الجيش وظلم ذوي القربى

بشفافية

الجيش وظلم ذوي القربى

حيدر المكاشفي

لا أعرف مؤسسة جيّاشة العاطفة تجاه منسوبيها وكل من إنتمى إليها مثل الجيش الذي يعد بلا منازع المؤسسة الأشد ترابطاً من بين كل المؤسسات العامة والخاصة، ولعل قيم الضبط والربط والتقاليد العسكرية المرعية كانت هي العامل الاقوى مع العوامل الأخرى في تقوية نسيج العلاقات بين أفراد هذه المؤسسة ضباطاً وجنود، وعن متانة هذه العلاقة بين رفقاء السلاح قال مرة المشير البشير القائد العام ورئيس الجمهورية في مناسبة عسكرية «خوّة الكاب حدّها القبر» على خلاف القول الشائع بين المدنيين «خوّة الكاب حدها الباب»، ذلك أن العسكري قد لا يستطيب أو يستديم علاقته بـ «الملكية» فتنتهي بانتهاء الظرف الذي يجمعه بهم ولكنه لا يمكن أن يقطع صلته بشركاء الخندق بل يظل «متخندّقاً» معهم إلى آخر لحظة، ولهذا إستعصى على الناس الذين يدركون عمق الرابطة العسكرية فهم ما ظل يلاقيه من أحيلوا منهم للصالح «العام» خاصةً بعد أن إستدركت «الانقاذ» خطل قراراتها التعسفية التي فصلت الآلاف في الخدمتين المدنية والعسكرية عسفاً وظلماً خارج إطار القوانين واللوائح وإنما بمزاج حزبي وسياسي خالص، ثم منَّ الله عليها بالتوبة والأوبة فحاولت التكفير عن خطئها الجسيم بالاعلان المتكرر عن إنصاف كل مظلوم وتعهد بذلك الرئيس على رؤوس الاشهاد بقوله أنه لا يرضيه أن يلقى ربه وهو ظالم لأحد، ثم تبعه التابعين وتابعي التابعين يرددون ذات القول، وتشكلت لجان وانفضت لجان وما زالت لجان منعقدة ولم تسفر الحصيلة حتى الآن عن شيء يذكر، فظل جرم الاحالة للصالح العام قائماً كما بدأ أول مرة ولم تستوف التوبة عنه شروطها وإنما بقى ديناً وغرماً معلّقاً على الرقاب إلى أن يلقى الحكم والخصم ربهما يوم يصدر الناس اشتاتاً ليروا أعمالهم، ومن سوء العمل هنا هو أن هؤلاء المحالين لما يُسمى زوراً بـ «الصالح العام»، قد فقدوا وظائفهم ومصدر دخلهم دون جريرة إقترفوها سوى عدم الانتماء الحزبي أو عدم الاستلطاف السياسي، فواجه المفصولون جراء هذا الاجراء الواناً من المعاناة والعذاب والشقاء أدناها تشردهم وعجزهم عن الصرف على تعليم أبنائهم وتدبير معاشهم، وأعلاها أن بعضهم قد التحق بالرفيق الاعلى الماً وحسرة على الذي جرى له دون جريرة، بل أن بعض هؤلاء المحالين قد تلقى خبر إحالته وهو يقاتل في احراش الجنوب ومنهم من إستقبله وظهره كان ينوء بحمل صناديق الذخيرة وعلى ذلك قس عشرات الحالات التي تضيق كل صفحات صحف الخرطوم مجتمعة عن الاحاطة بها وتوثيقها، فأي ظلم أكثر من هذا، وأي خرق للعدالة فوق ذلك..
إن الحديث عن ما آل إليه حال المفصولين عسفاً وظلماً، مؤسٍ لهم ومؤذٍ لمن فصلوهم، ولذلك لا نريد إجتراره وتكراره بعد أن صار معلوماً للقاصي والداني، وإنما نريد إزالة الظلم ورفع الغبن الذي وقع بناءً على المراجعات والاستدراكات والتصريحات التي صدرت من قمة السلطة حول ضرورة معالجة كل حالات الظلم التي تسببت فيها هوشة وهوجة الاحالة «للصالح العام»، ومن هذه الحالات، حالة مفصولي الصالح العام من القوات المسلحة الذين إستنفدوا كل درجات التظلم والتقاضي المتاحة لهم والتي إتبعوها في صبر وتابعوها بأناة درجة درجة إلى أن حطت رحال قضيتهم العادلة في اخر محطة وهي المحكمة الدستورية، ولأن قضيتهم واضحة وعادلة فما من مستوى تظلموا لديه إلا وأنصفهم وأمّن على مشروعية مطالبهم، ولكل ذلك فقد بدا لنا غريباً أن لا تكون المؤسسة العسكرية وهي أكثر مؤسسات الدولة تعاطفاً ونصرةً ووفاءً لكل من إنتسب إليها أن لا تكون هي المبادرة والمسارعة لانصاف كل مظلوم تثبت مظلمته ليظل هذا الامر يراوح مكانه حتى الآن، إنصفوا وأعدلوا ذلك أقرب للتقوى حتى لا تلقوا ربكم وفي أعناقكم مظلمة لأحد أو كما قال المشير البشير القائد العام…

الصحافة

تعليق واحد

  1. اذا كانت المؤسسة العسكرية مظلومة فمن للشعب السوداني الذي سلبت المؤسسة العسكرية حريته ورايه وقسمت ارضه واهانت ابناءه وضيقت عليه عيشه وسامته سوء العذاب اللهم عليك بالبشير اللهم عليك بالترابي اللهم عليك بالكيزان اللهم انهم تجبروا اللهم انهم طغوا اللهم عليك بكل من تسول له نفسة اغتصاب حري ومال وقوت الشعب اللهم امين ( بالمناسبة دعيت عليهم في عرفات )

  2. ألعبره بالنتائج .. ونحن ( ألآن ، ألآن ، وليس غدا ) علي شفا حـفـرة من النار ، وعلي مفترق طـرق جهنمي ، وضعـونا فيه هـؤلاء العسكر ، مايقتلني دهشة وحيره ، وقوف المؤسسة العسكرية متفرجة ، وهي من أطلق هذا الوحش من القمقم ، ويكاد يتبخر الوطن ويفني المواطن ، ويزول السودان من خريطة العالم نهائيا ، ولا أثر لهم ، ولاحياة لمن تنادي .. ولا أكون مبالغا إذا قلت لك ، بمجرد ذكر ألعسكريه والعسكر .. أتحسس عنقي ، ومصيري ، وهذا حالنا ماثلا أمام عينيك لايخفي عليك . ألعسكريه ارتبطت في ذهني أنا المواطن البسيط بالشر ، وأنهم حفنة من المغامرين الأغبياء ، يتطلعون لما هو اكبر من قدراتهم ومؤهلاتهم العلمية ، باستعمال القوة الجبرية ألمسلحه ، والتي وضعت أمانة في أعناقهم لحماية الوطن والدفاع عنه ، وإذا بهم لغبائهم ، وتطلعاتهم الضيقه والغير مشروعه ، يخونون ألأمانه ، وينقلبون علي الوطن والمواطن ، دون أن تطرف لهم عين ، ودون مثقال ذره من وازع من أخلاق اوضمير أو دين ، يبين لهم أن خيانة الامانه من الكبائر ، وقد عرضها الله جل جلاله علي السماوات والأرض والجبال ،فأبين أن يحملنها ، وأشفقن منها ، فقبل بحملها الإنسان لظلمه وجهله وغبائه . دون تجني علي العسكر ، الم يخاطبنا هذا السفاح الجاثم علي صدورنا ، وعلي قلب الوطن ، رغم انفنا وبالحديد والنار، باسم قواتنا المسلحة ( أيها الشعب السوداني الكريم :–
    إن قواتكم المسلحة المنتشرة في طول البلاد وعرضها ظلت تقدم النفس والنفيس حماية للتراب السوداني وصونا للعرض والكرامة . وترقب بكل أسي وحرقة التدهور المريع الذي تعيشه البلاد في شتى أوجه الحياة ، وقد كان من ابرز صوره فشل الأحزاب السياسية في قيادة الأمة لتحقيق ادني تطلعاتها في صون الأرض والعيش الكريم والاستقرار السياسي .
    أيها المواطنين الشرفاء :–
    إن قواتكم المسلحة ظلت تراقب كل هذه التطورات بصبر وانضباط وكان شرفها الوطني دفعها لموقف ايجابي من التدهور الشديد الذي يهدد الوطن واجتمعت كلمتها خلف مذكرتها الشهيرة التي رفعتها منبهة بشدة من المخاطر ومطالبة بتقديم الحكم وتجهيز المقاتلين للقيام بواجبهم ولكن هيئة السيادة السابقة فشلت في حمل الحكومة علي توفير الحد الادني لتجهيز المقاتلين واليوم يخاطبكم أبناؤكم في القوات المسلحة وهم الذين أدوا قسم الجندية الشرفية أن لا يفرطوا في شبر من ارض الوطن وان يصونوا عزتهم وكرامتهم وان يحافظوا علي البلاد سكانها واستقلالها المجيد وقد تحركت قواتكم المسلحة اليوم لإنقاذ بلادنا العزيزة من أيدي الخونة والمفسدين لا طمعا في مكاسب السلطة بل تلبية لنداء الواجب الوطني الأكبر في إيقاف التدهور المدمر ولصون الوحدة الوطنية في الفتنة والسياسة وتامين الوطن وانهيار كيانه وتمزق أرضه ومن اجل إبعاد المواطنين من الخوف والتشرد والجوع والشقاء والمرض . قواتكم المسلحة تدعوكم أيها المواطنين الشرفاء للالتفاف حول رايتها القومية ونبذ الخلافات الحزبية والإقليمية الضيقة وتدعوكم الثورة معها ضد الفوضى والفساد واليأس من اجل إنقاذ الوطن ومن اجل استمراره وطنا موحدا كريما.
    عاشت القوات المسلحة حامية كرامة البلاد.. عاشت ثورة الإنقاذ الوطني عاش السودان حر امسـتقلآ .
    الله اكبر والعزة للشعب السوداني الأبي .
    عميد أ.ح عمر حسن احمد البشير-
    رئيس مجلس قيادة الثورة .
    لماذا ظلت القوات المسلحة صامته وهي تشاهد الخراب والدمار والموت وفناء الوطن ، الذي وجدت أصلا من اجل حمايته ، والحفاظ عليه وطنا موحدا وكريما ؟؟؟ وهي ما غيرها التي جلبت هذا الكارثة ، وظلت تحمله علي ظهرها طوال 21 عاما ، بصمت وصبر تحسد عليه اغبي حمير الأرض . الم يتحدث المقبور السفاح نميري بنفس ألنبره ، وباسم القوات المسلحة ؟؟ لماذا وقفت القوات المسلحة متفرجة والسفاح ينكل ويدفن المواطنين العزل أحياء . إلي أن خرجت الجماهير العزل إلي الطرقات ليلقوا بالسفاح نميري ، ونظامه البغيض المتعفن في قاع مذبلة التاريخ ، غير مأسوف عليه ليلعن دنيا وآخره . لقد نكأت جرحا ظل فاغرا فاه سنينا يستنزف وطنا ، ومواطن ، حتي النخاع .. إذا لم تتصدي القوات ألمسلحه لهذا الشر الجهنمي الذي ولدته من أحشائها ، وحملته علي ظهرها طوال سنوات الـجـمر .. أقول لك وبالفم الملآن .. ملعونة هي أم الشيطان .. ولن يرحمها ولن يغفر لها التاريخ ، مشاركتها وتسببها في ضياع وتبخـر وتلاشي وطن ومواطن .

  3. أستاذ حيدر انت فهمت البشير غلط (بحسن نية) لكن هو قاصد انو خوة الكاب بتوديك المقابر زي ما الجماعة عملوا في اصحابهم

  4. اللهم انت قلت ادعوني استجيب لكم ,,,اللهم انت قلت وقولك الحق و يا من يعد ولا يخلف ,, اللهم عليك بالبشير واعوانه عاجلا غير أجل يا الله فأنهم لا يعجزونك ,, اللهم عليك بهم ياالله ,, اللهم انك تعلم ضعفنا وذلنا وهوانا بسبب هذه العصبة الظالمة فانا ننتظر عونك يا الله ,فانا ننتظر مددك ياالله ,فانا ننتظر عدلك يا الله ولا حوله ولا قوة الا بألله .

  5. انت بتتكلم جد يالمكاشفى.: المؤسسة العسكرية تنصف من؟ 0:cool: :cool: :cool: :cool: :cool: :cool: :cool: :cool: :cool: :cool: :cool: :cool: :cool: :cool:

  6. اي مؤسسة عسكرية تعني؟ الجيش السوداني؟ هذه مؤسسة تمت خصخصتها و تسجيلها للتنظيم الحاكم الذي يعاني افراده من الحقد الاعمي غير المبرر لكل الشعب السوداني لذلك لا يمكن ان تنصف اي سوداني لا ينتمي للتنظيم الحاكم. انت تتكلم عن " تاريخ " المؤسسة العسكرية القومية السودانية قبل خصخصتها و اعلانها حكرا للمؤتمر الوطني!

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..