ارحمونا ..!!

أجــندة جريــئة.

ارحمونا ..!!

هويدا سر الختم

أرجو أن تكون أخيراً فهمت حكومتا دولة السودان ودولة جنوب السودان أن المكايدات السياسية لا تثمر إلا الخراب.. وأن شعب البلدين وحدهما من يدفعون فاتورة الحروب وعلى أقل تقدير الخسائر الاقتصادية الفادحة التي تنتج من (قوة الرأس). اتفاقية الحريات الأربعة ستضاعف أرقام الحريات الأخرى ببناء جسور الثقة مع مواطني دولة جنوب السودان الذين جرح خاطرهم بصور متعددة منذ انفصال جنوب السودان وقيام دولة الجنوب الحديثة.. وذلك قبل عبور حكومة دولتهم من ذات الجسر.. وهذا من شأنه أن يمهد الطريق أمام حلحلة القضايا العالقة -البترول والمناطق الحدودية- فهذه القضايا باتت تشكل هاجساً كبيراً للحكومتين وشعبيهما وحتى للمراقبين من داخل وخارج الحدود.. شيء آخر أكثر أهمية.. المنافع المشتركة بين الدولتين.. فمن الناحية الأمنية دولة جنوب السودان تعتبر معبراً استراتيجياً يسهل من خلاله استهداف شمال السودان -قبل أن يرتد طرفه- في ظل القدرات العسكرية العالية (للبالي بالكم).. وبالتالي نحتاج إلى تحالف قوي مع دولة الجنوب نؤمن من خلاله حدودنا الجنوبية.. الأمر الآخر وفي تقديري أيضا قضية أمنية لا تقلّ حساسية عن تأمين الحدود.. التحالف الاقتصادي.. وكلنا يعلم حجم النشاط الاقتصادي الذي يمكن أن يربط بين الدولتين ابتداءً من البترول إلى التبادل الزراعي والصناعي وتنشيط الملاحة النهرية التي لم يستفد منها منذ فترة ما بعد الاستقلال وحتى الآن.. ثم قضية المياه التي أصبحت الآن تتصدر أجندة دول حوض النيل وتجتذب مطامع الدول الأخرى، وتعتبر دولة جنوب السودان بوابة عبور المياه لدولة شمال السودان.. فحرب المياه قادمة ويتم التبشير لها منذ أمد بعيد وقد اقترب الميعاد. الدولتان كل منهما تحتاج إلى الأخرى بذات القدر حتى يمكنهما الخروج من عنق الزجاجة.. فالوضع الاقتصادي الضاغط الذي تمران به يشكل تهديداً كبيراً لحكومة الدولتين.. وكذا التهديدات الأمنية على المناطق الحدودية والتي يمكنها الانتقال إلى داخل المدن الكبرى بهما.. فالشعبان شربا كؤوس المر والهوان طيلة سنوات الحرب بين حكومة شمال السودان والمتمردين في أحراش الجنوب، وتعاقبت أجيال على هذا الحال، ولا تزال الحرب دائرة حتى بعد توقيع اتفاقية السلام، ومن ثم انفصال جنوب السودان ليصبح دولة كاملة السيادة.. فكثرت من بعد ذلك المفاوضات وتعدد الوسطاء، وفي كل جولة كانت تصعد أنفاس الشعبين قبل أن تهبط بإحباط شديد بعد فشل الجولة، فتذهب بعض الأنفاس دون عودة، وفي كل جولة يكون هناك ضحايا ربما ليس بالأثر المباشر للحرب.. غير أن هناك أسباباً كثراً غير مباشرة، بيد أنها ألعن من الحرب نفسها.. خلال سنوات ماضية كانت تنحصر في مناطق العمليات والمناطق الحدودية التي لا يتسع صدرها لاحتضان الفارين من الحروب.. الآن توغلت إلى أواسط المدن الكبرى وارتفع الثمن كثيراً عن ذي قبل. الآن وقد اتخذت الحكومة القرار الصحيح المنتظر.. نتمنى ألاّ تتراجع، وأن تحقق نجاحاً مماثلاً في القضايا الأخرى العالقة.. وعلى حكومة دولة الجنوب يقع ذات العبء في المضي قدماً دون توقف حتى تنام هذه الشعوب قريرة العين.. الأمر يحتاج إلى قليل من التنازل من كل طرف.. والالتقاء في منطقة وسطى لتنطلق منها صافرة الحكم ليعلن بداية الانطلاقة الحقيقية نحو الاستقرار والتنمية والسلام الحقيقي الذي لم يأتِ بعد.

التيار

تعليق واحد

  1. يا استاذة يعني لسه بتكتبي مع التيار و مادايره تلملمي عفشك .‏. والله خايفك يجي بكرا و تندمي ولا عندك استعداد و ناوية تقدمي تنازلات؟؟ البشمهندس بحترم مصالحو فقط يا استاذه و لو بكرا بقيتي ضدها بسبب او بقرار من جهاز الامن اسهل قرار ممكن يتخذو انو يشوتك من طريقو .. احترامي لقلمك و لكن حذاري من اللعب بالنار

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..