أخبار السودان

رفيدة ياسين تكتب: يجمعنا الألم

إلى كل من لا يعرفون شيئا عن الأوضاع في السودان ويكررون على آذاننا تحذيرات ونصائح من تكرار ما يجري في ليبيا والعراق وسوريا وما إلى ذلك من أسطوانات مشروخة ومحفوظات يتم ترديدها دون فهم:
فلتعلموا أننا لم نعرف كسودانيين الأمن والأمان منذ أن اعتلى نظام البشير سدة الحكم عام ٨٩،
ما يجري الآن في العاصمة الخرطوم من قتل واعتقال وترويع وتعذيب وبيوت أشباح كان يحدث على مدار السنوات في جنوب السودان وفِي دافور وفِي جبال النوبة والنيل الأزرق الخ،
بأم عيني بحكم مهنتي كصحفية ميدانية شاهدت ما لا تصدقه عين من جرائم بشعة في دارفور شاهدت في القرى المحترقة بقصف طائرات النظام بقايا الجثث على قارعة الطريق،رائحة الموت أزكمت أنفي في العديد من القرى والمدن حتى الآن تطاردني في أحلامي تلكم المشاهد وحتى الآن كل عطور العالم ليس بمقدورها أن تزيح من أنفي ولا حتى من ذاكرتي تلك الرائحة البشعة وعرفت ذلك في دارفور قبل أن أشاهده في سوريا وليبيا والعراق عندما قمت بتغطية الأحداث هناك،
لم يكن يصدقنا أحد حينها عندما كنا نحكي ما نعرف من انتهاكات وقصص مروّعة عن القتل والاغتصاب والحرق والتدمير واقتحام البيوت،
بل كانوا يرونه ضربا من ضروب المبالغة والخيال لأنهم لم يَرَوْن ذلك في المركز بصورة واضحة ربما إلا في أحداث سبتمبر عام ٢٠١٣،ما يحدث الآن في العاصمة الخرطوم من بلطجة حدث من قبل في أنحاء متفرقة في السودان ببساطة لم يسلم منهم أحد فقط عزاؤنا رغم دواخلنا المهترئة الآن أننا توحدنا وأدركنا ما كان وما زال يجري حتى الآن من عبث ويجمعنا سويا هما واحدا وتربطنا مظالم مشتركة عنوانها العريض الألم …!!

فيسبوك

‫2 تعليقات

  1. تسلمي يا أستاذة … والله فعلا دا ابلغ رد على الأسطوانة المشروخة والفزاعة المكررة سواء من الداخل او الخارج … لو الحكومة سقطت ح يحصل ليكم … وح يحصل ليكم … كلام سمج وممجوج كله نتاج عدم دراية او في بعض الاحيان دراية بفعايل الإنقاذ التي يندى لها الجبين.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..