الصحافة الصفراء في هذا الزمن الأغبر

لفت نظري هذا الخبر الذي مفاده “كشف مجموعة من أولياء الأمور، بإحدى المدارس بالخرطوم، عن تعرض بعض الأطفال للتحرش من قبل مدير المدرسة، الأمر الذي اضطرهم إلى إيقاف أبنائهم من الذهاب للمدرسة، وأبدوا تخوفهم من أن يؤثر ذلك سلباً على تحصيلهم الدراسي، في وقت شكلت وزارة التربية لجنة للتحقيق في الأمر”. نحن لسنا في حاجة لمدى صحة هذا الخبر أو كذبه. لكن هناك مسلسل لنشر لمثل هذا النوع من الاخبار غير السعيدة . كما لسنا في وضع للدفاع عن المعلم وسلوكه. لكن مثل هذه الاخبار أثرت وتؤثر بشكل سلبي على سمعة المعلم السوداني المشهود له بالكفاءة والانضباط والحسم في مختلف الدول التي تستجلب المعلم السوداني سواء عن طريق الاعارة او التعاقد الشخصي. لكن خلال العام الماضي رفضت بعض الدول استجلاب معلمين من السودان بسبب نشر مثل هذه الاخبار السالبة عن المعلمين وإن حدثت .
لذلك يجب على وزارة التربية والتعليم عدم السماح بنشر هذا النوع من الاخبار وترك الامر لها ، واذا تطور الامر فالقضاء هو الساحة التي تفصل في هذا النوع من القضايا ، بدلا من نشر غسيلنا والاساءة لبلدنا بهذه الطريقة غير المتحضرة والمحترمة ، كما أن ذلك سيؤثر على سمعة البلد بلا شك. ونرجو من القائمين على الاعلام عدم اللجوء إلى مثل هذه الموضوعات من اجل زيادة المبيعات. لأن مثل هذه الموضوعات فيها اساءة ايضا للعملية التعليمية.
وضمن مسلسل نشر الاخبار المثيرة في احدى المرات قرأت خبرا في الانترنت حول جريمة وقعت في امريكا اللاتينية ان لم تخني الذاكرة في البرازيل . في اليوم التالي قرأت هذا الخبر مكتوب بصيغة صحفية أن هذه الجريمة قد حدثت في السودان. على الرغم من انها لاتشبهنا ولا تشبه مجتمعنا. وتواصل صحفنا في مسلسل نشر مثل هذه الاخبار الغريبة حتى تزيد من توزيعها بلفت نظر القارئ بهذه الطريقة الرخيصة . ومنذ زمن طويل كنت حريصا على قراءة صفحة الحوادث في بعض الصحف التي تأتينا من الدول المجاورة . لكن بعد فترة قصيرة اكتشفت ان هذه الاخبار يعاد نشرها بحذافيرها لعدة مرات من اجل تعبئة الصفحة ، بالإضافة إلى ان معظمها فيه الكثير من الفبركة والحبكة الصحفية التي يشطح فيها خيال الكاتب لزيادة التوزيع مما سيؤدي إلى الكذب بدلا من نشر المعلومة الصحيحة.
مع انتشار الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي اصبح الاخبار تنتشر بشكل لا يتوقعه احد ، والمعلومات اصبحت تنتقل بشكل فظيع وغير عادي , ويتم تداولها بسرعة تفوق ما قاله الجن لسيدنا سليمان عليه السلام. لذلك علينا عدم نشر اي اخبار من الممكن ان تؤثر على سمعة الآخرين وتضر بمصالح الناس. لأن نشر أي خبر عن معلم واحد منحرف يؤثر على سمعة العملية التعليمية بالكامل .
وبدلا من نشر مثل هذا الاخبار ، يجب العمل على توعية الناس عما يدور الآن في المجتمع من اشياء تقشعر لها الابدان مثل قضية المخدرات ، وعدم توفير فرص للشباب ، حتى لانسمح لهم بمتابعة الباطل والانضمام للجماعات التكفيرية و العصابات الاجرامية والقيام بالأعمال غير المشروعة.
كما على الصحافة ايضا مراقبة أداء الحكومة والبرلمان ونقد السلبيات التي تشوب العمل العام وتقويمه. وتوعية الناس حول العادات والممارسات السالبة، وضرورة العمل على خلق المواطن الصالح ، الذي يميط الأذى عن الطريق ويساعد الكبير ويعطف على الصغير والوقوف مع الحق والعدل .
الصحافة مسؤولية وعليها قيادة المجتمع نحو الفضيلة والاخلاق. وقيادته نحو المستقبل المشرق ، وتفجير طاقاته الايجابية ، وابعاده عن الشرور. بدلا من فبركة الاخبار لخلق الاثارة وزيادة التوزيع .وترك الاخبار غير الصحيحة لمواقع التواصل الاجتماعي على الرغم من انها ساعدت كثير في التواصل بين الناس الا انها اصبحت كارثية في نقل المعلومات غير الصحيحة ونشر الافكار والاكاذيب الهدامة التي يمكن أن تؤدي إلى ما لا يحمد عقباه.
[email][email protected][/email]
اقسم ب اللة المصريين يقبركو وكزيو حني في الجرايم نجد مثلا خبرا عن جريمة واحدة وبعد اسبوع يتم نشر نفس الجريمة لكن بطريفة نوحي امها ليست الجريمة التي تم تشرها من فبل 0