الله لي كوريا

هو مطلع أغنية قديمة.. غنتها البنات السودانيات للثورة الكورية (بالمناسبة نحن وكوريا تيمان.. لأننا استقللنا في نفس العام وكدا).. في زمن كانت فيه أغاني البنات السودانية مواكبة للأحداث العالمية.. كان المقطع يقول: (الله لي كوريا.. النار يا شباب العليا).. وفي ذلك العهد كانت المدارس الثانوية ليها (شنة ورنة).. سقا الله تلك الأيام.. ايييه دنيا..
ولأن الشاعرة غير معروفة.. لا نستطيع أن نتتبع أثرها لنسألها لماذا اختارت الغناء لكوريا دون غيرها من الدول ؟؟ لكن الأمر لا يخلو من بصيرة نافذة للمستقبل.. ها هي الأيام تجعل كوريا متصدرة للأحداث.. كوريا الشمالية رئيسها يهدد العالم (الزول دا بيذكرني بي تان تان.. رغم إنو تان تان سيد الاسم كان هدي ورضي).. و(موقف) ترامب على رجل واحدة.. يقال إنه بضغطة زر من يده.. يمكن لقنبلة اسمها (القنبلة الكهرومغناطيسية) أن تنفجر وترجع العالم 200 عاماً الى الوراء !!
كيف الكلام دا يا جماعة ؟؟ قيل إن هذه القنبلة لا تقتل البشر ولكنها وعبر إطلاقها موجات كهرومغناطيسية تعطل كل الحواسيب وبالتالي كل الأجهزة التي تعتمد الحوسبة الآلية.. ولذلك ستتعطل إشارات المرور ورادار الطائرات.. وسيعيش العالم في ظلام دامس.. ويرجع الإنسان الى عهد الطبخ بالحطب وإنارة الفوانيس واعتماد الدواب كوسيلة مواصلات درجة أولى.. ونرجع تاني لساعي البريد.. والبوستجي.. حيث سيختفي الهوت ميل والجي ميل.. وكل ما يقرب اليه من فيس بوك وواتساب وانستغرام.. وسناب شات.. المهم الكلام دا وضح لي حقيقة مهمة.. إنو نحن كنا ظالمين ولاة أمورونا ظلم الحسن والحسين.. قولوا لي ليه؟؟
مش طلع الحالة النحن فيها دي كلها دورة تدريبية لما بعد القنبلة الكهرومغناطيسية؟؟ يعني شعار (حنفوق العالم أجمع) دا ما كان كلام ساي.. سيأتي يوم تتجه فيه أنظار العالم الينا.. وذلك لأننا تقدمنا أمامهم بسنوات في استخدام الفوانيس والطبخ بالحطب وركوب الدواب كمواصلات.. شفتوا كيف؟؟ بعدين في فائدة أخرى.. نحن البلد الوحيدة التي لن تتراجع الى 200 سنة.. وذلك ببساطة عشان نحن أصلاً قاعدين هناك في (الميس).. تاني زول يقول عايزين نبقى في مصاف الدول الكبرى ما في.. أهو طلعوا ما حيعرفوا يتصرفوا في عالم ما بعد القنبلة الكهرومغناطيسية.. تحسبوها لعب؟؟ دي شغلانة عايزة خبرة سنوات في هذه المجال.. وفي هذا المجال نحن أصحاب الخبرة الأطول والأفضل…
رغم كل هذا التحفز والسوداوية.. لا يزال هناك بريق أمل بأن الله خير حافظ.. وأن العالم لن ينزلق الى حرب عالمية ثالثة.. لكن الشاهد في الأمر.. أن كوريا.. توأم بلادي في الاستقلال.. تقدمت الصفوف وتفوقت تقنياً.. ونحن أيضاً تفوقنا في تذيل الصفوف.. لكن ذلك (كلو فوق رأي).. فقد كان شعارنا ولا يزال (أرموا قدام.. وراء مأمن).
الجريدة