لا يصح إلا الصحيح

كمال كرار
فيما يتعلق بإطلاق الرصاص على الطلاب المعارضين،فإنها سياسة مرسومة لها أدواتها،وساعة صفرها،وميزانيتها،والمليشيات التي تطلق الرصاص ،بهدف القتل،لها هياكلها التنظيمية،وتتلقي أوامرها من خارج الجامعات.
ولهذا فإن المطالبة بلجان التحقيق المستقلة ومعاقبة الجناة،تبدو وكأنها تخاطب مخلوقات من كواكب أخري،طالما كان (المخاطب)هو الجاني ذات نفسه.
وإذ لا يمكن ان تنصب،زعيم العصابة،قاضياً لمحاكمة عصابته،فلا يمكن أن يمثل القتلة أمام القانون في دولة اللا قانون.
قتل الشهيد ابوبكر الصديق في جامعة كردفان بالأمس القريب،بالرصاص،وجرح العشرات من الطلاب.
وقالت الشرطة بعد ذلك أنها لم تطلق(ولا طلقة)على الطلاب،والنفى ليست مهمة الشرطة،بقدر ما يكون دورها القبض على المجرمين،وتلك حكايات طويلة،في دولة المؤتمر الوطني.
وقتل الشهيد على أبكر من قبل في جامعة الخرطوم بالرصاص،كما قتل الشهيد أبو العاص في جامعة الجزيرة،وأغرق طلاب من دارفور في ترعة النشيشيبة،كما قتل الشهيد محمد عبد السلام بعد اعتقاله،والقائمة تطول .
وكل هذه الجرائم لم يحقق فيها،وقيدت ضد مجهول،ولكن المجهول معروف،وبالإسم الثلاثي،ولكن القتل عندما يكون سياسة رسمية،فإن القتلة يؤدون مهاماً رسمية وبالتالي فهم في مأمن من العقاب،وربما كوفئوا علي جرائمهم.
وإذ لا يصح إلا الصحيح فالجامعات ليست روافد للمؤتمر الوطني،وطلاب الحزب الحاكم ليس لهم فيتو على الآخرين،والإتحادات ليست فروعاً للمؤتمر الوطني،وحوش الجامعة ملك للطلاب لا للمؤتمر الوطني.
يدخل الطلاب للجامعات بشهاداتهم(المؤهلة)،إلا طلاب الوطني،فهم يدخلون بشعار الولاء قبل الكفاءة مثل ما يحدث فى الخدمة المدنية.
والشغل الشاغل لطلاب الوطني الهيمنة على اتحادات الطلبة أو نسفها،وهي عملية تشترك فيها أجهزة المؤتمر الوطني داخل وخارج الجامعات.
والشغل الشاغل للمؤتمر الوطني،منع النشاط السياسي المعارض بالجامعات،وهنا يأتي دور طلاب المؤتمر الوطني.
وكل العنف بالجامعات يبتدره طلاب المؤتمر الوطني،ومخازن السلاح داخل الجامعات،والوحدات الجهادية تخطط وتدبر،والمليشيات تنفذ،وعندما يقتل الطلاب وتسيل الدماء،ترفع التقارير للجهات (العليا)وفحواها رفعنا التمام في جامعة كذا.
من حق الطلاب أن ينتزعوا شرعية اتحاداتهم رضيت الإدارات أم أبت،طالما كان الإتحاد شأناً طلابيا في المقام الأول،وأن يجهضوا أفعال التزوير مهما كانت الجهات المتواطئة.
ومن حق الطلاب أن ينتزعوا داخلياتهم التي بناها الشعب وليس المؤتمر الوطني من براثن المؤتمر الوطني،فالداخليات جزء لا ينجزأ من الجامعات.
ومن حق الطلاب،أن ينتزعوا حرية نشاطهم السياسي،ندوات أو أركان نقاش أو صحف حائطية،لأنها ليست منحة أو هبة من المؤتمر الوطني.
ومن حق الطلاب أن يرفضوا اللوائح الجائرة والرسوم الباهظة،والبدع الجديدة مثل حجب النتيجة لحين دفع الرسوم،أو حجب الشهادة إلا بعد تأدية الخدمة الوطنية وغيرها من الأمور الملتوية.
ومن نافلة القول أن من حق الطلاب رد العنف بالطرق المعروفة والمجربة.
ولا يظنن السدنة أن توازن القوى الحالي يسمح لهم بالتنكيل بالطلاب كيف شاءوا،فلطالما غيرت الحركة الطلابية توازن القوى على مستوي الشارع السياسي العريض وليس فقط داخل الجامعات.
يظنون الثورة بعيدة،ونراها قريبة،مثل صاج الكسرة و(القرقريبة).
[email][email protected][/email]
وفيت وكفيت يا ود كرار سلمت يداك
لا تنسوا القشة تقصم ظهر البعير ! العوير فقط من يجهل هذا.