مقالات وآراء سياسية

الجاز.. في الصناعة..!ا

حديث المدينة

الجاز.. في الصناعة..!!

عثمان ميرغني

عندما أُعلن اسم الدكتور عوض الجاز وزيراً للصناعة.. طاف بخاطري أنّ هذا ربما كان أفضل “حسنة” في التشكيل الوزاري.. أولاً لأنّ اسم الجاز ارتبط بالأداء التنفيذي الجاد وثانياً.. وهو الأهم.. لأنّ الجاز كان وزيراً للطاقة ثم المالية قبل وصوله إلى الصناعة.. فهو قادم من حيث أصل الداء الذي يفتك بالصناعة السودانية ويُكبِّل أقدامها.. حالياً.. معظم المصانع معطلة تماماً.. أصحابها هجروها وتركوها (بئر معطلة) بعد أن أيقنوا من أنّ الاستمرار في العمل لا يعني سوى مزيد من الخسائر.. ومن بعدها تطلُّ أعناق ديون البنوك التي تؤدي في النهاية إلى خيارين اثنين.. إمّا سجن كوبر.. أو سجن أم درمان.. أيهما “أريح”.. الصناعة السودانية لا تستطيع منافسة أيِّ منتجات واردة من الخارج.. لأنّ التكلفة باهظة في السودان.. ومعظم هذه التكلفة تقع تحت بندين اثنين لا ثالث لهما.. الأول: الطاقة المُحرِّكة للمصانع.. الكهرباء والوقود.. والثاني الرسوم والجبايات الحكومية التي تتراكم فوق ظهر أصحاب العمل فتقصم الظهر.. كلا البندين يقع في اختصاص الوزارتين اللتين كان على رأسهما د.الجاز قبل أن يصل إلى الصناعة.. فهو أقدر على تفكيك تلك الألغام وإطلاق سراح الصناعة.. ولامنجاة للاقتصاد السوداني في المرحلة القادمة.. خاصة إذا كان إنتاج النفط في محك الانفصال في العام القادم.. إلاّ بازدهار الصناعة لأنها علاوة على ما تقدمه من منتجات تغني عن الوارد.. فهي تفتح فرص عمل كثيرة توفر للمجتمع السوداني سبل كسب العيش الشريف.. وقد رأينا قبل أيام قليلة كيف أنّ صفقة طائرات أبرمتها روسيا مع الولايات المتحدة الأمريكية تسببت في فتح فرص عمل كثيرة للشعب الأمريكي.. فكل طائرة تبيعها المصانع الأمريكية تعني باب رزق لعدة آلاف من العمال والفنيين الذين يرتبطون بصناعة الطيران.. وفي السودان لدينا فرص كبيرة في الصناعة خاصة المرتبطة بالإنتاج الزراعي.. وتصبح الدائرة متكاملة.. ترتفع قيمة المحاصيل الزراعية كلما توفرت أسواق استهلاكها أو تصنيعها في السودان.. فمثلاً الطماطم التي يصل سعرها في فصل الشتاء إلى قيمة لا تساوي ما أنفقه المزارع في ترحيلها إلى الأسواق.. ترتفع قيمة العائد منها للمزارع إذا توفرت مصانع (الصلصة) التي تستفيد من الإنتاج الوفير وتحوّله إلى مُنتج قابل للبقاء في أرفف المتاجر لشهور عدّة.. بدلاً من الطماطم التي تفقد صلاحيتها بعد 24 ساعة من قطفها.. نحن في حاجة ماسة لرؤية نجاحات سريعة وعاجلة للدكتور الجاز في الصناعة.. والعام الحالي انقضى نصفه.. وليس في وسع الجاز إلاّ أن يتحرك في الاتجاه الذي يعطي الأمل لأصحاب المصانع في أن تتحرك الماكينات.. قبل بداية العام الجديد.. تحدي ولا أكبر.. !!

التيار

تعليق واحد

  1. د.ميرغني، مشاكل الصناعه في السودان تعتبر من اكبر المشاكل وذلك نسبه لعدم وجود الاراده الصادقه لايجاد الحلول، الصناعه في اي دوله عمليه تكامليه وبدون توفر البني التحتيه لمقومتها من كادر موهل من الفنين والعمال المهره والموسسات التعليميه لايمكن ان تبداء مسيرتها، عندما عرضنا لولايه الخرطوم في عام

  2. عوض الجاز سيحسم أمر الصناعة إلى الأبد فبدلاً من التراجع خطوة خطوة إن شاء الله عوض الجاز "ح يخليها تبرك في الواطة مرة واحدة "بدون مطاولات. إخوتي هذا الرجل موهوب في الدمار بشكل غريب و نادر. لك الله يا سوداني

  3. هذا نص الرد الذي كتبه (علي الكرار) ردا على مقال عثمان ميرغني أعلاه _ أرجو أن تسامحنا لعدم الإستئذان _ اظنه رد يوضح شخصية عثمان ميرغني و تناقضاته المزبزبة بين الحكومة و النقد

    عثمان ميرغني بين كفتي التطبيل للحكومة و التودد للقراء

    علي الكرار
    [email protected]

    ها أنت ذا تعود ثانية يا عثمان ميرغني لعملية ( تكسير الثلج لرمز من الحكومة) بعدما تنمّرت لبعض وقت ليس إلا … في عمودك حديث المدينة بتاريخ الأول من يوليو بصحيفة التيار تكيل المدح لأبي الجاز بأنه خير من يتقلد وزارة الصناعة في التشكيل الوزاري الجديد..

    أبو الجاز رجل عنصري من الدرجة الأولى .. كان الرجل – إبان تقلده للبترول – قد اختص الوزارة لبني جلدته بدءا من الخفير و السائق و إنتهاء بالمدير مما قاد أهل منطقة المجلد لإختطاف صينيين إحتجاجا على توقيف جميع الوظائف لخاصة قبيلة الوزير.

    إنها من الأمور البديهية أن مشاريع التنمية تهدف أول ما تهدف إلى الإرتقاء و النهوض بمواطني المنطقة التي أقيم بها المشروع التنموي الأمر الذي يقلل صرف بدلات الترحيل و السكن و لا أدل على ذلك من أن وزير البترول الجديد لواك أشوت بدأ أولى قراراته بإستيعاب عدد كبير من الجنوبيين في الوزارة و له الحق لأن السودان ليس حكرا لأحد دون آخر و كما تدين تدان و الأيام دول.

    لك أن تعلم أن الوزير الذي تمجده غض الطرف عن أبجدية شروط الإستثمار في بلاده و إلا فما معنى أن يُؤتى من الصين بمن يقوم بعملية ربط و حل الصواميل و البراغي؟ أليس السوداني أحق بها؟ و أشهد الله أن ثمانية من الصينين تم إستئجار عمارة لهم من أربعة طوابق بمنطقة العمارات و العمارة يملكها محسوب للمؤتمر الوطني و نجحت الصين بتصدير سجنائها إلينا للقيام بأعمال ليست تخصصية يفتقر منها السودان.

    إن فعلا شائنا كهذا من وزير سيادي يرجى منه تفعيل القومية في وزارة قومية كفيل بتنحيته و عدم تقليده أية مناصب أخرى و لكننا في دولة السودان يكون للوزير الصلاحية المطلقة في ممارسات غير منهجية بل تعتمد بشكل اساسي على المزاجية و المنطلقات الشخصية المحضة و لا رقيب و لا حسيب ثم يأتي عثمان ميرغني ليمجد أبو الجاز بأنه رجل المرحلة.

    ثم ما هذه الصناعة التي تأمل أن يرتقى بها أبو الجاز و يعافيها؟ كلنا يذكر الصناعات الوطنية التي كان يمتلكها أفراد سودانيين أسهموا بشكل كبير في دفع حركة الصناعة في البلاد و وفروا سلعا ضروية في كل أرجاء الوطن و لكن بمجيء الإنقاذ مورست سياسات ضاغطة على هؤلاء الوطنيين و بشهادتك شـُلت المصانع فأقفل من أقفل مصنعه إما للإفلاس أو للغبن و تقوم شركات صناعية بين ليلة و ضحاها لرموز الإنقاذيين الذين لم نسمع بثراءهم قبل 89.

    إن كان أبو الجاز من سيعافي الصناعة فلا عجب أن تمارس الفئران مهنة التدليك لجماعة القطط.

    بمناطق أبوجبيهة و كسلا و نيالا و النيل الأزرق إنتاج سنوي لثمار المانجو تقدر بملايين الدولارات .. ينتهي بها الحال أن تتعفن و يتعفف منها حتى الحمير .. و قام أحد الأثرياء بمنطقة نيالا بعمل مسلخ حديث و بدأ بتصدير لحوم طازجة لدول الخليج و بدلا من أن يشجع و يمنح أنواط الجدارة يغلق المصنع لأنه من غير الموالين للحكومة و تذهب النياشين و نوط الجدارة لحسن شحاته لأنه قاد المنتخب المصري للفوز ببطولة أمم إفريقيا!!!

    قام عمر بن الخطاب بتنحية خالد إبن الوليد من إمرة الجيش و هو في أوج إنتصاراته حتى لا يفتتن المسلمون به و يرسخ عندهم إعتقاد أن النصر لا يأتي إلا من لدن خالد الذي قبل القرار و أصبح جندي صف ..هل يفعل ذلك أبو الجاز رغم أنه قادنا من تعثر لآخر عبر الوزارات التي تقلدها؟

    ثم تقول إن الرجل خبرة لأنه كان بالمالية ( تركها و السودان مديون بالمليارات و الجنيه مصروع أمام غلبة الدولار) ثم غادرها إلى البترول فحابى بمثلما ذكرنا فماذا نتوقع منه بالصناعة ؟

    لو أن الخبرة تنفع لنفعتنا خبرة عشرين سنة من الحكم بالخروج من المأزق الذي نحن فيه …الحرب في دارفور مستعرة و حلايب مستلبة و الجنوب منفصل لا محالة و على المستوى العالمي نحن ثالث ثلاثة نقبع في قمة هرم الفساد و المحاكم معطلة … لو أن الخبرة تنفع لكنا ننازل اليوم البرازيل في نصف نهائي منافسات المونديال بجنوب إفريقيا بخبرة العلامة البروفسير كمال شداد الذي لا تزال المشاورات جارية في إستثنائه ? رغم أنف القانون – لولاية ثالثة لرئاسة الإتحاد العام بحجة أن الرجل خبرة و كانت آخر محصلات خبرته نتيجة 06 لصالح التوانسة في أرضنا … كل خبراتنا تستخدم سلبا على نحو نظري و إلا فما تفسير أننا نخوض في مستنقع من المشاكل في كل أوجه الحياة في وقت نملك من الخبرات ما نملك .. نحن يا ميرغني في حاجة إلى الخبرة و لكن ليست تلك الخبرة المجردة من خشية الله .. ليست خبرة (على كيفك)

    أخي عثمان ميرغني الثبات على المبدأ يبين معدن الرجال فكفاك أرجحة بين تطبيل للحكومة من جهة و التودد للقراء من جهة أخرى فكلنا تألم للصرخة التي أطلقتها إبان مهزلة الإنتخابات الأخيرة للظلم الذي طالك و طال الكثيرين ..إن الشجرة فاسدة المنبت لا تثمر ثمارا حلوة و إن أعجبتك خضرة أوراقها و الأخلاق لا تتجزأ.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..