خنازير برّية!

*(رأيت جرذاً
يخطب اليوم عن النظافة
وينذر الأوساخ بالعقــاب
وحوله..
يصفق الذباب!..).
– أحمد مطر-
..على أثر فوزي بمسابقة أفضل شعار لجمعية الرفق بالحيوان السودانية؛ بعد إجارة قانونها الهام والمهم من قبل مجلس الشعب، بعد أن وجد هذا القانون إجماع تام من كل قطاعات الشعب المختلفة، قررت الجمعية تكريمي تحت رعاية الوالي، ووجهت لي الكتاب التالي:
السيد/ حسن كتاحة المحترم.
تقديراً لجهودكم المبذولة في تصميم شعار جمعية الرفق بالحيوان، ونتيجة فوزكم بأفضل شعار للجمعية، قررت الجمعية تكريمكم، منوهين بفضلكم في إبراز أهمية الحيوانات في ظروفنا الراهنة التي يعيشها الوطن. لذا نرجو حضوركم إلى الفندق السياحي ديونيزياس/ صالة فليبوس. الساعة السادسة من مساء يوم الخميس الواقع في 25/ 1/ 2015. الدعوة خاصة.
قالت زوجتي مطيعة عندما قرأت لها بطاقة الدعوة:
– شنو يعني الرفق بالحيوان؟
فقلت ليها: يعني، مثلاً، لو كان عندنا حمار- أجارك الله- وأردنا أن نحمله 100 كغ. فليكن الحمل 50 كغ. يبقى الحمار مرتاحاً ونبقى نحن مرتاحين. فأجابت: يعني الجماعة مو شاغل بالهن غير الحمير؟.. طيب والناس إلي بتموت كل يوم؟
قلت: يا بنت الحلال أما سمعت المثل؟ ما بيحن على العود غير قشره. المهم أنني بادرت من ساعتي إلى كتابة الكلمة التي سألقيها في الاحتفال، فشكرت الجمعية ممثلة برئيسها على هذه المبادرة، مشيراً إلى أهمية الحمير والبغال والثيران والتيوس والغنم والفئران في مسيرة الثورة، ودورها في دفع عجلة التطور. وفي الموعد المحدد؛ ولدى وصولي إلى باب القاعة استوقفني شاب، قال إنه المشرف على تنظيم الاحتفال. وطلب مني الكلمة التي أعددتها. وحين قرأها رماها في وجهي قائلاً:
– ما هذا؟..
أنا خجلت. غرقت في العرق. ظننت أنني أخطأت في كتابة كلمة أو في صياغة أحد التعابير.
فبادرني: ألا تعرف أصول الكتابة في مثل هذه المناسبات؟.
قلت: هات، نورنا.
فقال: أين دور القيادة السياسية والحزب القائد؟
ما اضطرني لإضافة العبارة التالية: وذلك بفضل تلاحم القيادة السياسية وعلى رأسها السيد رئيس الجمهورية مع جماهير شعبنا الكادحة.
ولدى دخولي إلى الصالة وجدت القاعة فارغة. يبدو أنني كنت أول الوافدين. فأخذت أحسب المقاعد والمدعوين الرسميين كيلا أجلس في مقعد لأحد هؤلاء الذين يتصدرون القاعة في مثل هذه المناسبات. وأعدّ: الوالي وصحبه أعضاء المكتب التنفيذي، أمين فرع الحزب وأعضاء قيادة الفرع. فرع أحزاب وحدة الفكة الوطنية. رؤساء الفروع الأمنية. أعضاء مجلس الشعب. معتمد المحلية قيادة اتحاد العمال. مديري الدوائر الرسمية، رئيس وأعضاء مجلس المدينة. رؤساء المنظمات الشعبية والمهنية.
قلت في نفسي: البلا، ما فضل ليّ مكان. أحسن شي يا ولد يا حسن تقعد بأخر مقعد في الصف الأخير. فجلست، وأخذت ألتقط الصور للوفود المشاركة ومراحل الحفل وذلك بواسطة موبايلي. بدأ الاحتفال بالوقوف دقيقة صمت على أرواح شهداء الجيش السوداني والدفاع الشعبي والجنجويد، ثم بدأت الكلمات: كلمة جمعية الرفق بالحيوان، كلمة المنظمات الشعبية والمهنية، كلمة طلائع الثورة، كلمة مجاهدي الثورة، كلمة الحزب القائد. وقد أكدت هذه الكلمات جميعها على الوقوف صفاً واحداً خلف القيادة التاريخية للسيد الرئيس في وجه التحديات التي يواجهها وطننا الصامد.
أنا من جهتي نعست وأخذت أنوس واتقلب واتحرقس. فأخذتني غفوة، لم أستيقظ إلا على يد الفراش الذي أراد إغلاق القاعة. فعدت إلى البيت بين الصاحي والنائم. قالت ليّ مطيعة زوجتي:
– خير يا حسن؟ مو على بعضك.
فقلت لها: الخنازير يا بنت الحلال جعلوني أكره حالي.
فقالت: أي خنازير يا حسن؟. نحن مسلمون والحمد لله وقد حرم الله لحم الخنزير.
فأخذتها على نيتها وقلت لها: هذه يا مستورة خنازير برية أنا أعوذ بالله، لو أنكِ ذهبت معي إلى الحفل لقتلتك رائحة الخنازير.
سدت المخلوقة منخريها بسبابتها وإبهامها وقالت:
– غير لينا السيرة دي يا كتاحة. ما لقيت غير سيرة الخنازير؟
قلت: أتريدين يا زوجتي العزيزة أن تشاهدي خنزيراً؟.
وفتحت لها الموبايل على صورة أمين الشؤون الحزبية وهو يلقي كلمته بين تصفيق الحضور. ففتحت عينيها على اتساعهما وقالت لي:
– وووب ووب كُر سجم خشمي تضحك عليّ يا كتاحة؟ هذي الصورة بشوفها كل يوم في التلفزيون لما بفتح على نشرة الأخبار!.
– – – – – – – – – – – – – – – – –
تم إضافة المرفق التالي :
د. نائِل.jpg
بالله الا يشبه كرتي قردة البابون… الا يشبه وزير الدفاع بالنظر حمار الفريق… الا يشبه البقيه ابو العفين