تتعشى .. أم تنام خفيف؟..!ا

– تراسيم –

تتعشى .. أم تنام خفيف؟..!

عبد الباقى الظافر

بعد أن أدى الدكتور محمد مرسي القسم رئيساً لمصر.. خر الرجل لله ساجداً.. الساعة كانت تشير إلى الثلاثين من يونيو.. في ذاك اليوم قبل ثلاثة وعشرين عاماً وصل إسلاميو السودان إلى السلطة ذات ليل صيفي يستيقظ فيه أهل السودان مبكراً.. جبهة معارضي الإخوان في مصر انتقت من الأسماء جبهة الإنقاذ الوطني.. ذات المفردة استخدمتها الحركة الإسلامية في السودان عنواناً للتغيير الذي صنعته في الخرطوم.

أمس تحدث وزير الكهرباء والموارد المائية أسامة عبدالله ببعض الوضوح عن سد الألفية في أثيوبيا الشقيقة.. السد المعجزة لا يبعد عن حدودنا مع أثيوبيا إلا بأقل من عشرين كيلومتراً.. تلك بالضبط المسافة التي تفصل بين ضاحية الكلاكلة والقصر الجمهوري في الخرطوم.. الوزير أكد أن السدود الأثيوبية فيها كثير من المنافع لأهل السودان.

هذا السد يجب أن يصبح هماً سودانياً.. لحسن الحظ أن فيه الكثير من الخير لبلدنا.. سد آخر أقامته أثيوبيا اسمه تقزي كان عائده المباشر زيادة مساحة الرقعة الزراعية بمشروع خشم القربة.. الاستفادة السودانية جاءت عبر تقليل الطمي وإعادة تنظيم المياه.. كل تحفظات السودان حول سد الألفية تتركز حول سلامة المشروع.. انهيار السد يمكن أن يحدث كارثة في أدنى النيل الأزرق.. بالطبع على الحكومة السودانية أن تتوصل إلى تفاهمات حول نسب الطمي التي يجب أن يسمح لها بالمرور وكذلك الآثار البيئية التي ستحدث بسبب التدخل البشري في نظام جريان النهر.

الآن أثيوبيا والسودان بدآ مشروع الربط الكهربائي..ربط الشبكتين يتيح للبلدين الاستفادة من الفوائض الكهربائية.. في الغالب الأعم أن السودان سيكون المستفيد الأكبر من هذا المشروع.. بل إن بعض الخبراء كانوا يفضلون أن يستثمر السودان في إنشاء سد الألفية ويجني عائداته في شكل كهرباء.. كان ذلك متاحاً عندما كانت أثيوبيا تبحث عن التمويل في مشارق الأرض ومغاربها.

يشكر للوزير أسامة عبدالله اعترافه الصريح بالفوائد التي يمكن لبلادنا أن تجنيها من التعاون مع أثيوبيا في الملفات المائية.. كان السودان يتحفظ في الجهر بمشاعره تجاه الشقيقة أثيوبيا.. كل ذلك مخافة إثارة حفيظة مصر أخت بلادي.. تحت وطأة هذا الإحساس اضطرت الخرطوم لربط أمنها المائي مع مصر.. في حين كان الأوجب التفاهم مع دول المنبع.

حان الآن تجريد السياسة من العواطف.. ربما هذه اللحظة المناسبة أن تدرك القاهرة أن مصالحنا ليست متطابقة تماماً في كل الملفات.. التغيير الكبير في مصر لم يحدث تطوراً في الفهم المصري للشأن السوداني.. رغم وجود «إخوان» هنا وهنالك ما زالت الدولة الراسخة في القاهرة تنظر لحلايب بذات المنظار الذي صممه الرئيس السابق حسني مبارك.

السودان من قبل ضحى بأرض حلفا لقيام السد العالي.. كهرباء السد أضاءت مصر من أعلاها إلى أدناها.. لم تتكرم مصر بتقديم الكهرباء إلى الجار الجنب.. أثيوبيا الآن وقبل أن تنتج الكهرباء بشكل موسع رأت ان نشاركها في الضوء.

ربما كان الوقت الآن مناسباً لنسأل ابن النيل في القاهرة «تتعشى ولّا تنام خفيف».

اخر لحظة

تعليق واحد

  1. لو ركزنا منذ استقلالنا علي أفريقيا لكنا اليوم مثل ماليزيا لكننا اخترنا العرب وطلعونا عبيد وجلسنا اجر الصف بنظراتهم العنصرية أما أفريقيا كنا حنكون نحن القيادة بحكم أننا المتعلمين وأول من استقال من الاستعمار وكانت كل سبل القيادة عندنا لكن أخذنا الاتجاه الغلط من قادة الاستقلال وأصبحنا لا لمينا في الجنة ولافي سقطها

  2. السودان هيل مصر ..بحق الفتح تحت التاج المصري والذي يتحدث بما يكرهون سوف يلحق محمد مكي صاحب جريدة الناس

  3. الاخ الظافر
    الحديث عن سد اثيوبيا الالفى يجب ان نستنطق فيه خبراء المياه وليس الوزير
    فانتم كصحفيين هذا دوركم .. اما نقل حديث الوزير والاستبشار به فما هكذا الصحافة التى عرفناها منيرا وموجها .. اسعوا الى خبراء المياه واستفسروه عن فوائد ومضار السد الاثيوبى ..
    اما عن الربط الكهربائى فهذه فائدة كبيرة للسودان وذلك لان السودان 65% من سكانه لم يعرفوا الكهرباء حتى الان .. ويقع السودان فى ترتيب قائمة استهلاك الكهرباء للفرد الاخير بعد الصومال واليمن .. فالربط الكهربائى يوفر للسودان كهرباء من اثيوبيا وبسعر اقل .
    اننا نحتاج الى ثورة فى مجال الكهرباء من حيث البنية الاساسية والجودة والمواصفات ( التوليد والنقل والتوزيع ) .. فمازلنا بعيدين كل البعد عن المواصفات لعالمية ..
    فقد اصبحت الكهرباء هى اهم مقومات الحياة .. فبها تقام الزراعة والصناعة والتعليم والصحة .. وعليها تقاس الشعوب من حيث الانتاج والدخل .
    امل ان يتنطق الصحفين خبراء المياه وان لا يسطفوا امام مكاتب الوزراء .. فعند الخبراء والمفكرين والعلماء الخبر اليقين .

  4. الساعة كانت تشير إلى الثلاثين من يونيو..

    الظافر دا صحفي خريج جامعة شلّعوها الكيزان !!

    الساعة تشير للزمن أما التاريخ فيشير لليوم والسنه الحقبة والقرن ثم العصر

  5. زيدان الكسلان لا يعمل ولا يجتهد بل يقضي جل وقته في النوم من (ضل لي ضل)، وعندما يصحو من النوم يتحرك متكاسلا إلي أصحابه حيث (يبراهم بري) بنظريات في السياسة والاقتصاد والقانون والفن والرياضة والثقافة والعلوم …الخ مدعيا انه (حاج نظرية زمانه وبتاع كلو) ويدخل معهم في مغالطات ما انزل الله بها من سلطان. وفي طريق عودته (للنوم)، إذا رأى لوري طوب أمام منزل جاره حسني تجده يهتف (هلا هلا حسني جاب الطوب..أكيد .. أكيد داير يبني الحيطة البيني وبينو، ياخي ده ريحني من البنا وتكاليفو وكمان ممكن ألقى لي منو طوبة طوبتين أتم بيهم ادبخانتي)، وإذا رأى أشخاصا يحفرون أمام منزل جاره تسفاي تجده يهتف (هلا هلا أكيد تسفاي داير يوصل موية، برضو فايدة، الواحد يجر منو خرطوش)، وإذا رأي مسعود (ضبح) خروف وعلقه فوق العود تجده يحدث نفسه (هلا هلا، الليلة شبعنا لحم، أكيد حيعزمني أو يناولني ورك الخروف).

    لأ وايه، قال (هذا السد يجب أن يصبح هماً سودانياً)، همو اليفسخكم.

    ترى إلي متى نظل نحتفي بانجازات الآخرين وننتظر منهم حل مشاكلنا.

  6. والله كلام حقيقى ومنطقى ومعقول ويا استاذ فتحت الجرح ,,,شايلنوا سنين باوراموا وكل الوساخات الفيهوا!!! كفانا هوانا وذلة.. والكلام الما عندو اى معنى زى شمال الوادى يساعدوا السودان بعلاقاتهم الواسعة والممتدة, والحق كانوا سببب مباشر فى كل المشاكل البنعيشها وما زالوا!! لكن للاسف الشديد مين البقدر يسال السؤال البسيط دة ؟؟؟

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..