نقابة التعليم.. وخزي السباحة عكس تيار الثورة

بسم الله الرحمن الرحيم

..أيعقل أن تكون المهنة التي قدمت للسودان ..خارج حقلها قادة ..ورموزاً .. ما زال الناس يفخرون بتاريخهم الوطني وسجلهم الناصع.. مطية لنقابة تسبح عكس التيار الشعبي والوطني الحر ..المهنة التي أهدت للسودان ..الزعيم الأزهري بكل رمزيته..ودوره في تاريخ السودان..والمهنة التي أجمعت قوى الثورة السودانية في ثورة أكتوبر إسناد أول رئاسة حكومة لأحد منسوبيها..سر الختم الخليفة.. وغيرهم من الساسة الذين رفدوا العمل الوطني في أحزابهم ومواقعهم التي انتقلوا إليها.. المهنة التي خرج من رحمها أكثر من تغنى بالثورة..مهنة محجوب شريف..ووردي ومصطفى سيد أحمد ..وغيرهم وغيرهم .. تعمل النقابة التي تمثل العاملين فيها .. على جعل ساحاتها..مرتعاً ليتحدث فيها من فشل سماسرة الحشود في إخراجه من عزلته في الساحة الخضراء.؟ومتى وفي أي وضع للمعلم…وبعض منسوبيها في الاعتقال ؟ ولأي مقابل؟
ليس جديداً على الشعب السوداني ..فعل نقابات النظام ..والتزيين له ..بل والتكريس للفرد..فإذا كانت أحزاب الوثبة كلها .. قد رهنت تنفيذ كل نتائج طحينها على شخص الرئيس مؤخراً..فإن نقابة التعليم ..من دون بقية النقابات ..ظلت تتحين المناسبات ..والقضايا..لا لتؤكد هذا الولاء فحسب..بل لجعل الرئيس هو الكل في الكل تكريساً للمفهوم الشمولي الذي يلغي الآخر.. فلا يجرى لقاء في وسيلة إعلامية ..إلا وألسنة المستضافين تلهج بالشكر للرئيس..وهو لا يعطي المقابل بهذا الثناء ..ففي أي (تنك) سيصب هذا الوقود..يعطيهم النذر اليسير ..بالكاد عندما يكون النظام محشوراً في زاوية..ولنذكر هنا أحد أسوأ القرارات التي هلل لها منسوبوها ..وسوقوه بأنه انجاز للنقابة..وانحيازاً للرئيس ..لقضايا المعلمين ..وهو تأجيل سني المعاش خمسة سنوات…بحجج واهية ..منها الاستفادة من الخبرات المندثرة..دون طرح السؤال الأكثر منطقية..ولماذا اندثرت.؟.وبجريرة من ؟ ولماذا لم يؤهل الجيل التالي ليتسلم المسئولية ؟ وما علاقة الإجابة على هذه الأسئلة بطبيعة الأنظمة الشمولية؟..في ذلك الوقت ..كان كل المعلمين على دراية تامة..أن معظم من يمسكون بالنقابة ..قد قاربوا على سن المعاش..فسعوا لمواصلة الكنكشة عبر تمرير هذا القرار..وقد خاب بعضهم وتقاعد قبل استجابة رئيس النظام..الذي لم يستجب إلا عندما شعر بالكلفة المالية الباهظة ..للتقاعد ..والتأكد من عجز مؤسساته من الإيفاء بالتزامات المعاش والاستبدال..فعمم القرار على الجميع لتفادي ذلك.. حتى وصل الأمر إلى مد الخدمة كذلك للعسكريين..ليتضرروا بدورهم .
لكن الواقع ..أنهم من حيث لا يحتسبون..قد خدموا خط الثورة السودانية..فعندما يسمع أولياء الأمور ..مثل هذا الحديث عن الجلد ..وكذلك التلاميذ والطلاب..فإنهم لا شك سيعبؤن ضد النظام ..فهمتكم يا شباب ..هذه التصريحات للرئيس ..يمكن عمل صور وشعارات منها تزيد التعبئة..فهل أكثر تنفيراً لأولياء الأمور والطلاب من هذا الحديث عن الجلد؟ لأن المؤكد أن الرئيس قد عطس..وسيصاب مسئولو التعليم بالزكام.
[email][email protected][/email]