مكونات الغذاء،،لا الخبز وحده

لا حديث للناس في هذه الأيام سوى الخبز وأوزانه والقوت وارتفاع أثمانه ورفع الدعم وأشجانه وتقاوي القمح واستخزانه وهوان المواطن وامتهانه واحتدام القتال وأوانه والصراع السياسي ورهانه والدولار الذي أطلق عنانه والجنيه وكربة زمانه، لكن رغم ذلك تدور عجلة الحياة بذات إيقاعها الرتيب لتجد المتأثرين بهذه الحزمة السالبة يمارسون حياتهم المعتادة صاغرين ببدائل مبتدعة وضوابط مخترعة كأنما كل هذا الطرق يتم في حديد بارد. فالذي كان يقتات ثلاث وجبات قلصها إلى اثنتان ومن كان أصلاً خارج منظومة الثلاث إعتمد على واحدة، ومن كان ينّوع في أطباقه إكتفى بما قل ثمنه دون خيارات ومن كان صاحب مكيفات أقلع عنها لأن كوب الشاي أو القهوة في العراء وتحت ظلال الأشجار تدلل وغلا ثمنه، وحتى من كان يثرثر هاتفياً لجأ إلى ثقافة إختصار القول أو (المس كول). فإن صح لنا أن نصنف هذا الشعب الفريد لوضعناه على رأس قائمة الشعوب الماصة للضربات الموجعة مثل أبطال المصارعة الذين عندما تسيل دماؤهم تزيدهم صموداً وعناداً فلا يستسلمون للهزيمة التي تعد عيباً كبيراً. وشعب بهذه القدرات من المفترض أن يكافأ على صبره وقوة تحمله لا أن يضام ويستغل صموده لمزيد من الضربات.

عندما تم رفع الدعم عن المحروقات وترتب على ذلك زيادة في رسوم النقل والخدمات وصاحبها ارتفاع جنوني متوقع لكل أسعار السلع حتى تلك التي ظلت حبيسة المخازن منذ عهد غابر، ظننت أن تلك الزيادات الاستنزافية لمداخيل الغالبية العظمى ستعيق حياة المرء، لكنها سرت بلا إعتراض. فما أن ترغب في شراء سلعة وتعلم بسعرها الجديد، لا تملك إلا القبول طائعاً مضطراً إذ لا جدوى من البحث عن بائع بديل لأن هناك جهة تتحكم في تحديد الأسعار مستفيدة من سهولة الاتصالات الهاتفية بين التجار. ومن وراء ستار الإقتصاد الحر وارتفاع الدولار، الذي صار شماعة لكل صاحب سلعة أو خدمة، يجني كثيراً من التجار أرباحاً خرافية في وقت وجيز خاصة واننا قوم لا يلجأ للمفاصلة إلا في سعر الكماليات بينما يستجيب ويقبل ببساطة سعر الضروريات ويصدق إدعاء التاجر بأنة استجلب السلعة الضرورية للحياة من الموزع أو تاجر الإجمالي عالية الثمن.

ولما كانت هناك سلعاً ترتبط بحياة الإنسان يتوجب التركيز عليها لا أن يكون همنا الأول والأخير زنة الخبز وعدد القطع المباعة تاركين الحبل على الغارب للتجار الآخرين لكي يمتصوا دماء المشترين من خلال سلع أخرى لو تمت مقارنة الفارق بينها وبين جرامات الخبز لكان مذهلاً. إن القائل بأن ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان لم يقصد خبز الأفران المطلق وإنما قصد كل معينات الغذاء، مما يجعل الإلتفات لمكونات المائدة كلها ضرورة. ومع أن مواقع البيع الحكومية للسلع الإستهلاكية تسعى للمنافسة وضبط الأسعار إلا أنها ليست كافية ولا تنتشر انتشاراً يغني عن جشع التجار العارضين في كل المناطق التجارية والسكنية. لذلك لابد من رقابة نافذة تضمن ثبات الأسعار ومعاقبة من يتجاوزها، الشيء الذي يتطلب من المشترين تمسكاً بحقهم في الشكوى والملاحقة دون مجاملة أو وجل. على سبيل المثال إن سلعاً مثل السكر والألبان ومستخرجاتها والدواجن والبيض واللحوم وتوابعها والخضروات وما يدور في فلكها تشهد هذه الأيام تصاعداً في أسعارها دون أن يعترض أحد على ذلك لأنك إن لم تقبل سيأتي شخص آخر يقبل بسعرها الجديد حامداً وشاكراً لدرجة تجعلنا نسلم بأن التفاوت الطبقي شيّد حائطاً عازلاَ لا تستطيع الطبقة الدنيا والطبقة الوسطى، إن وجدت، تسلقه. فهل سيظل العاجز وراء الحائط قانعأً بوضعه يبتدع الحيل ويحلب المستحيل ويريق ماء الوجه لكي يحوز على ما يسد رمقه .. وإلى متى؟

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. لقد زرت معظم دول العالم وتعرفت علي غذائهم وعاداتهم الغذائية؟؟؟ فأكاد أجزم بأن السودان يتمتع سكانه بأسوأ أنواع الغذاء في العالم وأسوأ العادات الغذائية للجميع تقريباً فقراء وأغنياء خاصةً في عهد عصابة الإنقاذ الفاسدة ؟؟؟ أولاً هنالك أكثر من 75% من السكان يعيشن تحت خط الفقر فلكم أن تتوقعوا كيف يتغذون ؟؟؟ والطبقة المتوسطة وهي لا تتعدي ال20% تقريباً بالكاد تجد ما يسد رمقها أما ما تبقي وهم نسبة 10% علي رأسهم عصابة الكيزان ومن حولهم من أقرباء ومنتفعين ومهرباتية وتجار خمور ومخدرات ودعارة وما خفي أعظم لا يعرفون أصول الغذا الصحيحة ؟؟؟ إنهم نهمين يأكلون أكثر من اللازم ويكثرون من اللحوم الحمراء والدهون والسكريات فتجدهم مصابين بالسمنة المفرطة وما يتبعها من أمراض كالنقرس والسكري وأمراض القلب وهلم جرررر ؟؟؟ الغذاء الآدمي لا جدال من أنه يتكون من الهرم الغذائي الذي ينقسم الي 3 مكونات 1-الفواكه والخضروات الطازجة 2-اللحوم والبيض والألبان ( كل الأغذية التي تحتوي علي البروتينات أي البروتين الحيواني والذي يوجد بالدواجن والأسماك واللحوم الحمراء والبيض وغيره والنباتي يوجد في البقوليات وأعلي نسبة توجد في فول الصويا علي عكس ما يشاع في السودان بأن الفول المصري غني بالبروتين ) 3- النشويات والتي توجد بالرز والخبز والمكرونة والبطاطس وغيره . هذا الهرم يحتاجه الإنسان حسب عمره فالطفل الذي ينمو يحتاج الي بروتينات وكالسيوم أكثر من الشخص المكتمل النمو ؟؟؟ والرياضي يحتاج الي طاقة أكثر من الخملة الذي لا يتحرك كثيراً ولذلك يحتاج الي نشويات وسكريات أكثر من غيره ؟؟؟ والذي يلتهم نشويات وسكريات لا يحتاجها تتخزن عنده في شكل دهون مضرة بالصحة والشكل ؟؟؟ لا يمكن لشاب في طور النمو أن يكون غذائه موية فول وخبز ( بوش) والآن طلاب الجامعات بالسودان إن وجدوه يكونوا محظوظين ؟؟؟ للأسف الشديد هنالك جهل بعلم تغذية الإنسان وعادات سيئة متأصلة عند الكثيرين ولا يودون تغيرها مها بلغوا من درجات في التعليم وأكاد أن أجزم بأن علماء التغذية بسوداننا الحبيب تغذون بنفس طريقة العامة ؟؟؟ الأطفال في السودان جزء منهم يموت وخاصةً في شرق السودان حيث يشربون كميات مقدرة من القهوة ليموتوا في عمر أقصاه 5 سنوات بفعل مادة الكافيين المركزة بالقهوة والتي تضر القلب والذي يعيش يكون مقزماَ ؟؟؟ ويمكن ملاحظة أن طلاب الجامعة الآن تعادل أطوالهم وأحجامهم أحجام طلاب المدرس الإبتدائية في الزمن الجميل ؟؟؟

  2. نحنا الآن فى محنة لو قلت لك تاخرنا 50 عاما للوراء لظلمت ذلك تلك تلاعوام ، لانه فى حقبة الستينات كان الناس لا يفكرون في “قفة الملاح” اجتازو تلك المرحلة و لديهم طموحات اخرى وتفرغوا لإشياء اخرى مثل التعليم والتنمية حنى يتقدم الانسان ويرتقى لمصاف الامم المتحضرة.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..