وأوصلوه إلي هذا الحد الأسيف «قاع الهاوية» يجلسون ويخططون لذبح فلان و إغتيال فلان و تشويه سمعة فلان والزج بفلان السجن … وتبرأة فلان حتي وإن كان قد أكل سيدنا صالحآ وناقته سويآ ، يخططون و يستمتعون بكافة خصائصهم (خصائص الأنبياء و المرسلين) كما أن القانون في ئودان المشروع الحضاري لا يسري إلا على أخصام الحزب حتى لو كانوا نواباً وسياسيين وإعلاميين ورجال فكر وأصحاب رأي حرّ، في حين تبقى جرائم الحزب بدءاً من ترهيب الناس وقطع الطرق والإتجار بالمخدرات والدواء المزور، وسرقة مال البترول ونهب أمول الضرائب والجمارك والسدود و الشرطة والدفاع والأمن بل حتي المحرمات لم تنجو من سطوهم عليها فاموال الحج و العمرة والزكاة و الأوقاف تقف شاهدآ عليهم ، وصولاً الى القتل والإغتيالات بمنأى عن المحاسبة، لا بل أن هذه الجرائم «المباركة» تزيد مرتكبيها مراتب، وتجعلهم من «صفوة» الناس وأطهر الناس وأشرف الناس، كما أن جرائم الحلفاء الذين لا يجرؤون على إخراج رؤوسهم من تحت عباءته تزيدهم عزّة وتبقيهم في خانة الإصلاحيين والتغييريين حتى لو تكدست ثرواتهم على حساب الشعب وإمتلكوا الطائرات الخاصة و وأساطيل سفن وشركات تعدين وشركات إستيراد مخدرات و مخلفات إشعاعية وتجارة أعضاء و إتجار بالبشر و شركات قابضة للحرب بالوكالة ، وحتى لو غرقوا في سمسرة الحروب والسلاح والصفقات المشبوهة . فأغرقوا الناس في الفقر والعوز والعتمة والضنك والرزيلة والدعارة بشتي صورها ، ولا ضير في ذلك طالما أنهم أصحاب شعار «الحوار الوطني» ورافعي شعار بناء دولة القانون والمؤسسات الذي ورثوه من شيخهم وكبيرهم الذي علمهم السحر المرحوم« الترابي» الذي كان عهد الإغتيالات التي إرتكبت بالتكافل والتضامن بين الحلفاء المحليين والإقليميين.

هذا الكلام ليس من باب التجني والإفتراء، إنما هو حقيقة تثبتها الوقائع والأدلة والشواهد التي لا تحصي ولا تعد، وهناك ملايين الجرائم التي أثقلت مسيرة هذا النظام، وكشفت الوجه الحقيقي عن عن برنامجه، كما أن سلته باتت تفيض بالمتورطين في جرائم الإغتيال والقتل، ولا مشكلة مهما إزداد عددهم وتضاعفت جرائمهم ما دامت يد العدالة قاصرة عن أن تطالهم أو تمسك بهم، وعلى سبيل المثال لا الحصر، من المفيد تذكير «نظام الإبادة الجماعية» برعايته للإغتيالات وعمليات القتل، ويكفي في هذا الباب الإشارة الى حمايته للمتهمين في جريمة محاولة إغتيال الرئيس (حسني مبارك)، وإغتيال المناضل (جون قرنق و الزبير محمد صالح و إبراهيم شمس الدين و رفاقه و شهداء رمضان) .

ومن الطبع أن جرائم النظام لم تتوقف عند هذا الحدّ، ويكفي الإشارة الى أن السلاح الذي يتمسّك به هذا الحزب ويدعي أنه لحماية السودان والسودانيين، هو السلاح نفسه الذي يُقتل به السودانيون، وآخر ضحايا هذا السلاح الجريمة التي إرتكبها مقاتلو النظام في كاودا و زرني و هيبان و النيل الأزرق ، مرورآ بآحداث جامعة الخرطوم خلال الشهر الجاري مع إستصحابنا شهداء سبتمبر . وكل ذلك دون أي سبب يستدعي إرتكاب هذه الجرائم ، بل وبقاء القتلة أحراراً حتى من دون أن تصدر مذكرات جلب بحقهم أو بلاغات بحث وتحر . ومن هنا نقول للسيد رئيس ديوان الحسبة والمظالم الذي إنبري في كيل التهم التي تتعلق بالفساد علي ثلاثة أشخاص يتبعون لوزاة العدل نحن لا نبخس أشياءك وجهدك لكن كان لك من الأولي أن تبدأ تدريجيآ في ذكر أسماء الفاسدين من الأكثر فسادآ و إفسادآ إلي دونه أي من أصحاب « الترليونات الدولارية» الي « الملاليم الجنيهية» وذلك حتي لا يختلط علينا أن كل عداءك منصب ناحية وزارة العدل التي أصبحت ك (جنازة الأبيض) كما نقول له بأن الفساد ليست هو أكل المال السائب بل أن القتل و التشريد و النهب والحرق والإعتقالات أيضآ تنطوي داخل منظومة الفساد في الارض .

[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..