هذا الوزير .. الوالي

بعد عودتي للوطن بعد أربعة عشر سنة في المنفى، أخذني صديق في جولة حول العاصمة ..وكنت في حالة شوق لاتوصف .. ، في أول خاطرة أبديت أعجابي بالطرق التي تم رصفها، فضحك صديقي .. ، وقال لي : هل تعرف الشركة التي نفذتها ؟ قلت لا . قال : إنهاشركة أسرة الوالي .. ،
الله أكبر .. هذا أول الغيث .. قلت , ضحك صديقي وقال لي: هناك قصة تروي مفادها ان احد أقرباء الوالي أحيل للصالح العام .. طبعا .. لنزاهته ووطنيته .. ولم يتدخل الوالي ..الوزير .. وتركه يلعق أحزانه .. فلما ضاقت عليه الدنيا ذهب اليه يشكو هذه الحكومة التي تقطع أرزاق الناس .. وفصلته من العمل .. وإنه لا ينتمي لأي حزب سياسي .. ولا يعرف لماذا أحيل للصالح العام . لم يعلق الوالي وأكتفي بضحكته ” الترابية ” الساخرة .. ، وقال لقريبة تعال لي في المكتب غدا وعليك أن ترتدي أفخم الثياب ..ّ!! .
وحينما ذهب اليه قال له : ” خليك قاعد هنا .. لما يجوا الضيوف البره ديل .. خشمك ما تفتحه ” .. وأدخل الضيوف وبدأت المفاوضات حول صفقة ما .. وصاحبنا لا يفهم ما يدور من حوله من مشاحنات ومناطحات ومزايدات .. وحديث الارقام المليارية ..، وحينما أحتدم النقاش قال الوالي لضيوفه : “ده آخر كلام عندي .. ولو ما عاوزين أهو ده زولي قاعد وجاهز .. ” وألتفتو اليه ..ونظر لهم ولم يفتح فمه .. فهو مثل ” الاطرش في الزفه ”
وأنتهت الصفقة بالنجاح .. , وحينما خرجوا .. ، فتح الوالي دولابه وأخرج بضعة مليارات وقال لقريبة .. “هاك أمشي ..مهمتك انتهت أمشي اعمل ليك شغلة .. قال صالح عام قال ” .. !!
وحكت لي سيدة تعمل في مجال منظمات المجتمع المدني، وهي تقطن مدينة دار السلام غرب امدرمان قالت انها سعت مرارا للقاء الوالي السابق لكن سكرتاريته ظلت ترفض تحديد موعد معه .. تقول تتبعت أخباره وعلمت انه سيكون في احتفال في شرق الخرطوم، فذهبت وأنتظرته .. وفي طريقة للحفل لاحقته وقلت له ياسيادة الوالي أنا من سكان دار السلام ولنا هنا اكثر من عشرين سنه .. وقطع الاراضي التي حصلنا عليها كانت تسمح لسكن أسرة صغيرة .. ولكن الآن أبناءنا وبناتنا كبروا وهم يعيشون معنا في غرفة وراكوبه .. هل هذا وضع طبيعي؟ .. وكل ما نذهب لإدارة حكومية لطلب شيء يقولون لنا نريد أوراق التخطيط .. ، إذا ذهبنا لإدارة المياه .. يقولون نريد خرائط التخطيط .. وإذا ذهبنا للكهرباء يقولون التخطيط .. ونحن نفتقد للخدمات الصحية .. ولا توجد لدينا مدرسة .. ولا خدما النفايات ..
وهنا قاطعها الوالي : “ما تقعدي تحكي لي قصة حياتكم .. انا ما فاضي .. عاوزه ليك نص مليون ولا كم الف اكتبي ورقة .. بدل وجع الراس ده .. ؟ ..
تقول أيقنت انو ده ما بحل مشكله لانو هو ذاتو المشكلة ّ!!
* تذكرت كل هذا وأنا أقرأ عمود الاستاذ عثمان ميرغني بالأمس والذي تحدث عن منجزات وزير الزراعة وأحتفاله بالمنجزات العظيمة التي حققها في مجال الزراعة خاصة محصول القطن هذاالموسم .. قبل ان يتم الحصاد .. ، رغم ان هذا الوزير قال ” بعضمة لسانه ” انهم ” دللوا ” مشروع الجزيرة ” في الدلالة ” لكنهم لم يجدوا مشتري .. ويبدو ان المشروع مع قدوم التشكيلة الوزارية الجديدة أصبح ينتج القناطير المقنطره للفدان الواحد ..
وصار المرء يتساءل : ماجدوي الصحافة في ظل هذه “البلطجه ” ؟
والى متى هذا العبث والتلاعب بمقدرات الوطن ؟ .
ابراهيم علي ابراهيم
[email][email protected][/email]
ديل ناس صالحين زراعتهم بتقوم قبال مواعيدها . ……… وكمان أبالغ ليك في صلاحهم ديل كان مازرعو ذاتو الزراعة براها بتقوم .. أها شنو ليك
وكمان كان زرعو فدان واحد بيحصدو 1000 فدان . تاني في كلام ؟؟ إنت عارف المتعافي دا ود منو ؟؟ أحسن ما أقول ليك . بس تاني ما تنضم في الناس الصالحين ديل