(الإصلاح الآن) محاولة للتحليق بعيدًا عن الإسلاموية )

الخرطوم: إبراهيم عمر
من القضايا التي لا يختلف عليها اثنان أن تجربة الإسلاميين في العمل السياسي والحكم بحاجة إلى مراجعة دقيقة تتسم بقوة الطرح والعمق في بحث المضمون من خلال إعمال كل أدوات التمحيص والجرح والتعديل، ولكن ربما يختلف آخرون خاصة داخل البيت الإسلامي على محاولة خلع لباس الماضي وشعاراته من أجل تحقيق مكاسب سياسية، دعوة حزب الإصلاح التي نادى بها رئيس الحركة بولاية الخرطوم خالد نوري والتي أكد من خلالها أن الحركة ليست وعاءً دينيا إسلاميا، وأنها تمثل تياراً وطنيا وليس تيارًا إسلامياً، ومضى أكثر حين قال إننا في حال وصولنا إلى السلطة فلن نفرض الشريعة الإسلامية وأن تطبيقها أمر يحدده الشعب السوداني.
حديث رئيس حركة الإصلاح الآن بولاية الخرطوم خالد نوري يكشف عن منهج إستراتيجى تقوم عليه أفكار ورؤى الحركة قد لا يختلف كثيراً عن مواقف تكتيكية تبنتها الجماعة الإسلامية في السودان في أوقات سابقة، لكنه قد يمثل حدثاً جديراً بالتناول خاصة عند ما يأتي من حركة يتزعمها رجل عرف بمواقفه الصلبة تجاه تلوين الأفكار من أجل تحقيق مكاسب في عالم السياسة.
ويرى مراقبون سياسيون أن تجربة العمل الإسلامي في السودان تزخر في العديد من مراحلها بالتكتيك الذي يخلق للجماعة فرص الولوج لمراحل أخرى، وهذا مبدأ ليس حصرا على السودان وإنما مبدأ متفق عليه في عمل الجماعات الإسلامية في العالم وإن اختلفت الأساليب، فهى تغير من أسمائها حسب مستجدات المرحلة ويمكن أن تعمل في أكثر من تيار بلافتات مختلفة رغم أن الرؤى التي ترتكز عليها لا تختلف. وربما أحداث الربيع العربي التي ضربت المنطقة كشفت بعضاً من تكتيكات الجماعات الإسلامية وقدرتها الفائقة في صياغة افكارها وبناء مؤسساتها السياسية والمالية بمختلف الطرق المتاحة، مما جعل سياسة التفكيك التي مارستها القوى المناوئة تمضي في اتجاهات عدة. والحركة الإسلامية في السودان هي الأخرى استطاعت أن من خلال اللافتات الكثيرة التي تعبر عن أفكارها وأن تصنع لذاتها تاريخاً أمام الجماهير ولكن السؤال المهم هل هذه اللافتات جعلتها تخفى منهجها الذي ترتكز عليه في نظرية الحكم وهو تطبيق الشريعة الإسلامية.
وبحسب القيادي بالمؤتمر الشعبي أبوبكر عبدالرازق آدم في حديثه لـ(المستقلة) فإن هذا لم يحدث طوال مسيرتها وقال إن أفكار د.غازي صلاح الدين رئيس حركة الإصلاح اخذت تنحوا منحى جديدًا في الآونة الأخيرة يرتكز على إقامة حزب بعيدا عن المرجعية الإسلامية وهو أمر ربما تدفعه إليه حالة الإحباط كنتيجة لما آلت إليه تجربة الإسلاميين (الإنقاذ) في السودان، وأكد عبدالرازق أن الإعلان عن المبادئ التي نؤمن بها بصورة جلية أمر ديني وضروري وتأتي في شكل سياسات وبيانات للرأي العام، وقال إن الله يأمرنا بذلك في القرآن الكريم في قوله (ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالح وقال إنني من المسلمين) وأضاف المبادئ التي نقرها ونؤمن بها تنساق في تعبيرنا القولي وممارساتنا الفعلية على مستوى شعب الحياة كافة، وقال إن على المسلم أن يعلن بفخر أنه من المسلمين ويذهب إلى أبعد من ذلك بتنزل ما سماه الإمام سيد قطب (الاستعلاء بالإيمان) وذلك لا يتأتى إلا من خلال التأهيل الذي يدفع صاحبة للريادة، واعتبر ابوبكر غياب هذه الصراحة في سلوكنا ومنهجنا نوعاً من الخجل، وأشار إلى أنه من الضعف أن لا تعبر عن أنك تحمل الشريعة الإسلامية، وألا تعمل على إقناع الآخرين بها كمنهج لك، وأضاف: هذا أمر فيه غلوُّ من العلمانية وكأنه تقديم التكتيكي على المبدئي. وقال إن الدعوة للرسالة الإسلامية ليست محل أسرار من (السر) وإنما هي في مجال الإعلان خاصة أن السواد الأعظم من الشعب في سلوكه الاجتماعي يعبر عن إيمانه بقضية الشريعة الإسلامية وليس هناك من استضعاف.
ونفى أبوبكر أن يكون توجه (الإصلاح الآن) له ما سبق من تاريخ العمل الإسلامي وتجربته وقال إن الحركة الإسلامية ظلت طوال مراحلها تطرح رؤاها وأفكارها وخياراتها على هدى وثوابت ثم تجعل الشعب صاحب الخيار. وأضاف وإذا افترضنا جدلاً أن الإنقاذ قد أساءت التطبيق فهذا لا يجعلنا نتنازل عن المبدأ، لأن التطبيق مرتبط بوعي البشر وليس الرسالة الإسلامية.
[email][email protected][/email]
اقتباس (وقال إن الحركة الإسلامية ظلت طوال مراحلها تطرح رؤاها وأفكارها وخياراتها على هدى وثوابت ثم تجعل الشعب صاحب الخيار)
كضبا كاضب .. هل انقلاب الانقاذ من خيارات الشعب ايها الكاذب؟