أهم الأخبار والمقالات
الشراكة مع العسكر تحتاج إعادة تفاوض حتى لا تدخل البلاد في مستنقع دماء آخر
نضال عبدالوهاب

رابة العام والنصف مضت علي التوقيع علي الشراكة مع المجلس العسكري ومنظومة العسكرين في الجيش والدعم السريع .. تواثق العسكرين مع كل القوي المدنية في التحالف علي العمل سوياً لإنتشال البلاد من الأوضاع الكارثية التي خلفها نظام الإسلاميين طوال ثلاث عقود من عمر البلاد والشعب السوداني .. جاءت الثورة بمطالب محددة وهي السلام و الديمقراطية والمدنية والحريات ومحاسبة من أجرموا في حق الشعب وقتّلوه ونهبوه وعذبوه واشاعوا كل أنواع الجرائم والفساد .. فأصبح القصاص مُلزماً و لا تُجدي معه الجوديات أو التغافل أو العاطفة أو المُماطلة ، ومع كل هذا هنالك مطالب إزالة التمكين و إصلاح معاش الناس وأمنهم ..
هذه هي جوهر مطالب الثورة والشعب السوداني التي بصم عليها العسكر مع القوي السياسية المدنية .. كانت هذه الشراكة ضرورية للفترة الإنتقالية ولها مُلزمات للطرفين ومن وقعوا علي الوثيقة الدستورية .. كل الشعب السوداني يعلم أن هنالك قوي خارجية إقليمية تضغط لكي لا يتحول السودان للدولة الديمُقراطية المدنية ، وتنفخ في أُذن العسكرين وتوسوس طوال الوقت كي يكون العسكريون وحدهم في المشهد وأن تكون لهم الغلّبة.
وهذا للأسف يجد هوى عند هؤلاء العسكرين الذين إرتبطوا معهم ما قبل التوقيع علي الشراكة وهذا شئ لا يحتاج إلي تفصيل لكل متابع .. فإرتباط مصالح هذه الدول الإقتصادية إرتبطت بالمؤسسة العسكرية وبقايا النظام السابق وشركاتهم، فأستمرت عمليات الإستقطاب وبكل الوسائل داخل التحالف السياسي المدني نسبة للتباينات داخله يميناً ويسار ووسط، و ظهرت عمليات عدم إتفاق ومحاولات مُستمرة من الشق العسكري على فرض سيطرته من ناحية وظهر هذا في عدم التعاون وتجاوز الوثيقة والتلكوء في إكمال هياكل السلطة الإنتقالية المدنية، بل و جعلت أيدي النظام السابق الأمنية والشرطية والعسكرية بكاملها موجودة في مفاصل الدولة ، وهذا الوضع مع الخلافات داخل القوي المدنية كبّل الحكومة التنفيذية و جعل من الوضع في البلاد كارثياً خاصة معيشياً ، مع إفتعال الأزمات الأمنية والإقتصادية، من هم وراء ذلك المُخطط يعتقدون أنهم بهذا سيتم تمهيد الطريق لهم للإنقلاب العسكري أو وجود ديمقراطية مشوهة تأتي بالعسكر وحلفاؤهم من بقايا النظام السابق ومن لا مبادئ لهم ممن يتم شراؤهم ، هذا المُخطط وبكل المقاييس لن يُكتب له النجاح لعدة أسباب، أولها كُفر الشعب السوداني بالعسكر وحكوماتهم وإن جاع كل الشعب وفُني بالكلية، وثانيها أن الحُريات والعدالة والديمُقراطية والمدنية هي مطالب الثوريين من الشعب، وأنه بلاء عدالة وحريات وديمُقراطية لن يتحقق سلام ..
هذه هي فرصة تاريخية لكل الشعب السوداني أن ينتقل سلمياً لعهد جديد، الآن الوضع يُنذر بالإنزلاق مُجدداً للتصعيد، فليس أمام الشعب السوداني المزيد من فُرص الإنتظار وهو يري ثورته لا تتحقق مطالبها والغلاء والأزمات تُحاصره ، علي القوي السياسية المدنية والعسكرية في الحكومة أن تعود للتفاوض حول هذا الوضع الآني ، مع الأخذ في الإعتبار خطوات السلام الحالية وإستصحاب قواها معهم للخروج بالبلاد من فوضي ودماء وتناحر قد تأتي حال أي تصعيد ثوري جراء الأوضاع الحالية ..
على العسكرين تحكيم صوت العقل وسودانيتهم وضمائرهم فعهد الإستبداد والحكم العسكري قد ولّي بلاء رجعة، وبغير الإتفاق مع القوى السياسية المدنية وأصحاب المصلحة من قوى الشارع والثورة لن يكون هنالك إستقرار لهذا الوطن وهذا ما يُريده الأعداء ومن لا تهمهم غير مصالحهم .. مع التذكير بإن العالم وقواه الديمقراطية الحرة يراقب ما يحدث عن كثب في السودان ويدعم إتجاه الديمقراطية والإنتقال المدني للسلطة ومُهتم لهذا غاية الإهتمام ..
المطلوب الآن توحد القوي السياسية في التحالف ومُراجعة مواقفها وحلحلة خلافاتها و تغليب مصالح البلاد العُليا فوق مصالح برامج و أيدلوجيا أحزابها ، ثم الجلوس مع العسكريين للتفاوض والحوار الفوري والإتفاق علي المُضي في الشراكة ومطلوباتها دون أي مؤامرات أو تسويف و إلا فإن سيناريو الدماء والتصعيد يلوح في الأفق وعندها فالعودة للمربع الأول ما قبل الثورة وما هو أسؤا سيكون هو المسار الذي قطعاً لا نُريد ..
اما الثورة فنسال الله لها الرحمة ولاهلها الصبر وحسن العزاء
واسباب كلاتي :-
1- ضعف من اوكل اليهم امر الثورة ( قحت ) وغياب الرؤية وانعدام الوطنية والحكمة والكفاءة لدى غالبيتهم ان لم يكن جميعهم
2- تمسك الرحكات المسلحة بشروط تعجيزية استغلالا للموقف ودون مراعاة لظروف البلاد وشعبها المغلوب على امره الذي ثار على حكومة الكيزان والحركات المسلحة التي شاطرت النظام في تجويع الشعب طوال اكثر من عقدين من الزمان ولم تفلح حتى في اسقاط النظام حتى اسقطه الشعبر بالداخل وكان يامل في عودة حملة السلاح دون قيد او شرط للجلوس مع اخوتهم بالداخل للتفاكر حول المستقبل في ظل الظروف الراهنة ولكن حركات دارفور طالبت الشعب بدفع فاتةرة الحرب والسام اضعاف مضاغفة رغم ان الشعب لا ناقة له في ذلك ولا جمل وانظر الى الحلو وهويطالب بما يسمى بالعلمانية اجندة حزبه الشيوعي وليس لشعب كاودا ناقة في ذلك ولا جمل
3- لكل ذلك اعتقد ان الامر وللاسف الاسيف قد تجاوز مرحلة اللحاق والتفوض مرة اخرى
اعادة نظر ، هو ما تحتاجه العسكرية السودانية قبل اعادة التفاوض ، أن يجلسوا مع انفسهم اولا و يحققوا فى تاريخهم وما احدثوه فى السودان ، و ما ترتب عليه فى اسرهم ومواطنيهم و مستقبل اطفالهم وبلادهم.
فأن لم يحدث تغيير ذهنى فى العسكرية السودانية و القائمين عليها فلن تجدى مئالات التفاوض معهم مهما كان.
ياحبيب.. العسكر ليسوا مسئولين عن تدهور السودان.. المسؤول الأول هو الأحزاب السياسية.. فكل الانقلابات كانت حركات سياسية بوسائل عسكرية.. وابدأ لإبراهيم عبود الذي وصلته السلطة في بيته عبر أحزاب سياسية فاشلة… وفشلت ذات الأحزاب في التوافق على إدارة الدولة بعد أكتوبر فقام الحزب الشيوعي بتدبير وتنفيذ انقلاب مايو… وذات الأحزاب فشلت مرة أخرى بعد انتفاضة أبريل فقامت الجبهة الإسلامية بتدبير وتنفيذ انقلاب الإنقاذ.. فارحمونا من جهلكم بتاريخ السودان… أو قولوا الحقائق لو تعرفونها
لا توجد شراكة تجري انتخابات اليوم قبل الغد كفاية سرقة علي الشعب ان يقول كلمته هو الشعب من قام بالثورة كفاية لف و دوران.
يجب الاقرار بفشلنا وبعجزنا وبخلو مجتمعنا بعد سِنيِّ الأنجاس المدمرة ممن لازالوا يحملون شيئاً من قيم الكرامة الانسانية والسيادة الوطنية وقد سقط مجتمعنا في مستنقع القبلية والعصرية ومهما أوتينا من وثائق دستورية مقدسة كما كان للأنجاس إلا أنه لم يعد يوجد أحد بمجتمعنا يستطيع أو يدري كيف يطبقها فكل المؤسسات التي يفترض بأنها عامة قد صارت مغانم خاصة بمن يُحظوا بإدارتها أو شغلها ولم يعد يوجد موظف عام من أعلى هرم الدولة حتى أدناها من هو أهل بالوثوق في أدائه وهذا عام في كل مؤسسات الدولة من جيش ومليشيات وهؤلاء أولهم مروراً بمجلس السيادة وهيمنة العسكر عليه واستمراء المكون المدني فيه لما يُنعِم به المكون العسكري عليهم من امتيازات مرتبات وسكن فاخر وسيارات فاخرة وتشريفات والشعب ما لاقي رغيف الخبز ولا وقود الطبخ وينطبق هذا على وزراء الحكومة ومستشاريهم من الأغرار أو الزلنطحية وأحزاب وكيانات قحت من ورائهم يتهافتون على المحاصصة – مروراً بالمؤسسات العدلية من نيابة وقضاء يأتمرون بأمر الطغمة العسكرية لدرجة معاونتهم في انتهاك حقوق الانسان بحضورهم مجالس التخطيط لضربها كما (حدس) فيما (حدس) في مجزرة فض الاعتصام التي شهدها العالم أجمع!
باختصار يا سيدي ليس لدينا مَن يوثق به في إدارة أي مؤسسة من مرسسات الدولة، أفراداً أو أحزاباً كانوا، فإن وُجِد من تثق في أخلاقه فلا يمكنك الوثوق بفهمه وقناعاته في أساسيات النزاهة والشفافية ومعنى المصلحة العامة فهي عنده إما قبلية أو حزبية أو شخصية ومجتمع تتفشى فيه هذه المفاسد لايُرجى منه أن يصلح نفسه بنفسه ففاقد الشيء لا يُعطيه، ولا يستطيع إعادة صياغة شعبنا ورده إلى قيمه الأصيلة التي تركه عليها المستعمر بأفضل حال مما تركه عليه الأنجاس الذين دمروا حاضر السودان تماماً ولن يعود لبوتة الانصهار التي تفاعلت فيها ممالكه السابقة وأخرجت لنا المجتمع والانسان السوداني الذي عرفه العالم! عليه فأوافقك بأن ولاية القضاء الدولي لا تتنافى مع السيادة ولكن المشكلة في أنه لا توجد سيادة حيث أصبحت السيادة فقط للذين يتشدقون بها في مواجهة الشعب وليس ضد الأجنبي.