ليالي الخرطوم الحمراء

عواصم الجوار الافريقي أصبحت وبما تمتاز به من مميزات سياحيه وأجواء فوق المعتدله والطبيعة الساحرة التي حباها به المولي عز وجل ، اصبحت وجهةً لأهل السياحة والباحثين عن اجواء الاستجمام والهروب من ضغط الحياة اليومي وأجواء العمل المستمر الخانقه (هذا لمن دخلت في ادبياتهم ثقافة الإجازة وفطنوا لعدم جدوي العمل المتواصل وبعض مساوئه) وفوق ذلك اصبحت مأوي للعرسان السودانيين من كافة المدن .

ربما لاعتدال اسعار الحياة في تلك المدن مال اليها الناس اكثر من مدن العسل والإجازات المعروفه كالقاهره ودبي وغيرهن ، مدن كأسمرا وأديس باتت قليلاً قليلاً تزحف نحو الرياده ، في السابق كان تواصل الشعب السوداني وتوجهه لها وقفاً علي بعض ابناء المدن والمناطق الحدودية والقريبة منهم لكنه الآن الوضع بدأ في الاختلاف ، إذ شهدت علاقات التزاور (والزيارت أعني من الخرطوم) تطوراً ملحوظ ، وصار سقف المتوجهين من مطار الخرطوم يكبر يوماً بعد يوم .. والنقاط الحدوديه تكبر وتزدهر وفي نشاط مستمر .

القاهرة “مثلاً” لارتفاع كلفة المعيشة فيها وبعض الحواجز صارت غير مجديه “للبعض” ولم يشفع لها توجهها السياحي وانفتاحها نحو الإستقطاب والتطور المستمر “علي الاقل” فينا نحن رعايا العالم الثالث والدول الاقل تقدماً منها ، ودبي ما عاد لنا فيها موطئ راحةٍ واستجمام هذا بخلاف الاعمال التجارية (إلاّ اللهم عليّة القوم وبعض اصحاب المال من المتنفذين في الدوله) .. في هذه الأثناء فتحت عواصم ومدن الجوار الافريقي ذراعيها مرحبةً بكل الفئات .. العرسان (ربما بدأت بعض مدن الداخل كبورسودان وكسلا تقاسمهم الكيكة لكن النصيب الاعظم يكون في ميل المزاج للسفر للخارج) .. أرباب الاعمال طالبي الراحة وطارقي ابواب الاجازات السنويه .. الشباب والأخيرين قد يسيئون لبعضهم الآخر .. الليالي الحمراء لها فيهم النصيب الأكبر وليالي المجون وخلاعة ما خلف اسوار ومحددات المجتمع السوداني ، وسفور ما وراء التزام بيئتنا بجانبيها الرسمي والشعبي ، ولا يرمي الواحد “من البعض” من وراء سفره الاّ لتخطي وتهديم حواجز الخرطوم وجوء مرحها المعتدل ومسح خطوطها الحمراء .

عبد العزيز الننقة
[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..