حكومة كسلا..هل تعتبر الإرصاد ضرباً من التنجيم ؟

بسم الله الرحمن الرحيم
حكومة كسلا..هل تعتبر الإرصاد ضرباً من التنجيم ؟
لأسبوعين متتاليين ..عانى مواطنو ولاية كسلا ..خاصة الطلاب وأولياء الأمر..جراء الأمطار من جهة ..وتعامل حكومة الولاية معها من جهة أخرى ..وانطبق عليهم قول المتنبي :
كلما أنبت الزمان قناة ***** ركب المرء في القناة سنانا
الأسبوع الأول كان الذي تلى عطلة عيد الفطر المبارك..فرغم الأمطار ..وتوقعات الإرصاد بهطول المزيد..عجزت عن اتخاذ قرار بتمديد العطلة.. متعامية عن تحذيرات الارصاد وكأنها ضرب من ضروب التنجيم…رغم طينية التربة في محليتي حلفا ونهر عطبرة..وانشغالهم بسفلتة طريق المطار في حلفا دون مجرد التفكير في ترميم الردميات لبعض القرى التي تعزلها الأمطار.. وفتحت المدارس وأغلقت في اليوم الثاني..بعد أن دفع الطلاب الداخليون مبالغ طائلة للوصول وكذلك معلمي القري البعيدة
وتكرر نفس الأمر في الأسبوع الثاني رغم هطول امطار ليلة السبت في كل الولاية…لتعلن تعطيل الدراسة لاسبوع بعد نهاية اليوم الدراسي..فأي تخبط هذا ؟
الواقع أن هذا التخبط يشير إلي إشكالات حقيقية في مستويات الحكم والإدارة…ففي تاريخ التعليم قبل النظام الحالي .. لم يكن تمديد عطلة لظروف طارئة يحتاج إلى قرار سياسي بل شأناً إداريا صرفاً كان مخولاً لادارة المرحلة .. بل ولمدير المدرسة قي حالة مدرسته..ورغم عدم صدور لوائح تلغي هذا التخويل..فإن الإدارات تتوجس من مساءلات المستوي السياسي..وهذا عيب أساسي في الحكم الفدرالي أدي بدوره إلى ازمة حقيقية في الجرأة على اتخاذ القرار لدى الإداريين..خاصة التي لا تصادف هوي حكام الولايات والوزراء..وهكذا صار الهدف المعلن للحكم الفدرالي بتقصير الظل الإداري ..مداً للظل السياسي الكثيف ..وتغولاً على صلاحيات الإداريين..ويأتي بعد ذلك من يتحدث عن اسباب الأزمة الإدارية.

لكن أسوأ ماتم في هذا الأمر ..محاولة مدارة العجز في اتخاذ القرار.. باستقاء التقارير بعد فتح المدارس وضغوط أولياء أمور الطلاب..والسؤال البسيط ..إذا لم تكن توقعات الارصاد كافية علي الأقل للتحسب لاتخاذ قرار قبل تكبيد انسان الولاية هذه المشقة..ألم يكن من الواجب لحكومة الولاية ..استقاء التقارير بأجهزة الحكم غداة هطول الأمطار..يوم السبت وإعلان تمديد العطلة كما فعلت ولاية الخرطوم ؟ ألا يبرر الخوف من المخاطر لكل ذي سلطة ..أو جالس في كرسي الإدارة …اتخاذ القرار التحوطي الذي يؤمن سلامة الجميع..دون البناء على مستوى الحضور والجولات الميدانية الفارغة بعد فتح المدارس ؟ والسؤال الأخير ..هل يضمن أحدهم ..عدم هطول الآمطار في بداية الاسبوع القادم ؟

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..