إلا الوطن..!ا

اوراق متناثرة

إلا الوطن!!

غادة عبد العزيز خالد

أتابع كما والملايين حول العالم اخبار تحركات الشعب المصري. كان يوم الثلاثاء حينما إستيقظت لاجد صور الآلاف من المصريين وهم يملأون طرقات القاهرة. وبدأت أقرأ لكي اجد ان هؤلاء الأشخاص ليسوا مقتصرين على القاهرة بل كانت هنالك طرقات الإسكندرية والسويس لتمتد الشرارة الأولى وتصبح في خلال ساعات قليلة ناراً كبيرة حامية تحرق كل من يحاول الحد من إنتشارها. وكنت إذا إنشغلت بامر من امور الحياة المعقدة، اجدني اهرع بعدها صوب جهاز تلفازي او كمبيوتري في محاولة لإشباع شغفي لمعرفة آخر اخبار التطورات التي تجري على الساحة المصرية.
كان معظم الذي شهدته هائلا، مجموعة كبيرة من الشباب تخرج إلى الطرقات تهتف بملء صوتها وتطالب بحقها في حياة كريمة. هنالك الشاب الذي تخرج في الجامعة منذ سنوات وهو لا يجد عملا يمكنه من تقديم يد العون لأسرته التي تعبت فيه طوال حياته. هنالك شباب لا يملكون تكاليف علاج احبابهم ويحسون بعجزهم امام اسعار المستشفيات والدواء التي لا ترحم. وهنالك آخرون تخفق قلوبهم بإسم شابة او شاب وكل ما يحلمون به هو شقة صغيرة تكون نواة الاسرة التي يطمحون إليها. وهنالك الذي يتطلع صوب دولة ديمقراطية يتمكن من التحدث فيها دون الخوف من ضابط امن (يغطس) حجره. كل لديه اسباب معينة ووجد ان في الخروج إلى الطرقات والمناداة بمطالبه خير طريق.
ولم اتفاجأ بالكثير من الأحداث، فلقد كانت هنالك محاولات لتفريق التجمعات عن طريق قنابل الغاز والرصاص المطاطي. هنالك الضباط الذين كانوا يندسون في وسط التجمعات الهادرة بملابس مدنية ورأيناهم في الفيديوهات وهم يضربون المتظاهرين بكل قسوة. وهنالك الصحفيون ومراسلو القنوات الذين لم تستثنيهم العناصر الأمنية من العقاب، فلقد تم الإعتداء على احمد منصور من الجزيرة وهنالك مراسل قناة الـ(بي بي سي) والذي قص في الراديو عن الضرب العنيف الذي تعرض له. لكن بالرغم من ارقام الوفيات والإعتقالات الواسعة ظل الشعب يجوب الطرقات في كل انحاء مصر.
وحاولت الحكومة المصرية بداية تجاهل الأحداث، فإذا فتحت القناة المصرية تجد ان الامن مستتب وكل الامور (عال العال). وتشاهد الجزيرة لترى الجموع الهادرة التي تهتف برحيل رئيسها الذي ظل يحكمها منذ ثلاثة عقود. وبعد ايام بدأت الحكومة إستخدام الكرت الإعلامي وظلت القناة تهاجم التجمعات، وحال ان فتحت القناة المصرية في مرة، وجدت ان هنالك من يقول:»إذا اشعلت لك ايديهم شمعا فلن يفلح فيهم، فهم مجموعة تهدف إلى التخريب ولديها اجندة معينة وهؤلاء لا ينفع معهم إلا تطبيق القوانين.» ولم يذكر المذيع بعد نهاية اللقاء إسم المسؤول الذي قال تلك المقولة «الذهبية.»
لقد بدأت الثورة بتونس وهاهي اليوم تمتد إلى القاهرة، ومن يدري إلى اين ستتوجه النار بعد ان تقضي على النظام المصري. إن بعد الثورات الشعبية يغادر الحكام السابقون بلادهم ليحتمون باخرى، مثل بن علي، او لا يعودون إلى بلادهم كما ورئيسنا السابق الراحل، وهذا هو المحزن. ان الحكام لا يقدرون على البقاء في بلادهم وبين ابناء شعبهم الذي كانوا يتولون في يوم مقاليد امرهم، فلقد افسدوا وفرقوا ولم يصلحوا. وتصبح كل الأرض قادرة على احتواء الرئيس الأسبق للأسف، ما عدا وطنه

الصحافة

تعليق واحد

  1. غادة
    مقالك الكل يعرف ما سرتيه واني اراي ان للمقال بقية امكن تكون بين السطور او مختبة تقولينها في سرك

    غادة
    الي متى السر في سرنا والحديث يغلف ;)

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..