كبرتي وليك تسعطاشر سنة

(كبرتي وليك تسعطاشر سنة)
تبدأ الدورة التاسعة عشر لمهرجان البقعة الدولي للمسرح من اليوم السابع والعشرين من مارس وهو (اليوم العالمي للمسرح) وتستمر حتى الرابع من أبريل حيث يشتمل المهرجان على مسرحيات، من العاصمة وبعض المدن الولائية مع أخريات قادمات من بعض الدول الصديقة، تم انتقاؤها وفق معايير فنية تحرص عليها دائماً لجنة الاختيار والجودة. ولقد جرت العادة أن تنعقد بالتزامن مع كل مهرجان ندوة الملتقى الفكري وحلقة البحث العلمي وجلسات النقد التطبيقي اليومية حول الأعمال المعروضة بالمهرجان فضلاً عن إقامة ورشة للتأهيل الفني للمسرحيين وتدشين مطبوعات الدورة وتكريم شخصية المهرجان وضيف الشرف والفائزين في مجالات التأليف والإخراج والتمثيل والسينوغرافيا وكذلك تكريم بعض العاملين في مجال المسرح، وذلك لعمري جهد كبير قد لا يتأتى بالسلاسة والتميز دون تضحية ومثابرة وقناعة بدور المسرح المكنى بأبي الفنون.
ولعل رقم هذه الدورة يدفع بنا لا إرادياً إلى سوح الطرب لنترنم ونردد أغنية الراحل الموسيقار محمد وردي التي صاغ كلماتها الراحل الشاعر إسماعيل حسن (خلاص كبرتي وليك تسعطاشر سنة .. عمر الزهور، عمر الغرام، عمر المنى) بما يعني بلوغ مرحلة النضوج والتفتح والتوهج، غير أن المتابع لمهرجان البقعة يدرك أن المهرجان بلغ سن الرشد مبكراً منذ أن فتح الباب للمشاركات الخارجية التي تعطي الفعالية زخماً وألقاً وكسباً عبر نوافذ الأخذ والعطاء، حتى صار تظاهرة سنوية يترقبها جمهور المسرح العاصمي بانتظام. ولكي لا يحرم جمهور المسرح الولائي من هذه الفعالية الراتبة، من المفترض أن تطوف، بعد انتهاء الدورة التنافسية جل إن لم يكن كل المسرحيات السودانية المختارة، على الأقل على مسارح المدن التي شاركت في المهرجان تقديراً لجهود المسرحيين – وهم كثر إذا ما نظرنا لعدد الذين شاركوا منذ المنافسات الأولية – وتعميماً لما تحتويه الأعمال من مضامين وتجسيد أدائي ومعالجات فنية لا يجب أن تنتهي بانتهاء موسم المهرجان.
ففي كل عام يجيء المهرجان ناثراً عطر التجدد ورافعا راية البقاء الخفاقة. فمثلاً في العام الماضي أقيم حفل الافتتاح الخطابي والمسرحي والاستعراضي العامر بتنوع الفنون الشعبية بالساحة الواقعة شرق الطابية (البوردين) وجوار حديقة الريفيرا، حيث حظي الموقع بوعود من المعتمدية مفادها وضع بصمات انشائية ليكون مسرحاً ثابتاً خاصة وأن مساحته وموقعه يشجعان على المضي نحو الهدف المنشود، ولكن ها هو العام ينقضي ولا تزال ساحة الطابية على حالها الأول دون تغيير، فهل هناك ما يجعل رنين القول واقعاً ملموساً قبل أن تطال الموقع يد الاستثمار سريع العائد، وتنهشه عيون المتطلعين لجمال كورنيش النيل. آمل ذلك، خاصة وأن افتتاح مهرجان هذا العام سيكون بذات الموقع عسى أن يكون في ذلك ما ينعش الذاكرة.
وكفاتحة للشهية أذكر بعضاً من برامج المهرجان فأقول إننا على موعد مع سبع مسرحيات محلية وهي خمس من الخرطوم وواحدة من الجنينة وأخرى من الأبيض إضافة إلى سبع مسرحيات خارجية قادمة من الجزائر وتونس ومصر والإمارات وليبيا وفرنسا وأمريكا. وحيث أن الهيئة الدولية للمسرح التابعة لليونسكو قد أكملت سبعين عاما منذ تأسيسها، سيكون ذلك موضوع الملتقى الفكري بمشاركة علماء من داخل وخارج السودان لتقييم التجربة والوقوف على المكتسبات وذلك بالتعاون مع كلية الموسيقى والدراما بجامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا. وعن حلقة البحث العلمي سيكون موضوع البحوث حول (المسرح الجامعي وأثره على الطلاب). أما فيما يتعلق بورشة الدراما وموضوعها لغة الجسد، فستكون تحت إشراف المدرب العالمي العراقي الدكتور حازم عبد المجيد أستاذ الفنون المسرحية بجامعة البصرة وتقام بالتعاون مع وزارة الثقافة والإعلام بولاية الجزيرة التي تستضيف الورشة وضيوف المهرجان لثلاث أيام. وكل عام وأنتم والمسرح بخير.
– – – – – – – – – – – – – – – – –
تم إضافة المرفق التالي :
Salah Yousif.jpg