الذين عمرو العالم .. والذين دمروا الأوطان ..

عندما تسقط العقول في مواضع الشهوات لتنتفخ بالتحفيز لغزوات الخلود الذي يتصور الجهلة أن جواز السفر اليه هو الموت ..ولكن لغيرهم ممن يغسلون أدمغتهم بوهم المتعة في عالم الغيب الذي لا يعلمه إلا الله .. بينما هم يريدون لآنفسهم طول العمر للتمتع بما في الدنيا من نشب و حسان .. هنا تكمن المأساة و يظل الفرق شاسعاً .. بين شباب يعد نفسه لتعمير الحياة .. وآخر يبيد الآخرين و يهلك نفسه بسلاح التضليل ليعمّر المقابر !
خلال الربع قرن الآخير من هذا الزمان .. طرأت على العالم ثورة علمية جعلته كله بكل حجم كرته الأرضية وسعة فضائه أسيراً بين أنامل حتى أطفال الخامسة في أفقر بلاد الدنيا ..!
تصور هذا العالم بدون لاري بايج وسيرجي برين مقترعي القوقل أو بيل جينس وبول الان مؤسسي المايكروسوفت.. أو ستيف جونز الذي أنشأ آبل .. وماذا لو أن الشاب مخترع الفيس بوك مارك زاكبيرغ قد كان طالباً في إحد الجامعات التي تُربي فيها عقلية التفاهم بالسيخ والسكاكين والتي يخطب فيها آئمة يبشرون الطلاب بأن من يقتل أمريكياً سينال من بنات الحور مائة واربعين .. أما من يقتله أمريكي فله في آخرته مثل هذا العدد مضاعفاً !
نعم نحن نعلم أن لآمريكا وغيرها من الدول القوية أو الغنية أو حتى إسرائيل المارقة لها مطامعها ومصالحها التوسعية والإمبريالية التي تدفعها الى تقطيبات مؤلمة يكون لها ضحاياها في بلاد آخرى تنفق فيها المليارات المؤلفة لتجيش آلة حربها اللاعقلانية والظالمة !
لكنها في ذات الوقت ترصد عشرات الأضعاف من هذه المليارات للتعليم وتطوير البحث العلمي .. الذي يمتطي ثمراته علماء التجهيل عندنا سيارات و يستخدمونه كأجهزة حاسوب محمولة أو ثابتة ويلبسونه ساعات فاخرة في معاصمهم اليمنى من قبيل إعلاء سنة التيامن .. و يفتون بصحة الزواج ولو دون علم الطرف الثاني فيه أوالطلاق لا لذنب إلا لآن المسكينة قد غشتها تجاعيد الزمن فوجب إستبدالها بطراز أحدث ،ولا باس أن يتم ذلك عبر الهاتف الجوال وهو ذاته الذي صنعه الكفار الذين سيدخل من يقتل بريئهم أو يقتله لئيمهم الجنة حسب فتاوي تلك المنابر المنفلتة في هذا العهد
ورئيسه الدائم وقد قضى ذات ربع القرن الذي نهض فيه العالم بهمة شاب مثل مؤسس الفيس بوك العشريني ..
هاهو يخطط من جديد ليصبح الزعيم الأوحد أو ملكاً يرفض الرحيل بعد كل دماره للوطن أرضاً وشعباً وقيماً أخلاقية و تدنٍ في التعليم و طرداً للكفاءات أو قتله لمن قال لا أو حبسه لمن نطق بكلمة كفى.. و سوءاً وتردياً في القليل الذي بناه بمونة الفساد من جسور لم يمضي عليها عقدٌ من السنوات فقط ولكنها لم تستعصي في النخر على أضعف مخلوقات الله وهي الفئران .. فيما جسر أم درمان الذي إستجلبه الإنجليز مستعملاً من الهند منذ مايقارب القرن ظل ثابتاً دون أن ترتخي منه صامولة واحدة .. بل وظل ينحني باسطاً ً ذراعيه بكل عنفوان الشباب بين الفينة والآخرى رافعاً قبعته للسفن التي تمر من تحته منفتحا بتلك الآلية التي لم تصدأ .. ويحتمل من الحر كة على مدار الساعة أضعاف ما تتشقق له شوارع دفن الليل ..!

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. صديقي العزيز/ برقاوي
    لك مني خالص التحايا والود .. والله طبعاً هذا المقال وكل مقالاتك ما فيها أي كلام، وكنت أتمنى أن أعلق لكن أحسن أرد عليك بمقال.. في مقبل الأيام.
    دمت مبدعاً كبيراً

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..