د. صفوت العالم : التناول الإعلامي المصري تجاه السودان مصنوع ودعائي

مصر ليست متربصة بالسودان ولها أزمات داخلية مشغولة بها
قناة الجزيرة تستخدم بشكل دعائي لخدمة وجهة نظر واحدة
منذ أن حدثت التغيرات السياسية في مصر بعد ثورة 25 يناير وصعود الإسلام السياسي لسدة الحكم ونسبة لطبيعة النظام السياسي الإسلامي في السودان عمل الإعلام المصري الذي يمثل تيارا مناهضا لحركة الإخوان المسلمين للربط بين النظامين واصبح الهجوم على السودان وحتى السخرية من الشعب السوداني امرا مبررا له. ولمناقشة تلك القضايا التقت (السوداني) بأستاذ الإعلام السياسي ورئيس لجنة تقييم الاداء الإعلامي في مصر د.صفوت العالم الذي يزور البلاد هذه الايام لإلقاء بعض المحاضرات.
حوار: محمد محمود
* كيف تنظر إلى السودان من خلال وسائل الإعلام المصرية؟
صمت قليلا، حتى لو كان التناول الإعلامي في بعض وسائل الإعلام انتقائيا وغير دقيق.. انا كشخص مؤمن بثقافة القومية العربية وثقافة وادي النيل، ما يبث في الإعلام تحكمه اختيارات وزوايا معينة وانا ادرك أن التناول الإعلامي المصري تجاه السودان مصنوع ودعائي وهو في النهاية يفتقد للدقة.
* التصعيد المصري في مجال الإعلام لا يميز بين الحكومة السودانية والسودان وغالبا ما يوجه انتقادات سالبة تطال الشعب السوداني؟
كل هذه الاشكالات جاءت بسبب الخلافات حول مياه النيل وسد النهضة وهذا جدل ممتد لا شأن للمواطن العادي به وهو يرتبط بالحكومات، والانتقادات التي تأتي من هنا وهناك انتقادات للحكومة ووزراء معينين.
* من الذي يدير الإعلام المصري حاليا؟
توجد انماط ملكية متعددة توجد فضائيات خاصة، توجد في منظومة الإعلام المصري احزاب تملك صحفا، منظومة الإعلام المصري قائمة على التعدد والتنوع وهنالك برامج تنتقد الاداء.
* الملاحظ أن القنوات العامة والخاصة متشابهة إلى حد ما في الاهداف؟
كيف تحكم على دولة فيها عشرات القنوات وتقول لي متشابهة؟ مثلا هل قناة افراعين متشابهة مع السي بي سي؟.
* من يرسم صورة السودان ويشكلها للإعلام المصري؟
لا لا لا.. لا توجد صوره نمطية للسودان لدى الإعلام المصري توجد بعض القضايا الملتبسة على الشباب اما الكبار امثال حالتي فيدركون تماما عمق العلاقات بين البلدين.
* ولكن الواقع الآن غير الذي تقوله؟
انت تعتقد أن هنالك صورة مرسومة ومخطط لها ضد السودان؟، مصر تمر بمرحلة تحول تاريخية، اضافة الى أن الإعلام المصري فيه حرية وآراء متعددة. فلا يمكن أن تحكم بقناة او بمقالة. ولا يمكن أن يقال للقنوات اتركي كل عملك وقومي بتشويه صورة السودان.
* لا يوجد إعلام حيادي، لكن توجد مهنية وموضوعية في تناول الاحداث، اين الإعلام المصري من ذلك؟
كل الدول العربية توجد بها مشاكل في الاعلام، لأن الإعلام يعكس ثبات النظام السياسي وله متطلبات وله اهداف، هذا امر موجود في كل الدول.
* في قضية سد النهضة عمل الإعلام المصري على استهداف السودان وكأنه يريد أن يتخذ موقفا مطابقا لموقفه؟
ازمة سد النهضة ازمة من عشرات الازمات التي تواجه النظام السياسي المصري في مرحلة قبل التحول وبعد التحول، كون أن طموحا معينا لدولة يمر النيل فيها، أن يبقى لها موقف مساند لمصر ومساعدة مصر دبلوماسيا مثلا في الضغط على اثيوبيا بشكل او بآخر، هذا رأي وتوجد حرية رأي. ورأي آخر يقول إن العلاقات بين مصر والسودان لن تتأثر بسد النهضة هذه آراء كتاب والمجتمع الحر، ويحدث ذلك تضاربا في الآراء.
* اذاً، في قضية حلايب يتعامل وكأنها مصرية؟!!
حلايب مشكلة حدودية، ومشكلات الحدود في الوطن العربي شائعة.
* مثلا.. في اخبار النشرة الجوية يتم ادراج حلايب ضمن النشرة لماذا؟
هذا رأيهم… المفروض أن الطرفين يجلسان مع بعض بالاوراق الثبوتية والتاريخ والخرائط… وبعض الاعلاميين يرونها مصرية، كذلك بعض السودانيين يرونها سودانية، انت لا تستطيع أن تحجر على آرائهم، دولة فيها اعلام متعدد، ولا يوجد رأي رسمي بهذا الشأن، هذا دليل على الارتباك في مرحلة التحول حيث نأجل عشرات القضايا، عدلي منصور في النهاية رئيس مؤقت لا يستطيع أن يحسم موضوعا كهذا لانه ليس منتخبا، ولا يوجد مجلس نيابي، واذا تنازل عن جزء او سمح بجزء سيحدث التباس، والمشكلة ليست من هذا اليوم، المشكلة موجودة اكثر من ستين عاما. مصر لها علاقات بأكثر من ثمانين دولة وهي ليست متربصة بالسودان ولها ازمات داخلية وفي مرحلة تحول.
* كيف تقرأ المشهد الإعلامي في مصر حاليا؟
المشهد الإعلامي في مصر يعاني من الكثير من المشكلات، يتفاوت الأداء ما بين مرحلة واخرى، كذلك هنالك استعدادات لانتخابات الرئاسة، وهذا المشهد يعاني من الكثير من القضايا المهنية التي تجعل المحتوى الإعلامي يفتقد إلى الكثير من المصداقية، هنالك معالجات تتسم بالاداء الدعائي ولا تتناسب مع التوازن في تناول القضايا المختلفة.
* كيف كان المشهد الإعلامي قبل ثورة 30 يونيو؟ وما الذي جد فيد؟
واضح أن هنالك قضايا خلافية، هذه القضايا لم اكن منغمسا فيها بقدر ما كنت متابعا لها وحدث ما حدث.. تظاهر الشعب مطالبا الرئيس بالرحيل، وزير الدفاع قام بوضع خارطة جديدة للمرحلة القادمة وتوافقت معه العديد من القوى السياسية، هذا ما جد فيه.
* تشهد الساحة الإعلامية المصرية حاليا تصنيفا للإعلاميين ما بين مؤيد للثورة ومعارض!
هذا شيء طبيعي؛ في مراحل التحول يرتبك فيها الإعلام وتتم اعادة ترتيب المصالح، البعض يستعد لمرحلة جديدة يسعى لكسب مؤيدين والبعض يدعي ادعاءات تفتقد الدقة والبعض يؤدي اداءً انفعاليا، احيانا يحاول أن يكون مؤيدا لكل ما يحدث، لكن في الحقيقة يؤثر بالسلب على المشهد العام، سيما وأن الساحة الاعلامية تعاني الكثير من الاخطاء المهنية التي تحتاج إلى تدقيق ومتابعة، مثلا كالتسريبات التليفونية والانفلاتات اللفظية، وكذلك الاداء الذي يجمع بين الإعلامي والناشط السياسي.
* قلت في تصريح سابق لك: إن قناة الجزيرة فقدت مصداقيتها…. ويعتقد آخرون أن الإعلام المصري ليس له مصداقية من الاساس؟
اين العلاقة بين (الجزيرة) والاعلام المصري؟… (الجزيرة) في تناولها للشأن المصري احادية الجانب، على سبيل المثال تم الافراج عن ابو العلا ماضي بينما هي تبرز جانبا واحدا في المحاكمة وتتجاهل الموقف الآخر. و(الجزيرة) بما عرفت انها تقدم الرأي والرأي الآخر ولها من مهنية، احيانا تجد مشهد صورة تستخدم مشاهد قديمة في أحداث سابقة لتأجيج العواطف، وكذلك الشريط الاخباري تناوله ايحائي والاسئلة التي يقدمها المذيع لبعض الضيوف اسئلة ايحائية وهذا التناول فيما يسمى بالمشهد المصري واشكال اخرى، والمفترض على (الجزيرة) اذا تناولت القضية المصرية أن تتناولها بتكوينها الطبيعي، و(الجزيرة) في كل فترة تبث تسريبات للسيسي تفتقد الدقة، وقناة الجزيرة لبعض المصريين تمثل الضالة المنشودة، ولكثير من المصريين فقدت مصداقيتها لان تناولها للاحداث تناول احادي، وهل يعقل لـ(الجزيرة) أن تستخدم كأداة دعائية لإبراز وجهة نظر معينة؟
* تم تجفيف معظم القنوات الدينية واستهدافها، في اعقاب ثورة 30 يونيو حتى اتجهت قناة رابعة للبث من خارج مصر، وتحديدا تبث من تركيا؟
فعلا اتخذ قرار بإغلاق هذه القنوات، ووارد جدا مع التطاول السياسي، هذه القنوات قد تلعب دورا مناوئا، والقرار بإغلاق هذه القنوات كان اجراءً احترازيا، وكنت اتمنى أن تعود بعد فترة وللأسف هي ما زالت مغلقة. تخيل لو انت في السودان وتوجد هنالك مجموعة معينة متجمعة في وسط الخرطوم وقناة من الخارج تنقل الشتائم والمضمون لمدة اربعة وعشرين ساعة كيف سيتم التعامل معهم؟
السوداني
هذا الفرعونى يتكلم بلغة دبلوماسية لأن لدية مصلحة و قتية فى السودان و عند إكتمالها يرجع لأصلة الحقير .
ياريت يكون عندنا دبلوماسيين يعرفو يتكلمو مثل المصريين ،،لكن للأسف لا الدبلوماسيين ولا غير الديبلوماسيين كلنا سلاقين بيض وبس ،،،
بإذن الله تانى المصريين لو يضمنو لينا الجنة مادايرين معاهم علاقة وأرجو من شبابنا الوعى للطابور السودانى الخامس وعبيد المصريين أمثال سيدى الميرغنى و أمثاله أى حزب تابع لأى دولة أخرى ويتعدا ولائه السودان فى 60 داهية