إتفاق شريكي الأمس: أعداء الصباح — شركاء الظهيرة والمساء

هشام عبيد
قال الرئيس المصري محمد مرسي: “إنني جئت الي السلطة عبر ثورة! ولا يمكن لي التضامن مع أي ظالم يقهر شعبه! إنني مع الشعب السوداني في تحقيق تطلعاته مثلما حققنا تطلعاتنا”
لم يقلها فاقان أموم في زهو إبتسامته بإنتصاره بتمرير أجندته التفاوضية على نظام الخرطوم الذي كتب له عمر جديد بهذا الإتفاق على إعادة ضخ بترول جنوب السودان عبر أنابيب الشمال.. لم تراعي حكومة الجنوب رفقاء نضال الأمس من الشماليين الذين شارفت ثورتهم على النصر فقد أحكمت الضائقة الإقتصادية حلقاتها حول عنق البشير ومن معه.. ووصلت المشنقة حد الحلقوم قبل أن يكتب لها عمرا جديدا بهذا الإتفاق..
ليس من الأهمية بمكان إتفاق الحركة الشعبية – قطاع الشمال على إتفاق تمرير المساعادات الإنسانية للمتأثرين بالحرب في جبال النوبة والنيل الأزرق، فلن تكون هناك حوجة لهذا الإتفاق إذا ما سقط النظام.. وقد كان ساقطا لا محالة لولا هذه الإتفاقية الجديدة..
الإتفاق الأول:
وافقت الخرطوم على تقليص سقف تطلعاتها بنسبة 75% من عائدات مرور بترول الجنوب عبر أراضيها (من 36 دولار إلى 9 دولارات فقط للبرميل).. هذا البترول الذي فقدته بسبب سعيها بين لاهاي ونيفاشا.. ولم يكن أمامها غير الموافقة أمام بريق المليارات التي ستضخ في جيوبهم وكروشهم من عائدات ترحيل وعبور ومعالجة بترول دولة جنوب السودان.. المليارات التي ستؤثر إلى حد كبير على مسار الأوضاع الإقتصادية ومن ثم السياسية، التي وصلت حد قتل كوكبة من من الأطفال الشهداء اليفّع من أبناء الهامش ولم يهتم بهم مركز الخرطوم (ولا مركز الهامش نفسه)، في نيالا، إضافة إلى نصف مليون قتيل في دارفور وحدها وملايين المشردين في معسكرات النازحين داخل وخارج السودان.. لم يزد رد فعل الخرطوم على الأمر بتشكيل لجنة تحقيق لن تعلو عينها على حاجب سلطانها لتمييع ودولبة القضية.. الأمرّ من ذلك أن ساسة المعارضة لم يزيدوا على أن طالبوا بتحقيق يقوم به الجاني على نفسه، أو رفضوا مجرد صلاة الغائب على شهداء الثورة فقط لأنهم سقطوا في أقصي الهامش في نيالا ولم يسقطوا في الخرطوم.
الإتفاق الثاني:
الإتفاق المصاحب هو أن تقوم حكومة الجنوب (الذين بصق البشير في بئرهم وعاد اليوم ليشرب منها — الذين وصفهم بالأمس بالحشرات وعاد اليوم يخاطبهم بصفات التفخيم والتسييد) تقوم حكومة الجنوب بتقديم مساعدة مالية تمثل ثلث قيمة الفجوة الإقتصادية لحكومة الخرطوم (لمنع الإنهيار الإقتصادي للسودان!!؟) بما يعادل 3 مليار و28 مليون دولار على مدى ثلاث سنوات وستة أشهر، على إن يقوم المجتمع الدولي بتقديم الثلث الثاني وتتكفل الخرطوم بما تبقى. بمبرر أن السودان فقد 75% من عائدات بتروله ولأنه يعاني من فجوة إقتصادية.
الشاهد أن هذه المساعدة ليست للشعب السوداني وإنما للمؤتمر الوطني بالطبع. فتفادي الإنهيار ليس معني به الشعب فهو منهار أصلا وإنما الذي وصل حافة الجرف الهار اليوم هو المؤتمر الوطني ولو دفعه الأعزاء في الجنوب نحو السقوط لكان خيرا لهم من أن يسندوه إلى حين لن يطول.
واقع الأمر أن هذا المبلغ هو عبارة عن مقابل لرضوخ حكومة المؤتمر الوطني للشروط السابقة لعملية التوقيع على هذا الإتفاق وهي الإتفاق الأمني، ترسيم الحدود، منطقة أبيي، وضمان حرية التنقل لمواطني الجنوب كأهداف (إستراتيجية) لحكومة الجنوب. هذه الشروط لم تضمن في هذا الإتفاق إلا أنها ضمنية للتوقيع الذي يسبقة إجتماع البشير وسلفا في أديس خلال الشهر القادم والذي يسبقة كذلك إجتماع المفاوضين مرة أخرى بأديس لإكمال تفاصيل هذا الإتفاق وتوقيع الإتفاقات الأخرى كخطوة لا بد منها لفتح صفحة جديدة للعلاقات مع السودان أو مع المؤتمر الوطني إن صح التعبير..
الإتفاق الثالث:
وهو غير مضمن في بنود الإتفاق بين شريكي الأمس وما نشر عنه، فحواه أن هذه الثورة السودانية التي بدأت بجامعة الخرطوم وعمت معظم مدن وقرى السودان، قد وضعت إتفاقا غير مكتوب بين كل السودانيين المتطلعين للحرية والسلام والعدالة الإجتماعية، ينص على أن على كل متخاذل أن يقف في صف المؤتمر الوطني ليذهب معه إلى مزبلة التاريخ غير مأسوفا عليه. فإذا أعلن المتمهدي بالأمس أنه حليف للنظام، وأثبت ديناصورات المعارضة أنهم على غير القدر المنوط بهم من المسئولية، فلن يضير الثورة أن تكتشف أن هناك من يتواطأ عليها (وبالضرورة على كل الشعب السوداني) حرصا على مصالحه لا مصلحة الشعب السوداني. فحوى هذا الإتفاق أن وحدة غير مسبوقة تبدت إمكانيتها بالدعم التلقائي غير المسبوق للتظاهرات التي تحولت إلى ثورة شاملة. وحدة إستطاعت أن تجمع بين كل السودانيين (الشرفاء) بلا إستثناء.. وستمضي رغما عن كل هذا التساقط لصناعة تاريخ يشرفنا أن نكون جزءا منه وشهداء عليه.
المجد والخلود لشهداء الحرية والعدالة – الحرية للمعتقلين الشرفاء في زنازين النظام – النصر للشعب السوداني هازم الطغاة
هشام عبيد يوسف
ناشط حقوقي – أوسلو/ النرويج
[email][email protected][/email]
مبروك لكلنتون على هذه الخطوة وبالفعل ستضاف الى رصيدها السياسي .. بالنسبة للسودانيون (الحكام) انفسهم فى الدولتين نامل ان يستفيدو من هذا الدرس والاتجاه للتنمية بدلا من تبديد الاموال فى الحرب .
الله يصلح الحال
لماذا دائما نتظر المجتمع الدولي في حل قضاياالعالقة.في حين دولة جنوب السودان طرح تلك الحلول قبل مجيئ كلينتون الي جمهورية جنوب السودان.
عناد مؤتمر الوطني سيؤدي الي ضياع شعب شمال السودان.
حكومة جنوب السودان تعلم يتعب الذي يعيشه شعب شمال السودان نتيجة ظلم مؤتمر الوطني,لذا قدم منحه تقدر 3مليارات الدولارات لانقاذ شعب شمال السودان من موت محقق من الجوع.
يجب أن لا ننسى أن هذا الاتفاق الذي سيمد المؤتمر الوطني بالمال هو أيضا سيمد الجركة الشعبية بأموال اكثر و في الحقيقة الخصم السوداني الوحيد الذي استطاع أن يكسب المعركة ضد المؤتمر الوطني حتى الان هو الحركة الشعبية فهي كسبت دولة كاملة و ثروة بترولية و قبل ذلك الراحة من الحرب و القتال
يعنى الجنوبيون حاينسونا وباعونا للمؤتمر الوطنى ولا شنوا !