لم لا يراوغ الثوار؟ مقال لم يكتمل

الفعل ساس يسوس، يُبنى على تقدير الظرف السياسي، وينصب بحذف التكلس الفكري المانع للمراجعة الضرورية، ويجر حقا لا مجازاً بالدهاء والمكر، والسياسي الداهية يسير في خطٍّ منحنٍ أو ملتفٍ ولا يبالي بطول المسافة لإدراك الغاية المطلوبة، لكنه لا يعبر جسور الباطل ليصل إلى شواطئ الحق، اما السائس الغبي او الأرعن، فربما جنح إلى السِلم والحرب أشرف منقلبا لقضيته، أو أَذَّن بحرب والصلحُ أقرب وسيلة إلى تحقيق مآربه واسعاد جماهيره، ومعلوم أن الدهاء كل الدهاء التغافل عن كل ذنب لا تستطاع العقوبة عليه، ومن عداوة كل عدو لا تقدر على الانتصار منه. ذكر ابن خلدون في مقدمته الشهيرة: إنَّ العرب أبعد الأمم عن سياسة الـمُلْك، وزاد على قوله هذا: إن العلماء من بين البشر أبعد الناس عن السياسة ومذاهبها، وفنّد رأيه هذا بأنهم معتادون في سائر أنظارهم الأمور الذهنية، والأنظار الفكرية لا يعرفون سواها، والسياسة يحتاج صاحبها إلى مراعاة ما في الخارج، وما يلحقها من الأحوال، ويتبعها من الآثار.
والحقيقة التي لا مراء حولها، هي ان الظرف السياسي الراهن في شقيه الاقليمي والدولي ضد ثوار الهامش، رغم أنه ليس في صالح النظام تماماً، فالبشير كسب الرؤساء الافارقة في دول الجوار، وخسر نفسه وشعبه بحماية الفساد ورعاية المفسدين، والمجتمع الدولي أنصرف عن جرائمه مؤقتا، ولكنه لم يعطيه وجها، وهو يلاحقهم بحذر، ويخشى إن التفتوا إليه سيطلقون عليه النار، وظل طيلة سني حكمه يشتري الوقت ويتاجر في الذمم، وقد تراكمت مديونيته لدى الشعب السوداني، ووصل إلى شفا الإفلاس السياسي والاقتصادي، ونعتقد أن تنظيمات الهامش الرئيسية اكتسبت مناعة ثورية ضد مضاعفات الانشقاقات المفتعلة، وأن النظام قد وصل درجة التشبع من الفصائل عديمة الفائدة، وليس هنالك خوف على ما تبقى من القيادات الثورية الراكزة من الغواية الانقاذية.
في مثل هذه الظروف لم لا يراوغ الثوار بالجنوح للحوار ووقف اطلاق النار، المفضي لتمرير الإغاثة للمتضررين، وإنتهاج سياسة كسب الوقت، والحرب خدعة والسياسة بها السر والجهر … اوباما السلبي والمتردد مغادر .. وهنالك من يرى أن كلنتون ارحم للنظام من ترامب .. والبشير قبض الريح من عاصفة الحزم .. وليبيا حبلى بالمفاجآت .. والعلاقة مع مصر مفتوحة على كافة الاحتمالات .. والفقر تولى مسئولية هد النظام نيابة عن المعارضة …

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. لك التحية الكاتب الصحفي إبراهيم سليمان على المقال ذو التوقيت المهم ومحاولتك أفراغ غضب القاعدة الجماهيرية اتجاه الخطوة التي أتخذها كلا من قادة حركتي العدل والمساواة وتحرير السودان مناوي بلقاءهما الوسيط القطلري آل محمود، بايجاد مبررات سياسية مقنعة لهذا التصرف…

    كما أن غضب جماهير الهامش على خطوة القائدين مبررة، فشعبنا لم يجني شيء سوى الآلام والقروح من تطفل مشيخة قطر على قضايا شعبنا وحشر أنفها الخسيسة في ثورته المباركة على أمتداد هوامشه مترامية الأطراف … جماهيرنا لم ولن تنسى أن مشيخة قطر ضالعة في أغتيال قائد ثورتها البطل خليل إبراهيم، بالإضافة أن قطر هي أكبر الداعمين لنظام الأقلية العنصري الحاكم في بلادنا منذ 1956 م، إلى جانب مشيخة الكويت وبقية دول الخليج أستخدموا أموالهم للأغراء وشق الثوار وأضعاف الثورة بأساليب الرشوة وشراء ضعفاء النفوذ … كما أن هذه الدول المذكورة وعلى رأسها قطر والكويت، لا تمتلك ثقافة الحوار والندية بين الخصوم السياسيين، فالأمور عندها أما قاهر أما مقهور … فالحاكم عندها في مصاف الآله والمساس به أورفض أوامره يعتبر مساس بالذات الآلهية/الأميرية…

    عليه، فأن الجميع قد لا يجد مبرر أو جدوى لمواقف المهادنة مع حلفاء نظام الأقلية الحاكم في بلادنا منذ 1956، وأن المواجهة الشاملة مع نظام الأقلية وحلفاءه، هي أقصر الطرق لتحقيق أهداف الثورة…

    تحياتي،،،

  2. يا إبراهيم سليمان أنت تختلف عن إسحق فضل الله فى شنو؟

    كل واحد منكم بجمل قبيح أعمال معشوقته.
    إسحق فضل الله للمؤتمر الوطنى.
    وأنت إبراهيم سليمان لحركات دارفور القبلية.

  3. يا إبراهيم سليمان أنت تختلف عن إسحق فضل الله فى شنو؟

    كل واحد منكم بجمل قبيح أعمال معشوقته.
    إسحق فضل الله للمؤتمر الوطنى.
    وأنت إبراهيم سليمان لحركات دارفور القبلية.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..