المجاعة في دارفور

تعليق سياسي/ إبراهيم ميرغني

أكد مدير قسم درء الكوارث بالهلال الأحمر السوداني في محلية شعيرية بولاية شرق دارفور أن المحلية تعاني من نقص حاد في الحبوب الغذائية، مما أجبر الأهالي على حفر بيوت النمل بحثاً عن حبيبات الذرة المخزنة فيها، وأضاف أن المواطن يشتري الذرة بالرطل وليس بالملوة، وأن سعر الجوال بلغ(750)جنيها، وسعرقنطار الويكةبلغ(2200)جنيها حسب خبر صحيفة(التغيير) أمس. وهكذا تباع الذرة بالرطل، ويبحث الناس عن الحبوب الغذائية في بيوت النمل في شرق دارفور، إنها المجاعة بلا أدنى شك، في وقت تتواصل فيه الحرب وتحرق القرى ويشرد السكان، ويمنعون من ممارسة حرفتهم الأساسية وهي الزراعة. هذه المنطقة من أخصب مناطق الزراعة المطرية، وتشتهر بإنتاج الذرة خصوصاً الدخن والذي يعتبر الغذاء الرئيسي للسكان، وكانت تنتج نصف إنتاج البلاد من الحبوب، لكن الحرب حولت هذه المنطقة إلى أرض قاحلة بعد أن شرد سكانها إلى المعسكرات، ورغم ذلك تمنع الحكومة المنظمات الأجنبية من تقديم المساعدات الغذائية للنازحين بدعاوي حماية السيادة الوطنية، فقد تم تعليق نشاط الصليب الأحمر الدولي في فبراير الماضي، وطردت أخر منظمة بريطانية كانت تعمل في تقديم المساعدات الغذائية وغادرت في بداية هذا الشهر، وتقول تقارير الأمم المتحدة أن عدد النازحين في دارفور من بداية يناير وحتى أبريل بلغ(350) ألف نازح جديد لا تتوفر لهم أي معينات، فأصبح الوضع في دارفور أن يستقبل النازح القديم النازح الجديد. الأوضاع هناك تنذر بكارثة كبرى فمن لم يمت برصاص المليشيات سيموت بالجوع، المطلوب إعلان المجاعة في دارفور والسماح لكل المنظمات بتقديم المساعدات الإنسانية، وإلا فإن الحرب والجوع سيقضيان على ما تبقى من أهل دارفور.
الميدان