تأديب الصحافة.!

لم يتبق للسلطة إلا أن تُعلق ما تبقى من صحافة على حبل مشنقة، وتحرر شهادة وفاتها، وتدفنها.. ظلت الصحافة طوال الشهور الماضية تتلقى الضربات من كل الجهات، كل طرف يحملها مسؤولية ما وصلت إليه الأوضاع، الصحافة هي سبب فشل الحوار، الصحافة تتحمل مسؤولية الحرب التي تدور في أطراف البلاد، الصحافة هي سبب ارتفاع الأسعار، الصحافة تهوّل الأحداث، وتصنع من (الحبة) (قبة).
استوقفني حديث لأحد نواب البرلمان يُحرض فيه السلطات على اتخاذ الإجراءات اللازمة ضد الصحف، التي عدّها النائب أنها تكتب ما تريد، وتنتقد القيادات، “يحدث هذا دون إيقاف لصحيفة بسبب كتاباتها أو حتى الحديث معها”، ثم تابع إن الصحف باتت أكثر من (الركشات)!.
ما استقوت السلطة التنفيذية على الصحافة وغيرها إلا عبر هذا البرلمان، الذي لا يحمل من اسمه شيئا- تخيّل- أن نائب برلماني يُحرض على الصحافة، ويدعو إلى تأديبها!، يبدو هذا غريباً على نحو لافت.. لكنه يشبه- تماماً- حالنا، ويتسق خطاب هذا البرلماني مع المشهد العام!.
البرلمان ظل يشكو الصحافة كثيراً، ويعدّ أن الصحافة تستهدفه، قبل فترة اتهم رئيس لجنة الأمن بالبرلمان بعض كتاب الأعمدة بالتحريض، ومهاجمة الجيش، وازدراء انتصاراته.. رئيس البرلمان- نفسه- سبق أن هدد الصحافة إذ قال مخاطباً إياها: “احذروا غضب الحليم”.
كل ذلك والمصادرات العقابية لم تتوقف، بل ارتفعت وتيرتها كلما اقترب الحوار من نهاياته؛ ولأن كل السلطات متسقة في خطها العام، أصبحت- جميعها- توجه مدفعياتها تجاه الصحافة، فليس من مصلحة أي منها أن تدعو، أو تتبنى صحافة مستقلة قوية؛ لأن الكثير من القائمين على أمر هذه السلطات لم يصلوا إليها بمؤهلات تضعهم في هذا المكان.
حسناً- من السهولة أن تصبح الخرطوم في يوم ما بلا صحيفة، ومن السهولة أن تتخذ المؤسسات المعنية قرارات بإغلاق كل الصحف بدعاوي الأمن القومي، أو أي من المصطلحات المطاطية، ومن السهولة أن يخلو المشهد من أية صحفية أو صحفي.. لكن يبقى السؤال قائماً.. هل حُلت الأزمة؟.
الصحافة لا تصنع الأزمات من بنات أفكارها، هي- فقط- تحاول أن تعكس جزءا من الواقع.. اتركوا الصحافة في حالها، وأنجزوا مهامكم التي وصلتم إلى كراسيها باسم الشعب.. لو تحمل كل مسؤول مسؤوليته كاملة.. الصحافة لا تأتي بشيء من عندها، إنما هي أعمالكم.. السلطة التي لا تكتفي بخشيتها من الصحافة، وتسعى إلى تحويلها إلى مجرد كُتاب يصفقون للحق والباطل، ليست جديرة بالبقاء.

التيار

تعليق واحد

  1. عوافي الكاتبة الحديدية برلمان نوابه اميين والمتعلم بشهادة مزورة كيف يقبلو النصيحة فاقد الشي لايعطيه ودائما الظالم مابتقبل النصيحة اذا كان متعلمين لكان عرفو الصحافة هي السلطة الرابعة .ناس اطلعو لينا ولحس الكوع ونطلع زيتو دي الفاظ مسؤلين متعلمين يخاطبو بيها الشعب الله يرحم السودان..

  2. والله أمر غريب مابقى للحكومة أن تقول إلا أن الصحافة هي الواتساب هي الفيس بوك هي تويتر دعوها تقول ما تشاء لان الحكومة فشلت في كل شيء وتريد ان تستمر بعد ان ضيعت البلاد وشردت الناس. ليس للحكومة ناهي ولا وازع فانها تفعل بطشا كل ما تريد وعليه البشير ونظامه منتهي ويتكيء على منسأة مأكولة القاعدة فعند وجود وحدة لقوى نقابة مهنية ممكن ان تكون بديلة لكل أحزاب الفكة والتفكك التي لا خير فيها, النظام فاقد للسند الشعبي والسند الاقتصادي لا ينجح طالما يصرف النظام فقط لجنود وحماة نظام الفساد. ملخص القول الشارع جاهز ولدينا ارث ثوري بديل لاحداث التغيير والعصيان المدني قد وضع الناس في المسار الصحيح للتغيير.
    خلاص اصبروا البشير يتهاوى من كثرة فساده وعفونته

  3. شكرا للاستاذة شمائل رائع والاروع مايلي:
    اتركوا الصحافة في حالها، وأنجزوا مهامكم التي وصلتم إلى كراسيها باسم الشعب.. لو تحمل كل مسؤول مسؤوليته كاملة.. الصحافة لا تأتي بشيء من عندها، إنما هي أعمالكم.. السلطة التي لا تكتفي بخشيتها من الصحافة، وتسعى إلى تحويلها إلى مجرد كُتاب يصفقون للحق والباطل، ليست جديرة بالبقاء.

    بصراحة الحكومة وبرلمانها وكلهم بلا مؤاخذة ( بايلين في لباساتهم)هؤلاء وحوش وزبالةولكنهم انجاس فماذا نتوقع منهم؟!!!!!!

  4. الاستاذة شمائل

    تحيات طيبة عطرات و كل عام و انتم بخير.

    الصحافة ، الفن ، السياسة و الدين نفسة يذدهر مع الحريات و الحال كذلك فان التعامل مه هذا النظام او نصحة لا يجدي فتيل، لانه نظام فاشل كل الفشل من كل النواحي.
    يمكنك مطالعة احد كتاب الانقاذ عادل الباز و هو يكتب ارحل لانه لا امل.

    لماذا لا يقوم الصحافيون بتبني اعتصام مدني من خلال صفحاتهم في الفيس بوك و الواتساب لنعجل برحيل هذا النظام لان في بقاءة كل الشقاء.

    و دمتي بخير

  5. نتيجة حتمية للفشل و الفساد و الاستبداد و ضيق الافق و انسداد البصيرة — نتيجة لذلك كله من الطبيعي ان تصاب حكومة الانقاذ و مؤسساتها الكرتونية بمتلازمة ( صحافافوبيا ) و هو مرض عقلي يصيب الحكام في الانظمة الشمولية و الديكتاتورية و الفاشية — و من اهم اعراضه خوفهم الشديد من الصحافة الحرة المستقلة و كراهيتهم الظاهرة للصحفيين الشرفاء —
    و للاسف عزيزتي الفاضلة كاتبة المقال لم يكتشف الطب الحديث علاجا ناجعا لمتلازمة ( صحافافوبيا ) حتى الان — و لكن ننصحهم بالتوجه الي الطب الشعبي و الاعشاب و الحجبات و بلة الغائب —

  6. عوافي الكاتبة الحديدية برلمان نوابه اميين والمتعلم بشهادة مزورة كيف يقبلو النصيحة فاقد الشي لايعطيه ودائما الظالم مابتقبل النصيحة اذا كان متعلمين لكان عرفو الصحافة هي السلطة الرابعة .ناس اطلعو لينا ولحس الكوع ونطلع زيتو دي الفاظ مسؤلين متعلمين يخاطبو بيها الشعب الله يرحم السودان..

  7. والله أمر غريب مابقى للحكومة أن تقول إلا أن الصحافة هي الواتساب هي الفيس بوك هي تويتر دعوها تقول ما تشاء لان الحكومة فشلت في كل شيء وتريد ان تستمر بعد ان ضيعت البلاد وشردت الناس. ليس للحكومة ناهي ولا وازع فانها تفعل بطشا كل ما تريد وعليه البشير ونظامه منتهي ويتكيء على منسأة مأكولة القاعدة فعند وجود وحدة لقوى نقابة مهنية ممكن ان تكون بديلة لكل أحزاب الفكة والتفكك التي لا خير فيها, النظام فاقد للسند الشعبي والسند الاقتصادي لا ينجح طالما يصرف النظام فقط لجنود وحماة نظام الفساد. ملخص القول الشارع جاهز ولدينا ارث ثوري بديل لاحداث التغيير والعصيان المدني قد وضع الناس في المسار الصحيح للتغيير.
    خلاص اصبروا البشير يتهاوى من كثرة فساده وعفونته

  8. شكرا للاستاذة شمائل رائع والاروع مايلي:
    اتركوا الصحافة في حالها، وأنجزوا مهامكم التي وصلتم إلى كراسيها باسم الشعب.. لو تحمل كل مسؤول مسؤوليته كاملة.. الصحافة لا تأتي بشيء من عندها، إنما هي أعمالكم.. السلطة التي لا تكتفي بخشيتها من الصحافة، وتسعى إلى تحويلها إلى مجرد كُتاب يصفقون للحق والباطل، ليست جديرة بالبقاء.

    بصراحة الحكومة وبرلمانها وكلهم بلا مؤاخذة ( بايلين في لباساتهم)هؤلاء وحوش وزبالةولكنهم انجاس فماذا نتوقع منهم؟!!!!!!

  9. الاستاذة شمائل

    تحيات طيبة عطرات و كل عام و انتم بخير.

    الصحافة ، الفن ، السياسة و الدين نفسة يذدهر مع الحريات و الحال كذلك فان التعامل مه هذا النظام او نصحة لا يجدي فتيل، لانه نظام فاشل كل الفشل من كل النواحي.
    يمكنك مطالعة احد كتاب الانقاذ عادل الباز و هو يكتب ارحل لانه لا امل.

    لماذا لا يقوم الصحافيون بتبني اعتصام مدني من خلال صفحاتهم في الفيس بوك و الواتساب لنعجل برحيل هذا النظام لان في بقاءة كل الشقاء.

    و دمتي بخير

  10. نتيجة حتمية للفشل و الفساد و الاستبداد و ضيق الافق و انسداد البصيرة — نتيجة لذلك كله من الطبيعي ان تصاب حكومة الانقاذ و مؤسساتها الكرتونية بمتلازمة ( صحافافوبيا ) و هو مرض عقلي يصيب الحكام في الانظمة الشمولية و الديكتاتورية و الفاشية — و من اهم اعراضه خوفهم الشديد من الصحافة الحرة المستقلة و كراهيتهم الظاهرة للصحفيين الشرفاء —
    و للاسف عزيزتي الفاضلة كاتبة المقال لم يكتشف الطب الحديث علاجا ناجعا لمتلازمة ( صحافافوبيا ) حتى الان — و لكن ننصحهم بالتوجه الي الطب الشعبي و الاعشاب و الحجبات و بلة الغائب —

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..