مقالات وآراء

الزمن الرجيم

شُكْراً لكم .. على نُبْل التبريكات ، وصِدْق المشاعر .ولذلك دائِماً ، وبِرَغْمِه أيضاً ، ومَرَّةً أُخْرَى , سأكتب لكم ، وللوطن ، وعن الأدب ، وللأجيال القادِمة ، وللمجد والحُرِيَّة .. حتى لا ينْقُصُكُم إلا البَلالايْكا .
والشُكْر موصول ,, أيضاً ودائِماً ,, ..لِكُلِّ من غلَبَتْهُ نفسُه .. وأعْياهُ حِقْدُه أنْ يقولَ لنا; { مبروك }.. الشُكْر يمْتَدُّ إليه بوَجْهٍ من الوجوه ، وبمعنىً من المعاني .. كَوْنَه يُقَدِّم فكرة .. يُهْدِي مادة للتأمُّل ..ويزيد رصيدَنا من الطاقة القابِضة على جمر الإنسانية .. كالَّذِي قالَ مولانا ; ومَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ ، فَأُولَئِكَ هُمُ المُفْلِحُون !! ..
في الَّذِي يلي .. أعرض ، ونقرأ سَوِيَّاً افتتاحية ,, الزمن الرجيم ,, .. فإليْها : ——–
في احدى ليالي شهر أغُسْطُس .ذاتَ عامٍ بَيْنَ أعوامٍ كثيرة ، كانت الكائنات تتنفَّسُ بصعوبة في زاوِيةٍ مُهْمَلة من زوايا الخُرْطُوم .وكانتِ الخُرْطُوم مُرْغَمة على الهجوع في وقتٍ أبْكَر من المعتاد بسبب حَظْر التجوُّل التي فرَضَتْه السلطات لدواعٍ أمنية ..وكانتِ الأمطارُ أحالتِ الأرْضَ إلى مستنقعات ، والسُحُب تزيد وَجْه الأرض ظلاماً على ظلامِه ، والجَوُّ حارَّاً حرارةً مُظْلِمةً ذاتَ وَهَج .. تقْتُلُ في الأرضِ نبضاتِ الحياة..
الشوارعُ كانت خالِية ..إلا من بعض البُؤساء ، وإلا من سماح البدري .. تصرُخُ صراخاً مُرْعِباً ، تَظُنُّ من يسمعُه أنَّهم يضربون أحَداً ..
الدَّم قُصَادُو الدَّم ما بَقْبَل الدِيِّة
إنَّها تهتف دائِماً هكذا ..وتصرخ وتتشَنّج بطريقةٍ هستيريَّة حتى تتضَرَّج بالدموع والدم ، وتسقط فاقِدةً لوَعْيِها ..
دَمَّ الشهيد بى كم ولّا السؤال ممنوع
يا للمسكينة .. الحقُّ معها .. لقد نَفَدَ ابْنُها من مجزرة فض اعتصام القيادة العامَّة برصاصةٍ تلقَّاها في كتفه ، وأُخْرَى في رِجْلِه ..وبينما كانَ في المستشفى يتلقى العلاج – وكانَ قد تماثَلَ للشفاء – اختفى في ظروفٍ غامِضة !! .. وسماح تعتقد أنَّ ذات الكائنات الرجيمة التي ارتكبت جريمة مجزرة القيادة على مَرْأىً ومسمع من قوات شعبنا المسلحة ، هي التي لاحقت ابنَها ، واختطَفَتْه من داخل المستشفى ! .. وهِيَ تَظُن أنَّهُم أوْثَقُوه بالحبال ، وربطُوا في وسطه صخرة ، وألْقَوْهُ في النيل حَيَّاً .. كما فعلوا بالمئات من رفاقِه الثُوَّار ..
الدَّم قُصَادُو الدَّم ما ح قْبَل الدِيِّة
” كانَ ولدَها الوحيد .. كانَ أَوْضَحَ إداركٍ لليقين حَقَّقَتْهُ في حياتِها ، وحِينَ تهجع الخلائق تتكِّئ على جدارٍ قديم ، متطلِّعةً للا شئ .. كَناسِكٍ في الليل أمام مصباحٍ يُصَلِّي .. تُصَلِّي للا شئ كما يُصَلِّي غيرُها لما لا تدري ، عسى ذاكَ يُعَلِّمُها كَيْفَ تفعل .. ” .
وهناك أمام أحد البيوت ، بحَيِّ الخرطوم شرق، رجُلان كانا يحتسيان الخمر . أمَّا أحدُهما – الأقصر قامة، والذي عادَ من حرب الجنوب ناقِصاً احدى ذراعَيْه – كانَ قد لَفَّ ساقاً على ساق ، ويشتم ظروف الحياة . أمَّا الآخَر ، فقد كانَ قد سَكِرَ قليلاً ، فتذكَّرَ دونَ أنْ يعرف السبب حادِثةً ما .. فقال : ( إنَّ عبدَ السلام كانَ يجب طَرْدُه من الحَيِّ بمُجرَّد أن تَعَلَّم المَشْي !! . ) .

“شُكْرِي”
شكرى عبد القيوم

[email protected]

تعليق واحد

  1. شُكْرِيٌ هل هذا أنت حقاً؟ أم كنتَ تكتُبُ بصورةٍ مستعارةٍ كما نعلِّقُ نحن بأسماءَ مستعارةٍ !؟

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..