طرد الأمريكان

زمان مثل هذا
طرد الأمريكان
الصادق الشريف
? توقفت صحيفة التيار.. ثمّ عاودت الصدور.. وفي تلك الأثناء لم يتغيّر المسرح السياسي كثيراً (أو قليلاً).. ومشكلات السودان ما زالت تراوح مكانها.. يتربعُ الساسةُ على عرشها.. سيّما تلك التي (تشابكت مع تروس) مع الولايات المتحدة منذ بداية تسعينات القرن المنصرم. ? لهذا لم تكن لتصريحات الأستاذة إشراقة سيد محمود وزيرة التعاون الدولي، حول وجود أجندة أمريكية غير الإصلاح السياسي تعمل واشنطن على تنفيذها، مدهشة!!.. تلك التصريحات وبإحصاء تقريبي سنجدها مكررة لأكثر من مائة ألف مرة. ? بالطبع.. لا يمكن إنكار أنّ واشنطن لها أجندتها في السودان (بغض الطرف عن النظام السياسي الحاكم).. لأنّها أجندة تتعلق بالموارد.. وليس الأنظمة السياسية.. بالمستقبل وليس بالراهن.. كما لا يمكن فصل أجندة جماعات الضغط واللوبيات المختلفة.. وسعيها لتمرير أجندتها عبر السياسة الخارجية للولايات المتحدة. ? كلّ ذلك ليس سراً تتداوله الغرف المغلقة للـ(سي آي إيه).. ولا الدهاليز المظلمة لصُنّاع القرار الأمريكي.. فأجمل ما تحمله الديمقراطية الأمريكية هو الشفافية.. والتي وصلت حدَّ أن يجري النقاش حول (التصوُّر الأمريكي للسودان) على صفحات مجلة السياسية الخارجية الأمريكية (Foreign Policy).. وتعرض المجلة وجهات النظر الأكاديمية والدبلوماسية المختلفة حول إمكانية تحقيق ذلك التصوُّر. ? بل تعرضت المجلة لأحد وجهات النظر المتطرفة (والمجافية للمنطق) والتي تحاول تبري (العكننة الأمريكية في دارفور) التي تقول بأنّ هنالك مخطط أمريكي قديم لتوطين الزنوج الأمريكان في منطقة دارفور.. ليصفو التراب الأمريكي للأنجلوساكسونيين.. فتأمل؟؟!!. ? وكبرهان آخر على وضوح المخطط الأمريكي تجاه البلاد فقد صرّحت السيناتور هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية.. كاشفة عن حلول (قد) لا ترضي الطرفين (حكومتا الشمال والجنوب) ستقدم عليها الولايات المتحدة في حال لم يتوصلا لحلول مرضية لمشكلة أبيي. ? والحل الذي (لن) يرضي الطرفان.. بالطبع لن يكون أيلولة (أبيي) لأيٍّ منهما.. بل فصلها تماماً عنهما.. وجعلها منطقة تتبع لإدارة الأمم المتحدة (ظاهرياً).. بينما يخرج بترولها من حفرة الأرض ليدخل إلى حُفَرٍ أخرى. ? ومع التقدير لوزيرة التعاون الدولي.. إلا أنّ نفي المزاعم الأمريكية حول وجود مجاعة بالمناطق الثلاثة لا يكون بالتهديد بطرد (الوجود الأمريكي) من السودان.. حيث يمكن لذلك (الوجود) أن يزعم بوجود المجاعة من خارج السودان.. وذلك أيسر. ? فـ(الكاميرا) هي الحكم الوحيد الذي يشاهد الجميع لقطاته ويقبلون بحكمها دون مشاورة الأمريكان.. فإن لم تكن هنالك مجاعة في جنوب كردفان والنيل الأزرق.. فلماذا لا تتحرك الكاميرات إلى هناك.. لتعكس حال المواطنين.. وهم يمارسون حياتهم المعتادة؟؟.. هذا أبلغ من التهديد بالطرد!!. ? وللتقييم.. فإن ما قاله السيد هجو قسم السيد نائب رئيس المجلس الوطني بأنّ مجلسه ينوي فتح نافذة حوار مع الكونغرس الأمريكي.. أفضل وأرشد مما قالته الوزيرة إشراقة.. مع مراعاة فروقات الوقت.
التيار
هي المجاعه في الخرطوم موجوده ناهيك عن جنوب كردفان والنيل الازرق
طردو الامريكان من السودان لاكين الامريكان طردوهم من العالم كلو